أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس "بإحساسه العميق بالألفة" مع الدول العربية، وذلك خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي في بكين بهدف تعميق العلاقات مع المنطقة، معلناً أن بلاده ستستضيف القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026، وفق إعلام رسمي.
وقال شي في كلمته "كل مرّة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة"، مضيفاً أن "الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم".
ودعا الرئيس الصيني إلى عقد مؤتمر سلام "واسع النطاق" لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، محذّراً من أن العدالة في الشرق الأوسط لا يمكن أن "تغيب للأبد".
وخاطب شي الزعماء العرب في بكين، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية، قائلاً إن "الشرق الأوسط أرض تتمتّع بآفاق واسعة للتنمية (...) لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد"، داعياً إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية".
وبشأن غزة، اعتبر أنه "لا يمكن للحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية ولا يمكن إسقاط حل الدولتين بشكل تعسفي، وقال: "سنواصل دعم تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة".
وأكّد أن الصين "تدعم بقوّة إقامة دولة فلسطينية مستقلّة تتمتّع بالسيادة الكاملة وتؤيد مسعى الفلسطينيين لأن يصبحوا دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة".
ونقل إعلام رسمي عن شي: "الصين ستقدّم 500 مليون يوان إضافية للمساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة ودعم إعادة الإعمار بعد الصراع، وستتبرّع بثلاثة ملايين دولار لوكالة الأونروا لدعم تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لغزة".
محمد بن زايد
في كلمته، أشار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إلى أن "الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، يأتي في وقت يحتاج فيه العالم إلى التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات المشتركة"، مؤكداً أن "دولة الإمارات تؤمن بأن تضافر الجهود والتعاون والعمل الدولي المشترك هو السبيل الأفضل للارتقاء بدولنا وتلبية طموحات شعوبنا وضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة".
وقال إن "منطقة الشرق الأوسط تشهد توتّرات متصاعدة نتيجة لاستمرار الحرب في قطاع غزة وما تسبّبه من أوضاع إنسانية صعبة لسكانه، الأمر الذي يزيد من أهمية العمل العربي – الصيني المشترك، بجانب الجهود الدولية، من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية لسكانه وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية إليه، إضافة إلى أهمية إيجاد أفق للسلام العادل والشامل في المنطقة استناداً إلى حل الدولتين".
وأضاف أن هذا الاجتماع هو تجسيد للعلاقات المتميزة بين الصين والدول العربية وتأكيد للحرص المشترك على الارتقاء بالتعاون العربي- الصيني نحو آفاق أرحب".
وشكر شي جينبينغ لاستضافة الصين الاجتماع وترؤسها له مقدّراً الجهود التي بذلت للإعداد له، معرباً عن ثقته بأن الصين تحت قيادة شي ستواصل نهضتها وتقدّمها وستعمل على تعزيز التعاون والعمل العربي- الصيني المشترك خلال الفترة المقبلة.
"وختم متمنياً أن "تعزّز مخرجات الاجتماع من مستوى التنسيق واستدامة التعاون الأخوي بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
إلى ذلك، كتب بن زايد عبر "إكس": سعدت اليوم بالمشاركة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني في بكين بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ وعدد من القادة العرب. العلاقات بين الدول العربية والصين تاريخية وثمة حرص مشترك على تنميتها وتوسيع آفاقها، وسياسة دولة الإمارات تقوم على تعزيز أُطر".
السيسي
من جهّته، أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّه "يجب التصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين"، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف، في كلمة له: "ندعو المجتمع الدولي للتدخّل لضمان وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة ومنع تهجيرهم".
وتابع "أكرر التأكيد أنّه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي ... إلا من خلال المعالجة الشاملة لجزر القضية الفلسطينية".
ودعا في هذا السياق إلى "الالتزام الجاد والفوري بحل دولتين والإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلّة".
وختم: "لن نسمح بكل ما من شأنه العبث بأمن واستقرار دولنا".
ملك البحرين
من جانبه، شّدد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على أنّه يجب وقف الحرب المدمّرة على قطاع غزة.
ودعا، في منتدى التعاون الصيني العربي، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وقال: "لدى الدول العربية رؤية موحّدة تعمل على إنهاء كافة النزاعات والصراعات وحماية الأمن الإقليمي".
قيس سعيد
اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد أن المجتمع الدولي بدأ يتشكل بطريق جديدة وبدأ يتجاوز النظام العالمي القديم، وقال: "يجب العمل المشترك لتوفير المرافق الأساسية لحياة الجميع بدعم الحق في الصحة والتعليم".
وأضاف: "نجدّد موقفنا المطالب بحصول الشعب الفلسطيني في إقامتة دولته المستقلّة".
ولفت إلى أن "العلاقات بيننا وبين الصين تمتد لستة عقود، ولم تقتصر فقط على طريق الحرير بل شملت الفكر والثقافة أيضاً".
السعودية
شدّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من بكين على "ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فوراً وضمان دخول كافٍ ومستمر للمساعدات".
وأضاف من بكين: "نثمن مواقف الصين الداعمة لوقف الحرب في غزة وحل الدولتين".
أحمد أبو الغيط
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فلفت إلى أن "الجامعة العربية تسعى لخفض التصعيد في المنطقة"، متابعاً: "من الضروري الوقف الفوري للحرب في غزة".
وسأل: "ما هي مصداقية القانون الدولية في ظل وجود دولة تضع نفسها فوق هذا القانون؟".
في الاقتصاد...
إلى ذلك، شدّد الرئيس الصيني على استعداد بلاده لبناء علاقات صينية عربية تكون أساساً للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، متابعاً: "ومستعدّون للعمل مع الجانب العربي لاستكشاف سبلٍ لحل القضايا ذات الصلة بالمناطق الساخنة بما يدعم تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل".
وأردف الرئيس الصيني: "سنبني أفقاً استثمارياً ومالياً على نطاق أوسع مع الجانب العربي، ويكون إطاراً أكثر توازناً للعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع على الجانبين. وسينشئان أيضاً إطاراً متعدّد الجوانب بصورة أكبر للتعاون في مجال الطاقة".
وأضاف شي أن "الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق"، وفق ما ورد في بيان لوزارة الخارجية الصينية، و"الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدّات".
ونقل إعلام رسمي عن شي قوله إن "الصين ستدعم مشاركة شركات طاقة ومؤسسات مالية صينية في مشاريع الطاقة المتجدّدة في الدول العربية بقدرة إجمالية مركبة تتجاوز 3 ملايين كيلووات"، مضيفاً: "الصين ستواصل تنفيذ مشاريع تعاون تنموية بقيمة إجمالية تصل إلى 3 مليارات يوان ومستعدّة لتوسيع استيراد منتجات غير الطاقة من الدول العربية وخاصة المنتجات الزراعية".