العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ قيام الدولة العبريّة

ترتبط مصر واسرائيل منذ العام 1979 بمعاهدة سلام هي الأولى التي وقعتها دولة عربية مع اسرائيل وأنهت حالة الحرب بين القائمة بين الدولتين منذ إنشاء اسرائيل في العام 1948.

- الحرب الأولى -
في 15 أيار 1948، غداة اعلان دولة اسرائيل، اندلعت الحرب العربية-الاسرائيلية الأولى. ودخلت خمس دول عربية هي مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق حربا مع اسرائيل بعد أن رفضت خطة التقسيم التي صوتت لصالحها الأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947 .

في شباط 1949 تم توقيع اتفاق هدنة في رودس بين اسرائيل ومصر.

- السويس -
في تشرين الأول 1956، اي بعد ثلاث أشهر من تأميم قناة السويس بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر، شنت اسرائيل حربا برية وجوية على سيناء ووصلت خلال 48 ساعة الى القناة.

في 31 تشرين الأول من العام نفسه، شنت فرنسا وبريطانيا غارات جوية على مصر.

وتحت ضغط الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي (آنذاك) انسحبت اسرائيل من سيناء.

- هزيمة قاسية في العام 1967 -
في الخامس من حزيران 1967، اندلعت الحرب العربية-الاسرائيلية الثالثة بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن وسوريا من جهة اخرى وهي التي عرفت باسم "حرب الأيام الستة". وتمكنت ‘سرائيل خلال هذه الحرب الخاطفة من احتلال سيناء وقطاع غزة الذي كان تحت الادارة المصرية والضفة الغربية التي كانت تحت الادارة الأردنية، اضافة الى هضبة الجولان السورية.

وتفكك الجيش المصري كما دُمر سلاح طيرانه.

في العام 1970، وافق عبد الناصر على خطة روجرز، التي حملت اسم وزير الخارجية الأميركي آنذاك وليام روجرز والتي كانت تقضي بحل تفاوضي للنزاع العربي-الاسرائيلي.

-هجوم مفاجئ على إسرائيل -
في السادس من تشرين الأول 1973، شنت مصر وسوريا حربا ضد القوات الاسرائيلية بهدف استعادة سيناء والجولان المحتلتين.

وانتهت الحرب بشكل مشرف لمصر التي نجحت في عبور قناة السويس واختراق القوات الاسرائيلية على الضفة الشرقية في سيناء.

-معاهدة السلام -
في 19 تشرين الثاني 1977، زار الرئيس المصري أنور السادات القدس ليكون أول زعيم عربي يقوم بزيارة رسمية الى الدولة العبرية.

في أيلول 1978، وقع السادات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن اتفاقات كامب ديفيد في واشنطن التي مهدت الطريق لتوقيع معاهدة السلام في العام التالي.

بموجب المعاهدة استعادت مصر سيناء في العام 1982 وفي المقابل أقامت علاقات ديبلوماسية واقتصادية طبيعية باسرائيل.

ودانت الدول العربية هذه المعاهدة باعتبارها "صلح منفرد" مع اسرائيل. وتم اغتيال السادات على يد اسلاميين خلال عرض عسكري في السادس من تشرين الأول/اكتوبر 1981.

- سلام بارد -
واستطاع سلفه حسني مبارك، الذي حافظ على علاقات بعدد من القادة الاسرائيليين، أن يخفف من الغضب العربي على مصر تدريجيا.

ولكنه استدعى سفير بلاده في اسرائيل مرتين، الأولى إبان الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 والثانية في العام 2000 احتجاجا على القمع الاسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وبعد سقوط مبارك في العام 2011، وقعت عدة اعتداءات في سيناء على خط أنابيب غاز بين البلدين.

ولم تشهد العلاقات أزمات كبيرة في عهد الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي استمر قرابة عام قبل أن يعزله الجيش في العام 2013. 

وتظل مصر وسيطا تقليديا بين اسرائيل وحركة حماس في غزة.

- تعاون وثيق-
في 15 حزيران 2020، بدأت مصر في استيراد غاز طبيعي من إسرائيل بغرض تسييله واعادة تصديره الى أوروبا في اطار اتفاق قيمته 13,3 مليار يورو.

وزار وزير الخارجية الاسرائيلي غابي اشكينازي مصر في 30 أيار 2021 ليكون أول مسؤول اسرائيلي رفيع يزور مصر منذ أكثر من 10 سنوات. خلال هذه الزيارة ناقش ترتيبات الهدنة التي أعلنت مطلع الشهر نفسه بوساطة مصرية حماس والدولة العبرية بعد حرب جديدة بينهما.

في 13 أيلول، يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت بزيارة الى مصر بدعوة من السيسي، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.