واصلت روسيا، الأحد، قصف مدن أوكرانية عدة عشية اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يرمي إلى تشديد العقوبات على روسيا و"تدفيعها ثمنا باهظا لعدوانها" الذي بدأته قبل خمسة أشهر.
وسيبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الإثنين في تشديد العقوبات على موسكو، بعدما أدى تبني عقوبات سابقة إلى عزل روسيا وإلحاق ضرر كبير باقتصادها، من دون أن يدفع الكرملين إلى التراجع.
ومن المقرر أن يبحثوا الإثنين في مقترح قدّمته المفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في مجموعة السبع.
ويرمي اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "على موسكو أن تستمر في دفع ثمن باهظ لعدوانها". وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يُتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسيل بشأن هذه العقوبات الجديدة.
وقال قائد القوات المسلحة البريطانية الأدميرال توني راداكين في مقابلة تلفزيونية بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن 50 ألفا من عديد الجيش الروسي سقطوا بين قتلى وجرحى، كما خسرت قواته آلاف المدرعات أي "أكثر من 30 بالمئة من فاعليتها في القتال البري".
وأوضح راداكين أن غزو أوكرانيا "أسفر عن مقتل أو إصابة 50 ألف جندي روسي وتدمير قرابة 1,700 دبابة روسية، بالإضافة إلى نحو 4 آلاف آلية مدرعة".
وتدارك "لكن روسيا لا تزال قوة نووية" وقادرة على مواصلة حملتها العسكرية، معتبرا أن التكهنات حول مرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو إمكان تعرضه للاغتيال، مجرد "تفكير رغبوي".
وكان بوتين قد حذّر في بداية تموز من أن موسكو "لم تبدأ بعد الامور الجدية" في أوكرانيا، والأسبوع الماضي أعطى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التوجيهات اللازمة لزيادة "الضغط العسكري".
وبعد ثلاثة أيام على الضربات الصاروخية التي دمّرت وسط مدينة فينيتسيا البعيدة مئات الكيلومترات من الجبهة وأوقعت 24 قتيلا على الأقل بينهم أطفال في هجمات استدعت إدانة من جانب الاتحاد الأوروبي لـ"سلوك همجي"، لا تزال المعارك مستمرة.
وليل السبت الأحد استُهدفت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد والقريبة من الحدود الروسية بضربات صاروخية.
وقال الحاكم أوليغ سينيغوبوف "قرابة الساعة الثالثة صباحًا، في حي كييفسكي، اشتعلت النيران في أحد طوابق مبنى صناعي من خمسة طوابق نتيجة تعرضه لضربتين صاروخيتين. أصيبت امرأة تبلغ 59 عامًا وتم نقلها إلى المستشفى".
- "قصف عنيف" -
واستهدفت ضربات أخرى مدينة ميكولاييف الجنوبية القريبة من البحر الأسود.
وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم "قرابة الساعة الثالثة صباحًا، تعرضت ميكولاييف لقصف كثيف. تبلغنا بحريق اندلع في مؤسستين صناعيتين".
وأضاف أن بلدات شيفتشينكوف وزوريا ونوفوروسكي تعرضت لقصف في اليوم السابق، مشيراً إلى أن "ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب ثلاثة اخرون في شيفتشينكوف" وقتلت امرأة السبت في قصف على شيروكيف حيث "دمر مبنى سكني".
في منطقة دونيتسك (شرق)، قال حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو إنها استهدفت أيضا من قبل "الروس (الذين) يواصلون قصف البنية التحتية المدنية، وخصوصا المؤسسات التعليمية".
وأوضح أن "ثلاثة صواريخ استهدفت بلدة توريتسك: أصاب أحدها منطقة سكنية واثنان في زاليزن حيث تضررت مدرسة وروضة أطفال. في كوستيانتينيفكا قصف الروس كلية الطب، ولا تتوافر أي معلومات عن وقوع ضحايا في الوقت الحالي".
واتّهم انفصاليون موالون لروسيا يسيطرون على المنطقة منذ العام 2014 القوات الاوكرانية بإطلاق 60 صاروخا من نوع غراد بواسطة راجمات على أحد أحياء دونيتسك.
وأكد الانفصاليون "إصابة مبان سكنية" بالقصف ونشروا صورا لأبنية مدمّرة، مع الإشارة إلى سقوط ضحايا.
- آلاف القتلى -
تدخل الحرب في أوكرانيا شهرها السادس في 24 تموز ولا تتوافر حصيلة إجمالية لعدد الضحايا النزاع من المدنيين حتى الآن.
وفي وارسو تجمّع حوالى ألفي متظاهر أوكراني وبولندي بعد ظهر الأحد أمام السفارة الروسية للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأطلقوا هتافات من بينها "كفى قتلى"، ودعوا إلى تشديد العقوبات على الكرملين متهمين قادته بالرغبة في تجويع العديد من الدول عبر منع صادرات الحبوب الأوكرانية.
وأحصت الأمم المتحدة حوالى خمسة آلاف قتيل، بينهم أكثر من 300 طفل، مشيرة إلى أن العدد الفعلي بلا شك أعلى من ذلك بكثير.
وفي مدينة ماريوبول (جنوب شرق) التي سقطت في أيار بعد حصار مروع، اشارت السلطات الأوكرانية إلى مقتل حوالى 20 ألف شخص.
على الصعيد العسكري، اوردت مصادر أمنية غربية مقتل ما بين 15 و 20 ألف جندي روسي، في حين أبلغت كييف عن مقتل 10 آلاف جندي من قواتها.