الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

السويد: دعم انضمامها إلى حلف الأطلسي يرافقه شعور بالتسرّع

المصدر: أ ف ب
أندرسون خلال انتظارها وصول رئيس الوزراء البريطاني لعقد محادثات في هاربسوند غرب ستوكهولم (11 ايار 2022، أ ف ب).
أندرسون خلال انتظارها وصول رئيس الوزراء البريطاني لعقد محادثات في هاربسوند غرب ستوكهولم (11 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
أسفرت الحرب في أوكرانيا عن موجة دعم للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في السويد، في حين يتوقع إعلان الترشح في الأيام المقبلة. لكن عبّر العديد من النواب والمواطنين عن شعور بالتسرع. 

وقال رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي السابق ستيفان لوفين لوكالة فرانس برس إن "الجميع كان يتمنى لو حصل على مزيد من الوقت لأن المسألة مهمة... في الوقت نفسه، نعلم أنه لا يتوفر لدينا دائمًا الوقت الذي نرغب في الحصول عليه". 

في مسيرتها نحو حلف شمال الأطلسي، بدت ستوكهولم وكأنها لا تتحلى بحس المبادرة. إذ لم تترسخ فكرة الترشح حقًا إلا عندما أصبح واضحًا أن فنلندا المجاورة ستبادر إلى ذلك. 

وقالت وزيرة الخارجية السويدية السابقة مارغو والستروم لوكالة فرانس برس "أنا أيضاً تمنيت أن تتمكن فنلندا من الانتظار". 

وأضافت والستروم التي بدلت رأيها بعد أن كانت لفترة طويلة مناهضة لانضمام بلادها إلى الحلف "إنه سؤال يُطرح أثناء المناقشات وهو مثير للقلق، كنا نرغب في أن يكون لدينا المزيد من الوقت للمناقشة، والاستماع إلى المشرعين والحجج المطروحة"، 

ومن المتوقع أن يعلن حزب رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون الأحد تغيير خطه، بعد أن كان تاريخياً مناهضاً للانضمام، ما يمهد طريق العضوية أمام الدولة الاسكندنافية التي ظلت خارج التحالفات العسكرية لأكثر من قرنين من الزمن. 

ولكن في المشاورات الداخلية وكذلك على المستوى الوطني، ظهرت انتقادات لخوض نقاش سريع ومشحون بهدف التماشي مع القرار الفنلندي. 

ويؤكد الكاتب السياسي في صحيفة افتونبلاديت والمقرب من الاشتراكيين الديموقراطيين أندرس ليندبرغ أنّ "السويد ليست من يتحكم بالتقويم، بل فنلندا، لأنها تمتلك حدودًا بطول 1300 كلم مع روسيا". 

ويشير المحلل إلى أن التغيير يكتسب أهمية كبيرة لأن السويد "بنت هويتها على حيادها" ثم عدم انحيازها.

- "شكراً" فنلندا -
لم تشهد الدولة الاسكندنافية حرباً على أراضيها منذ أن تخلت عن التحالفات العسكرية في أوائل القرن التاسع عشر، بعد عصر نابليون. 

وكان على البلاد التي اعتادت اتخاذ قرارات والتوصل إلى توافق بعد لجان حكومية طويلة، أن ترد بشكل عاجل هذه المرة. ونشرت أحزاب البرلمان الجمعة تقريراً بشأن الانضمام إلى عضوية الحلف الأطلسي بعد أسابيع قليلة من العمل. 

ويرى خبراء الأمن العسكري، أنه لا يمكن للمسؤولين السويديين أن يلوموا إلا أنفسهم بسبب تجنبهم على نحو كبير طرح مسألة الناتو على الطاولة.

تؤكد إليزابيث براو، خبيرة الدفاع لدول الشمال في معهد أميركان إنتربرايز، أنه "في السابق، كان الاشتراكيون الديموقراطيون السويديون يقولون دائمًا "سنفكر في الأمر عندما تنضم فنلندا"، وذلك لأنهم اعتقدوا أن فنلندا لن تنضم أبدًا". 

 لكن فنلندا طرحت نظريًا "خيار الناتو" وإمكانية الانضمام إلى الحلف بسرعة إذا لزم الأمر، وفي ظل توفر توافق سياسي. 

وقال الباحث في المعهد السويدي لأبحاث الدفاع روبرت دالشو، "المسؤولية في هذا الوضع تقع على عاتق الأشخاص والمنظمات الذين رفضوا النقاش بشأن الناتو حتى وقت قريب جدًا". 

وأضاف "لذا نعم، إنها تسير بسرعة. لكنها تسير بسرعة لأنها قضية أمن قومي... لا يمكننا التأخير إلى أجل غير مسمى، لأن أشخاصاً لم يهتموا بهذه القضية من قبل".

ويرى آخرون، أنّ فنلندا قدمت أفضل خدمة ممكنة إلى السويد من خلال تسريع التحرك. 

السويديون، الذين يحبون أن يطلقوا على البلدان الاسكندنافية الأقل كثافة سكانية تسمية "الإخوة الصغار"، وجدوا أنفسهم هذه المرة في دور الصبي الصغير. 

وعنونت صحيفة "اكسبرسن" اليومية الخميس "لولا فنلندا، ما كانت السويد لتنضم إلى حلف الناتو. شكرًا لك أيتها الأخت الكبرى!".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم