تعاني الكثير من النساء السوريات اللاجئات في لبنان من ظروف معيشية صعبة، فعدا عن إقامتهن في مساكن ومخيمات لا تليق بمستوى معيشي بسيط فإن كثيرات منهنّ أيضاً معرضات للتعنيف ومحاولات القتل من قبل أزواجهن أو أحد أفراد الأسرة الذكور من أب أو أخ أو عم أو خال أو حتى ابن، فكيف من الممكن أن تحمي المرأة اللاجئة نفسها؟ وماذا يمكن أن تفعل حين تواجه ظروفاً كهذه؟
التقينا الصحفية والناشطة النسوية علياء عواضة وطرحنا عليها مجموعة أسئلة لكي تستنير بأجوبتها كل امرأة معرضة أو قد تتعرض للعنف وتحمي نفسها من أي فعل يؤذيها
- ما هو واقع النساء في لبنان عموماً واللاجئات السوريات منهن خصوصاً؟
النساء في لبنان من لبنانيات ومقيمات يتعرضنَ عموماً لتعنيف مختلف الأنواع من قبل المحيطين بهنّ للأسف، لكن هناك خصوصية وهشاشة أكبر لدى اللاجئات السوريات بالتحديد وخصوصاً اللواتي يعشنَ في المخيمات بسبب العقلية الذكورية المسيطرة على مجتمعات اللجوء، وبالتالي هناك الكثير من النساء اللواتي لا يبلغنَ عن تعرضهن للعنف ويَكُنَّ خجلات من طلب الخدمة أو الحماية، وعموماً في ظل الأزمات الإنسانية تكون النساء والأطفال الفئة الأضعف والأكثر هشاشة وهذا واضح في اللجوء السوري بلبنان
- ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتبعها المرأة المعنفة أثناء أو بعد تعرضها للعنف؟ إلى أين يمكن أن تلجأ وبمن تتصل؟
يوجد في لبنان العديد من المنظمات والجمعيات التي يمكن للمرأة المعنفة من خلالها طلب الحماية وذلك عن طريق الاتصال بالخطوط الساخنة في حال كانت موجودة لدى هذه الجمعيات، أو بالاتصال بأرقامهم العادية أثناء الدوام الرسمي ومن أهم هذه المنظمات هي أبعاد وخطها الساخن هو 81788178 وجمعية كفى وخطها الساخن هو 1745، وهناك جمعيات أخرى مثل حماية ورقمها 03414964 وجمعية بسمة وزيتونة ورقمها 76939238، بالإضافة طبعا للخط الساخن للقوى الأمنية في لبنان الخاص بالعنف الأسري وهو 1745 "نفس رقم جمعية كفى أيضاً" ويمكن لأي سيدة تتعرض للتعنيف من أي جنسية موجودة على أراضي لبنان أن تتصل بهذه الأرقام كي تطلب المساعدة
- ماذا تقدم هذه الجمعيات من خدمات أو مساعدات لحماية النساء اللاجئات المعنفات؟
تختلف طريقة تعاطي الجمعيات والمنظمات مع الحالات التي تأتيها، فهذه الجمعيات تقدم أشكالاً مختلفة من المساعدة منها الدعم النفسي، وبعضها يؤمن الحماية وبعضها لديها ملاجئ خاصة لكي تسكن فيها المرأة المعنفة وتحميها، وبعضها يؤمن سكناً خاصاً لها أو أموال نقدية، اذا فليس هناك طرق معينة لمساعدة النساء وهي تختلف من جمعية لأخرى لكنها تصب في مصلحة المرأة في النهاية
- في حال كانت اللاجئة المعنفة لا تمتلك أوراقاً أو إقامة نظامية في لبنان، فهل يمكنها أن تشتكي أيضاً للشرطة أم قد يتم ترحيلها؟
فيما يتعلق بالأوراق القانونية فالأفضل للاجئات المعرضات للتعنيف أن يلجأن إلى الجمعيات أو المنظمات التي تحميهنّ بشكل قانوني، لذا الأجدر لأي لاجئة لا تمتلك أوراقاً نظامية في لبنان أن تستعيض عن اللجوء في إخبار الشرطة والقوى الأمنية بالتوجه لإحدى الجمعيات التي ستحميها قانونياً بطبيعة الحال من أي مشكلة قد تواجهها بهذا الخصوص
- كيف يتعامل القانون اللبناني مع اللاجئات وغير اللاجئات المعنفات اللواتي يتواجدن على الأراضي اللبنانية؟
يتعامل القانون اللبناني بشكل متساوٍ مع كل من يقيم على الأراضي اللبنانية وبالتالي فإن المرأة المعرضة للتعنيف سواء كانت لاجئة سورية أو مقيمة أجنبية أو مواطنة فإن القانون اللبناني يحميها بحكم أنها موجودة على أرض لبنان وبالتالي فإن أي امرأة تتعرض للعنف يمكنها أن تتصل بالخط الساخن 1745 وتلجأ لإخبار الشرطة والقوى الأمنية طالما أنها داخل البلاد فالقانون اللبناني هو المعني الأول والأخير بحمايتها
- في حال كانت المرأة المعنفة ليس لديها مكان تأوي إليه سوى بيت المعنِّف مثلاً، فهل تقدم لها الجمعيات ملاجئ خاصة أو سكناً؟ وإن كان لديها أطفال فهل يتم حمايتهم أيضاً معها؟
الكثير من الجمعيات والمنظمات التي ذكرناها تقدم ملاجئ أو مساكن خاصة للنساء المعنفات وتحميهن وتحمي أطفالهن أيضاً وتقدم لهم الرعاية النفسية والتمكين المادي، لذلك فإن الحماية مؤمنة بشكل كامل للمرأة وأطفالها معاً وذلك بإبقائهم في دور آمنة مع مجموعة من المختصين النفسيين والمساعدين الاجتماعيين الذين يقدمون لها وللأطفال كل الدعم، وتحرص هذه الجمعيات على أن تكون أماكن هذه الملاجئ أو المساكن أو الدور سرية كيلا يعرف مكان سكن المرأة أحدٌ ما قد يهدد حياتها
- ماذا تنصحين كل امرأة تتعرض أو قد تتعرض للتعنيف؟
قرار المرأة المعنفة في طلب حمايتها من العنف الأسري هو قرار خاص بها فقط، وبالتالي فإن الجمعيات والمنظمات مهما كانت كثيرة لا يمكنها تقديم أي خدمة لها في حال لم تقرر هذه المرأة كسر دائرة العنف التي تتعرض لها وتلجأ لطلب الحماية وتحمي حياتها وأطفالها، فلا يمكن أن تتخذ أي جمعية أو منظمة أي إجراء بدلاً عن المرأة نفسها، لذا عليها أن تقوم هي نفسها بذلك كي تتم مساعدتها على الوجه الأكمل.