أعلن البيت الأبيض اليوم الأحد أن الجثث الـ6 التي عُثر عليها في رفح تعود لأسرى احتجزتهم "حماس" بينهم مواطن أميركي يُدعى هيرش غولدبرغ بولين.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "في وقت سابق اليوم (السبت)، عثرت القوات الإسرائيلية في نفق تحت مدينة رفح، على جثث 6 أسرى كانت حماس تحتجزهم"، مضيفاً "لقد تأكّدنا الآن أن أحد الأسرى... كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين".
بدوره، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه انتشل الجثث من نفق في منطقة رفح في قطاع غزة.
وأضاف في بيان أن جثث كارميل غات وإيدن يروشالمي وهيرش غولدبرج-بولين وألكسندر لوبانوف وألموغ ساروسي وأوري دانينو نقلت إلى إسرائيل.
وخطف خمسة منهم- تتراوح أعمارهم بين 23 و 32 عاماً – من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حركة "حماس".
وأكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الأسرى الـ6 الذين أعيدت جثثهم كانوا على قيد الحياة عندما تم اختطافهم ثم "قتلوا بدم بارد على يد حماس".
وظهرت أدلّة على حياة هؤلاء الأسرى، بما في ذلك شريط فيديو لهيرش غولدبرغ بولين في نيسان (أبريل) الماضي.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن تم قتل الأسرى الـ6 قبل وصول القوّات الإسرائيلية إلى النفق، مشيرة إلى أن "التقديرات بالمنظومة الأمنية هي أن الأسرى قتلوا يوم الجمعة الماضي خلال ساعات المساء.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن 3 من المحتجزين الذين قتلوا كانوا ضمن قائمة وافقت حركة "حماس" على الإفراج عنها في 2 تموز (يوليو) الماضي.
بدورها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن 4 من المحتجزين القتلى كان من الممكن إعادتهم في صفقة لتبادل الأسرى.
وفي هذا الصدد، أكد قيادي في حركة "حماس" لوكالة فرانس برس الأحد أن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة. وقال القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "بعض أسماء الأسرى الذين أعلن الاحتلال العثور عليهم كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها حماس للإفراج عنهم".
لفتت وزارة الصحّة في قطاع غزة في بيان أمس السبت إلى أن 40691 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب 94060 منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
اندلعت الحرب عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 آخرين أسرى، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
واندلعت اشتباكات بين قوّات الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلّة أمس السبت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية في مدينة جنين. ونفّذت مئات القوّات الإسرائيلية مداهمات منذ الأربعاء في واحدة من أكبر عمليّاتها في الضفة الغربية منذ شهور.
وهاتف نتنياهو عائلة أحد الأسرى الستة القتلى، وقال لها: "أنا أعتذر وأطلب السماح". وقالت "القناة 12" إن عائلتين رفضتا التحدث معه.
وقال بايدن، في حديثه للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، إنّه "لا يزال متفائلاً" بشأن التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع.
وتابع: "أعتقد أننا على وشك التوصّل إلى اتّفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
وأضاف: "نعتقد أنّنا قادرون على إتمام الاتّفاق، لقد قالوا جميعا إنّهم متّفقون على المبادئ".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه صُدم مما وصفه بالقتل "المروع والأحمق" لست رهائن في غزة.
وقال ستارمر في منشور على إكس: "مصدوم تماما من قتل حماس المروع وغير المبرر لست رهائن في غزة... يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، ويجب على جميع الأطراف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على الفور لإنهاء المعاناة".
"حماس"...
في السياق، حمّل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إسرائيل المسؤولية عن مقتل الأسرى. وقال "من يتحمل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأميركية بسبب دعمها للعدوان".
وأضافت: "الأسرى قتلوا بالقصف الصهيوني وعلى بايدن إن كان حريصاً على حياتهم أن يوقف دعمه للعدو. كنا حريصين أكثر من بايدن على حياة الأسرى، لذا وافقنا على اقتراحه وعلى قرار مجلس الأمن بينما رفضهما نتنياهو".
في التعليقات...
تعليقاً على الخبر، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في بيان لمكتبه "قلب كل الأمة مفطور".
ورأى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّه "يجب أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني فوراً ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس بشأن محور فيلادلفيا".
وتابع: "فات الأوان بالنسبة للمختطفين الذين قتلوا ويجب إعادة المختطفين الباقين في الأسر، وإسرائيل ستحاسب كل قادة حركة حماس".
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "سنواصل ضرب حماس حتى تدميرها بالكامل وإعادة أبنائنا من غزة"، مضيفاً: "أدين بشدة محاولات الأحزاب السياسية الرقص على دماء أبنائنا واستخدامها لأغراض سياسية".
ورد سموتريتش على غالانت قائلاً: "لن نعيد محور فيلادلفيا لسكّان غزة أبداً ويجب إنشاء منطقة آمنة بعمق كيلومترين".
واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن العثور على جثث 6 أسرى خبر مفجع للبلاد بأسرها باستثناء من يقودها، في إشارة إلى نتنياهو.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عنه أن نتنياهو وحكومة الموت قرّرا عدم إنقاذ المختطفين، وقال: "أدعو نقابات العمّال والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي".
من جانبه، لفت زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس إلى أن "نتنياهو خائف ومتردّد ويلعب بالوقت لاعتبارات سياسية بدلاً من إنقاذ المختطفين"، وقال: "على نتنياهو حماية المختطفين وليس ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرّفون".
وشدّد على أن "على الجمهور أن يخرج إلى الشارع فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق. المختطفون يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار".
من جانبه، أكد منتدى عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة أنّه "لولا التأخير والتخريب والأعذار لكان من المرجّح أن يظل أولئك الذين علمنا بوفاتهم هذا الصباح على قيد الحياة"، داعياً إلى إعادة الأسرى.
وأوضح المنتدى أن ألكسندر لوبانوف أصبح أباً خلال الفترة التي قضاها أسيراً، لرضيع عمره خمسة أشهر.
إلى الشارع
في الموازاة، دعت هيئة عائلات الأسرى إلى الخروج في تظاهرة ضخمة لإغلاق إسرائيل بشكل كامل حتى إبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وتطالب نقابة العمّال والمؤسسات بالإضراب والتظاهر وشل الحركة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن متظاهرين يغلقون تقاطع معهد وايزمان في رحوفوت قرب تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل.