تعرّف إلى أصعب مهمّة لدى الأهل قبل الإنجاب

  تقول سفيرتنا إلى النجوم  السيدة فيروز في أغنية "أسامينا"، التي كتبها الشاعر جوزف حرب: "أسامينا، شو تعبوا أهالينا تا لاقوها وشو افتكروا فينا"؛ بضع كلمات اختصرت المعضلة التي يعاني منها الأهل لدى اختيار أسماء أولادهم، ولكون الاسم المختار سيرافق الابن/ة طوال حياته/ها.

كما ليس بالأمر السهل التوصل إلى اسم يرضي جميع الأطراف، بدءًا من ذوي الزوجين وصولًا إلى العائلة الكبيرة. إذ إنّ هذه العملية لا تنحصر بالطرفين المعنيين بالتسمية مباشرة، بل تتعدّاها لكي تسبّب أحيانًا خلافات بين العائلات.

الأب يريد أن يطلق على الطفل/ة اسم أبيه أو أمه، والأم تريد الأمر نفسه. هذا هو حال مجتمعاتنا العربية؛ كلّ فرد من العائلة عليه أن يبدي رأيه بالاسم. تبقى المشاورات سارية ويستمرّ مسار الأخذ والردّ حتى يوم مجيء الطفل/ة إلى هذه الحياة.

كيف يسمّي الأهل أولادهم؟

 

تيمّنًا بأحد

كما أشرنا سابقًا، ينسب الوالدان اسم الولد إلى أسماء الجدة والجد. وهنا تبدأ التكهنات حول شخصية الولد: "يتشارك هو وجدّه الصفات نفسها"، "هي عنيدة مثل جدتها".

هذا ويكون لحسن حظّ الطفل إن أجريت بعض التعديلات على أسماء أقربائه، قبل أن يجبر على تحملها مدى الحياة؛ فالأسماء القديمة لا تتناسب مع عصرنا اليوم.

انطلاقًا من فكرة تخليد الأسماء المتواجدة داخل العائلة الواحدة، يلجأ بعض الأهل إلى نسبة أسمائهم لأولادهم؛ وهنا تبرز الأسماء المرفقة بكلمة Junior. أي أنّ جورج بوش جونيور هو ابن جورج بوش الأب. 

في السياق عينه، يشمل هذا النموذج من يطلق اسمًا على ابنه/ته تيمّنًا باسم شخصية مشهورة يحبها الأهل كثيرًا، ثمّة مبالغة في هذا الأمر. ولكن ما من حلّ يلوح في الأفق لهذه النماذج.

ما هو شائع

أمّا الحالة الأخرى الأكثر شيوعًا فتتمثل بأسماء القديسين والأنبياء؛ كلّ بحسب طائفته يختار الاسم المناسب لأبنائه. علي، حسين، محمد، شربل، الياس، فاطمة، ريتا... وهذا ما يجعل أبناء الطائفة الواحدة تتشارك الأسماء نفسها. ولكم أن تتخيلوا عند المناداة باسم من الأسماء المذكورة أعلاه أو غيرها كم شخص سينظر إليكم.

التجانس قاعدة

هناك أيضًا من يحبّ أن تكون أسماء أبنائه متجانسة مع بعضها، فعلى سبيل المثال، يطلق على بناته أسماء تنتمي كلّها إلى أنواع الورود: ياسمين، ورد، جوري، روز...

الاشتقاق ضرورة

يقابل هذا النوع من يرغب أن تكون الأسماء مشتقة عن بعضها كالمثال التالي: جورج، جورجيت، جورجيو، جورجينا... هذه الخصوصية في اختيار الأسماء تترجم أيضًا في حالة من يريد أن تبدأ كلّ أسماء أبنائه بالحرف نفسه: لينا، لورا، ليا، لؤي، لوكس...

التعمّق أساسيّ

من جهة أخرى، يأتي نموذج الأهل الذين يحبّون التعمق في معاني الاسم قبل اختياره. يشغلون محركات البحث؛ يطّلعون على معاني الاسم من مصادر مختلفة، قبل أن تتمّ الموافقة عليه.

الأجنبي فخامة

هناك من يسلّم بأنّ الأسماء الأجنبية أكثر جاذبية من الأسماء العربية؛ فيرفض رفضًا تامًا التطبيع مع هذه الأسماء. بالنسبة إلى هذا النموذج، كلّ ما هو أجنبي هو أكثر فخامةً... أي "بريستيج".

الأسماء المركّبة

بعيدًا عن ذلك، يختار بعض الأهل الأسماء المركبة التي تطول فترة قراءتها. يحبّون الأمور الصعبة والمعقدة وهذا يترجم في اختيار أسماء الأولاد. جان- بول، جان- بيار، ماري- تيريز، آنّا- ماريا، عبد القادر، عبد العزيز، عبد الغني...

اللجوء إلى خبير أحرف وأرقام 
تطابق اسم المولود واسم الأم ويوم المولد حسب حساب الأحرف والأرقام (الجُمل)، وحسابات رقمية ينتج عنها ما إذا كان هذا الاسم سيورث السعادة لحامله أم النحس.