كولومبيا: روسيا تعهدت منع وقوع مساعداتها العسكريّة لفنزويلا بأيدي جماعات مسلّحة

أكدت بوغوتا، الإثنين، أنّها حصلت على تعهّد من موسكو بمنع وقوع المساعدات العسكرية الروسية لكراكاس بين أيدي المجموعات المسلحة الناشطة على الحدود التي يسهل اختراقها بين فنزويلا وكولومبيا. 

وقالت نائبة الرئيس ووزيرة الخارجية مارتا لوسيا راميريز في مؤتمر صحافي بعد اجتماعها مع ممثل الكرملين في بوغوتا، نيكولاي تافدومادزه، إنّ "السفير الروسي أبلغنا أنّه لن يتم استخدام أي مساعدة عسكرية روسية لفنزويلا للقيام بعمل عسكري ضدّ كولومبيا". 

وجاء الاجتماع بعد اتهام وزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو روسيا بممارسة "تدخل أجنبي" على حدود بلاده مع فنزويلا، في تصريح وصفته البعثة الروسية بأنه "غير مسؤول".

وتحدث مولانو عن وجود "دعم ومساعدة فنية روسية" للقوات العسكرية البوليفارية، لكنه أوضح أن استخدام عبارة "تدخل أجنبي" في تصريحه السابق جاءت ردا على سؤال وجّهه صحافي.

وأضاف أنّ السفير أعلن خلال الاجتماع أنّ "التعاون الروسي ليس لديه أي مصلحة في إلحاق الضرر بدولة أخرى".

وتتهم بوغوتا كراكاس بإيواء جماعات مسلحة كولومبية تستخدم أموال المخدرات لمهاجمة قواتها الأمنية على الحدود التي يسهل اختراقها والتي يبلغ طولها 2200 كيلومتر، وهو ما تنفيه فنزويلا.

وقالت راميريز إنّ كولومبيا طلبت من روسيا وضع "شهادة المستخدم النهائي" في ما يتعلق بالأسلحة المسلّمة إلى فنزويلا لضمان "عدم استخدام أيّ معدات من قبل أي جهة غير القوات العسكرية". 

ومنذ مطلع كانون الثاني، يتواجه جيش التحرير الوطني وهو فصيل متأثر بأفكار تشي غيفارا الثورية، مع منشقّين عن القوات المسلحة الثورية (فارك) يرفضون اتفاق السلام الذي أبرمته الجماعة المسلحة الماركسية مع الحكومة في 2016، للسيطرة على أراضي إقليم أراوكا الذي يفصله نهر عن فنزويلا. 

وبفعل هذا القرب الجغرافي، فإنّ إقليم أراوكا يشهد الكثير من عمليات الاتجار والتهريب ويتضمن طريقًا مهمًا لتصدير المخدرات المصنّعة في كولومبيا.

وأسفرت أعمال العنف بين هذه العصابات وهي بشكل أساسي عمليات اغتيال، عن نحو 70 قتيلًا خلال شهر واحد. وتدور أعمال عنف أيضًا في فنزويلا المجاورة، حيث تملك الجماعتان، بحسب بوغوتا، قواعد خلفية. لكنّ حكومة نيكولاس مادورو حليفة موسكو، ترفض هذه الاتهامات.

وقطعت بوغوتا أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، وكراكاس علاقاتهما الديبلوماسية بعيد وصول الرئيس المحافظ إيفان دوكي إلى الحكم في آب 2018.

وفي أيار 2021، وفيما كانت البلاد تشهد تظاهرات غير مسبوقة مناهضة للحكومة، اتهمت كولومبيا روسيا بأنها على صلة بهجمات الكترونية استهدفت مواقع انترنت رسمية. وردت السفارة الروسية بأنها فوجئت بهذه الاتهامات "التي لا أساس لها بتاتاً".