هل يكرّر الغرب سيناريو النفط مع روسيا كما في حرب 1973؟

أثار قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باشتراط الدفع بالروبل مقابل مبيعات الغاز لدول الغرب، الكثير من التساؤلات عمّا إن كان ذلك يتوافق مع شروط العقود التي أبرمتها موسكو معها. وكان بوتين قد قال خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون الرسمي RT إن "روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى "دول غير صديقة"، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعدما فرضت عقوبات مشددة عليها جراء غزوها لأوكرانيا".خطوة الرئيس بوتين هذه، أعادت إلى ذاكرة المتابعين، القرار الذي اتخذه العرب يوم قطعوا النفط ومشتقاته عن الدول الغربية التي كانت بأشد الحاجة إليها، بسبب النهضة الاقتصادية غير المسبوقة التي كانت تشهدها في تلك الحقبة. أمام المشهدية التي طرحها بوتين لجهة شراء النفط الروسي، يُطرح التساؤل التالي: "هل ستقع روسيا ضمن السيناريو الغربي ذاته الذي اتّخذ بحق النفط العربي بعد حرب أكتوبر 1973؟ أم إن قراره بمثابة قنبلة نووية اقتصادية رُميت في وجه أوروبا لحثها على التراجع عن عقوباتها؟ في 16 أكتوبر 1973، قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرض حظر على شحنات النفط الخام إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديداً، حيث زوّدت هولندا إسرائيل بالأسلحة وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد إسرائيل ودعمها. ونتيجة لهذا فإن سعر السوق النفطي ارتفع كثيراً على الفور، ومع وقوع النظام المالي العالمي بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز أدّى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم التي استمرّت قائمة حتى أوائل الثمانينيات، وارتفاع أسعار النفط استمر حتى 1986. أثناء حرب أكتوبر 1973، اتّخذ...