كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الحديدة في اليمن، والتحقيق بشأن الطائرة الحوثية المسيّرة "يافا" التي ضربت تل أبيب.
وذكرت الإذاعة أنّه "في مناقشات بشأن الموافقة على أهداف الهجوم، تقرّر في إسرائيل ضرب موقعين في ميناء الحديدة وبالقرب منه: الأول، البنية التحتية للطاقة حيث تمت مهاجمة حوالي 20 منشأة تخزين للوقود معظمها داخل مجمع الميناء وبعض منشآت التخزين التي وضعها الحوثيون بالقرب من الميناء. والثاني، قدرات تفريغ البضائع في الميناء، حيث استهدفت إسرائيل عمداً رافعات وظيفتها تفريغ البضائع من السفن إلى الرصيف".
ولفتت إلى أن "التقييم في النظام الأمني هو أن قدرة الميناء على استقبال البضائع تم تعطيلها تماماً"، مشيرة إلى أن "هذا يعني أن الإيرانيين لن يتمكّنوا من تسليم الذخيرة إلى الحوثيين عبر البحر في المستقبل القريب".
من جانبها، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن "الساعة 20:30 من مساء يوم أمس السبت، هبطت آخر الطائرات الإسرائيلية التي قصفت ميناء الحديدة اليمني، إذ قطعت الطائرات الإسرائيلية مسافة 3400 كم، وهو الهدف الأبعد الذي يقصف في تاريخ إسرائيل".
وأضافت: "عشرات الطائرات من أنواع مختلفة شاركت في العملية، منها F35وطائرات من نوع رام، وطائرات بوينغ 707 عمرها قرابة الـ50 عاماً، والتي كانت مسؤولة عن تزويد الوقود في الجو".
وكشفت عن أن "التدريب على عملية كهذه كان قبل حوالي الشهر والنصف في اليونان وبالشراكة مع الجيش اليوناني، على خلفية الحرب في غزة والمواجهات في الشمال من أجل الحفاظ على جاهزية الجيش الإسرائيلي في القصف ما يعرف بدول الدائرة الثالثة".
وذكرت أن "الجيش الإسرائيلي جمع معلومات عن الأهداف في اليمن من الأيام الأولى للحرب، وتعليمات نتنياهو للجيش الاستعداد لعملية عسكرية ضد اليمن أعطيت من يوم الجمعة، بعد ساعات من انفجار المسيّرة التي ضربت تل أبيب".
"جولة طويلة"
وأردفت الإذاعة: "في إسرائيل، يفهمون أن المعنى المحتمل للهجوم في اليمن هو الدخول في جولة مطولة ومباشرة من الضربات ضد الحوثيين".
وقال مسؤول أمني رفيع: "بعد أن ضربت الطائرة المسيرة يافا تل أبيب، أدركنا أن الآن كل المنطقة تنظر إلينا، كل من حسن نصرالله في بيروت والمرشد الإيراني خامنئي في طهران، وكان علينا أن نُظهر القوّة تجاه المنطقة كلها.. إذا لم نفعل شيئاً - سيكون هناك ثمن لذلك".
وأضاف "من الممكن جداً أن نضطر للهجوم مرّة أخرى في اليمن مرّات عدّة قريباً.. ينبغي ألا نتوقّع أن هذا الهجوم سيحل مشكلة الحوثيين. من الصعب علينا التنبؤ برد الحوثيين، لكنّنا نقدّر أنّهم سيتخذون المزيد من الإجراءات، فقد تغيّرت الأمور".
وأوضحت أن "بعد تحقيق في إسرائيل، تبيّن أنّه لا يوجد صلة بين المسيّرة التي أرسلها الحوثيون إلى تل أبيب والمسيّرة التي تم اعتراضها في الوقت نفسه من شرق إسرائيل. فهمت القوّات الأمنية الإسرائيلية أنه لم يكن هناك تنسيق بين الميليشياتين في عملهما".
تأهّب...
وعزّزت إسرائيل حالة التأهب في قطاعات استراتيجية تحسّباً لرد الحوثيين.
وأفادت القناة "14" الإسرائيلية بعقد اجتماع طارئ بمشاركة وزيرة المواصلات ميري ريغيف، خشية مهاجمة الحوثيين مرافق استراتيجية وحيوية.
وأضافت أنّه تم توجيه مؤسسات عدّة، من بينها تلك المسؤولة عن القطارات والموانئ والمطارات "للاستعداد لكل السيناريوهات".
في الوقت نفسه، أعلنت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن سلاح البحرية رفع درجة التأهب في
إيلات، والتي استهدفتها جماعة الحوثي اليوم الأحد.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن "المواجهة مع جماعة الحوثي ستكون طويلة".
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين أنّهم يتوقّعون ردّاً من جماعة الحوثي، وأن إسرائيل تستعد في الوقت نفسه لمهاجمتها بضربات "أكبر بكثير".
عن التحقيق...
بالنسبة إلى مسيّرة "يافا"، أشارت الإذاعة إلى أن "تحقيقاً أوليّاً أظهر أن الحوثيين استخدموا مسارات الطيران المدني بدقّة، وحلّقوا بطائرتهم الهجومية عبر هذه المسارات، كمحاولة للخداع".
ويقدّر المسؤولون الأمنيون أن هذا قد يكون ما أدّى إلى التقييم الخاطئ بأن المسيّرة غير عدائية.