الأربعاء - 18 أيلول 2024
close menu

إعلان

تغيير التقويم... حلّ لمعارك الإنسان مع الأحوال الجوية

المصدر: رفقا عطا الله
أي فصل تحب؟
أي فصل تحب؟
A+ A-

لا تقلّ نشرة الأحوال الجوية أهميةً عن نشرة الأخبار، سواء أكانت في بداية النشرة أم في نهايتها، وعلى كلّ الجالسين في غرفة الجلوس التزام الصمت لسماع ما سيتحفنا به المذيع عن طقس الأيام المقبلة. قد تصدق التوقعات، وقد لا تصدق! قد تكون هناك مبالغة في توصيف الوضع الجويّ، وقد تكون واقعية ربّما. لكنها بالطبع لن تصل إلى الـ100% من المصداقية. أقلّه من منظار الكبار في السنّ. لا نعلم لماذا تعلّق هذه الفئة العمرية كلّ آمالها على الطقس. أليس بإمكانها العيش من دون متابعة هذه النشرة التي لن "تقدّم ولن تؤخّر" كما يقال بالعاميّة؟

الطقس الماطر

ما إن يتمّ سماع أنّ هناك "احتمالاً لتساقط الأمطار غدًا" حتى يعلو التذمّر في الغرفة، وتنهال على الطقس الماطر كلّ أنواع الحقد والكراهية. هذه المشاعر تكنّها فئة لا بأس بها من البشر. يتذمّرون من الطقس الماطر، كما لو أن الطقس المشمس أفضل حالاً. كلاهما فيهما مبالغة، تدنّي درجات الحرارة أم ارتفاع درجات الحرارة. في الحالتين يكون الوضع سيئًا. مشكلة الأحوال الجوية تكمن في أنها لا ترضي جميع الأذواق. دائمًا هناك جدل حولها.

الطقس الحارّ

لا يقف التذمّر عند هذا الحدّ. فعبارة "هناك ارتفاع في درجات الحرارة متخطّيةً المعدل الموسميّ لمثل هذه الفترة من السنة" تكون هي بدورها أيضًا شرارة نقاش واسع النطاق، خصوصًا إذا امتدّ معدّل ارتفاع درجات الحرارة على كافة أيام الأسبوع. هنا المعاناة بحدّ ذاتها! كلّ يوم يترافق مع تأفف. ومع عبارات كـ"فطيس، شوب كتير، عبوء، اختنقنا...". وما إن تنحسر موجة الحرّ هذه، حتى يتنفس الإنسان الصعداء. لا يرضى الإنسان لا "بالحريق ولا بالغريق!".

الفصول ومحبيها

من لديه حساسية سيكره فصل الربيع. من يحبّ السباحة والتعرّض لأشعة الشمس  ينتظر بفارغ الصبر قدوم فصل الصيف. من يحبّ الجلوس في المنزل و"الكنكنة" والتزلج يتمنّى لو يعود فصل الشتاء بسرعة. فصل الخريف! ليس معلوماً إن كان لديه محبّون. ربّما من يحبّ هذا الفصل هم الأشخاص الدراميّون. يتشاركون معه الصفات نفسها.

المعركة الجوية الشرسة

هناك نوع من العداء الشديد بين فصلين دون غيرهما،كما لو أن هناك رغبة في الانتقام بين محبّي فصل الشتاء ومحبّي فصل الصيف. تكثر هذه المعارك المستعرة على صفحات مواقع الاجتماعي. دائمًا، هناك هجوم على الجماعة الموالية لفصل الشتاء من قبل تلك الموالية لفصل الصيف. 

يكمن الحلّ ربما بأن تكون للإنسان قدرة على التحكم بالتقويم كما يشاء. يُضيف فصولًا، ويلغي فصولًا، لا يهمّ! ما يهمّ هو السيطرة على كلّ ما يستطيع التحكّم به. فهو أصبح متحكّمًا بكلّ شيء تقريبًا، ولا يزال هناك بعض الأمور التي يصعب عليه الوصول إليها. وصل إلى مرحلة استطاع صناعة ثلج اصطناعيّ. أليس بمقدوره أن يبتكر أداة تحدّ من تذمّره أو تؤمّن له الطقس الذي يُناسبه؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم