السبت - 29 حزيران 2024

إعلان

جون لي رئيس سابق لجهاز الأمن اختارته الصين لقيادة هونغ كونغ

المصدر: أ ف ب
جون لي يحتفل بعد تعيينه زعيما جديدا لهونغ كونغ (8 ايار 2022، أ ف ب).
جون لي يحتفل بعد تعيينه زعيما جديدا لهونغ كونغ (8 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
يستعد الرئيس السابق لجهاز الأمن في هونغ كونغ جون لي لتولي إدارة المدينة بعدما كسب هذا الشرطي السابق لحفظ النظام في الشارع ثقة بيجينغ على أثر الدور الذي لعبه في قمع الحركة المؤيدة للديموقراطية.

واختير لي (64 عاما) المرشح الوحيد لتولي رئاسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، الأحد بأصوات 1416 عضوا في لجنة تضم 1461 من الشخصيات الموالية لبيجينغ. ويبدأ ولايته في الأول من تموز يوم الذكرى الخامسة والعشرين لإعادة مستعمرة هونغ كونغ البريطانية، إلى الصين.

وسيكون هذا الرجل الآتي من الطبقة العمالية الذي بدأ حياته المهنية من أدنى الدرجات كشرطي بسيط، أول رئيس للسلطة التنفيذية في هونغ كونغ يأتي من قوات الأمن. 

كان جون لي مدير جهاز الأمن في هونغ كونغ عند وقوع الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديموقراطية في 2019. وقد أشرف بصفته هذه على قمع الاحتجاج الذي تلاه إحكام السيطرة السياسية على المنطقة.

هذا الأمر أدى إلى إدراج اسمه على لائحة الشخصيات الصينية ومن هونغ كونغ التي عاقبتها الولايات المتحدة. لكن هذا ما ساعده أيضا في كسب ثقة بيجينغ التي تشتبه في أغلب الأحيان في أن نخب هونغ كونغ ليست موالية لها بدرجة كافية أو لا تتمتع بالكفاءة.

وصرح رجل الأعمال مايكل تيان العضو الموالي لبيجينغ في المجلس التشريعي لوكالة فرانس برس أن "جون لي هو أكثر شخص تعرفه الحكومة المركزية لأنه أجرى اتصالات باستمرار ومبادلات مع الصين القارية".

- "نجح في الاختبار" -
وجون لي هو "الرجل الذي نجح في الاختبار" كما قال لفرانس برس لاي تونغ-كوك سلفه على رأس جهاز الأمن في هونغ كونغ.

ويشكل وصول جون لي إلى رأس السلطة قطيعة مع الرؤساء التنفيذيين الأربعة الذين سبقوه منذ عودة هونغ كونغ إلى الحكم الصيني في 1997، وجميعهم قدموا من عالم الأعمال أو الإدارة. 

وبعد 35 عاما في قوة الشرطة، دخل لي الحكومة في 2012 وشهد صعودا سريعا. وتقول وسائل إعلام محلية إنه حصل على "مصعد بلاتيني". ومنذ العام الماضي أصبح الرجل الثاني في السلطة التنفيذية. 

وقال شين-يو شيه الخبير في قضايا الأمن الصيني في معهد تايوان للدفاع الوطني، إن بيجينغ لاحظت عمل جون لي خلال الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في 2019.

- مؤامرة "إرهابية" -
تبنى لي بحماسة طرح بيجينغ التي اعتبرت أن هذه التجمعات الضخمة وهي الأكبر في تاريخ هونغ كونغ، مؤامرة "إرهابية" دبرتها "قوى معادية للصين". 

وقال الخبير نفسه إن "بيجينغ سعت إلى معرفة الشخصية السياسية التي كانت مستعدة لمتابعة خطابها"، مشيرا إلى أن القادة الصينيين يبقون حذرين حيال مسؤولي هونغ كونغ.

ونشأ جون لي الكاثوليكي الذي تعلم لدى اليسوعيين، في منطقة شام شوي بو الشعبية. وكان يرغب في درس الهندسة لكنه تنازل عن ذلك للانضمام إلى الشرطة.

وقال لصحيفة مؤيدة للصين لاحقا إنه اختار هذه المهنة بعد أن تعرض للتنمر والضرب من قبل بلطجية عندما كان طفلاً. 

لي متزوج ولديه ولدان لكنه متحفظ جدا حيال عائلته. وقد رفض خصوصا ان يكشف ما إذا كانت لا تزال تحمل الجنسية البريطانية التي تخلى عنها هو شخصيا عندما دخل الحكومة. 

ووعد بجعل "الأمن القومي" إحدى أولوياته، منذرا بذلك باستمرار حملة قمع المعارضة التي بدأتها كاري لام الرئيسة المنتهية ولايتها للسلطة التنفيذية. 

لكن الأهم أن أوساط الأعمال في ثالث مركز مالي في العالم قطع عمليا عن العالم منذ بداية الوباء، تنتظر اداءه في مجال الاقتصاد.

وقال داني لاو الذي يترأس جمعية لأصحاب العمل في المدينة لفرانس برس "آمل أن يفكر في القدرة التنافسية الدولية لهونغ كونغ وألا يضيع وقته في تمرير قوانين غير مفيدة لاقتصاد المدينة".

 لكن بالنسبة لتشارلز موك العضو السابق المؤيد للديموقراطية في المجلس التشريعي والمنفي الآن، يثبت تعيين جون لي أن الصين تضع السيطرة على هونغ كونغ قبل القضايا الاقتصادية. 

وصرح لفرانس برس "في الماضي، تمكنت الصين من تقديم تنازلات مقابل منافع مكاسب اقتصادية". 

وأضاف "لكن يبدو الآن أن بيجينغ تريد من الناس أن ينظروا إلى العالم على أنه مكان مليء بالتهديدات، وتريد ولاء لا يتزعزع للحزب باعتباره الحل الوحيد الآمن".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم