الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

قوة الملكة إليزابيث هي "ضعف" الرئيس بوتين

المصدر: "النهار"
الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية - "أ ب"
الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية - "أ ب"
A+ A-

استفاض كثر في شرح أسباب إخفاق الغزو الروسي لأوكرانيا. لا ينفي الكاتب السياسي في صحيفة "نيويورك تايمس" روس دوثات وجود عوامل ضعف عديدة في القيادة الروسية مقابل عوامل قوة أخرى لدى الأميركيين والأوكرانيين. لكن وفاة الملكة إليزابيث الثانية دفعته إلى التركيز في مقاله الأخير على عامل محدّد.

يفتقر نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسمة الماورائية التي يسميها المراقبون الشرعية. والشرعية لا تعني السلطة. هي ما يمكّن السلطة من أن تمارَس بفاعلية في خضم التجارب والتحولات والانتكاسات والتعاقب. هي ما يجذّر السلطة السياسية حتى في وقت لا تنتج هذه السلطة الازدهار والسلام. إنها ما يستند إليه الحكام لدعوة مجتمعاتهم إلى التضحية.

يتابع دوثات كاتباً أن الملكيّة البريطانيّة لا تشبه تقريباً أي مؤسسة في الغرب خارج الفاتيكان. لقد احتفظت بشرعية ما قبل الحداثة والديموقراطية. في خضم الحزن العلماني المتدفق، كان لا يزال هنالك شعور بأن الملكة جلست على العرش بأمر من الله، بطريقة من الطرق. لكن العائلة المالكة احتفظت بتلك الشرعية عبر التخلي عن معظم سلطتها الشخصية. لديها الشرعية والقليل من السلطات الأخرى.

هناك نقيض ذلك في موسكو وفقاً لدوثات. ثمة سلطة سياسية شخصية أعظم بكثير من سلطة الملك تشارلز الثالث لكن ينقصها هياكل عميقة تضفي الشرعية عليها. بوتين شبيه بالقيصر لكنه ليس قيصراً حقيقياً، من دون مسحة إلهية أو تأدية يمين قديمة. هو يدعي بعض الشرعية الروسية-القومية لكن نظامه إمبريالي متعدد اللغات. ويدعي بعض الشرعية الديموقراطية عبر إجراء انتخابات منتظمة، لكن نتائجها ليست نزيهة ولا حرة بحسب رأي الكاتب.

لذلك، كل ما لديه لتبرير سلطته هو النجاح. لقد استطاع تحقيقه في معظم مسيرته السياسية: أصبحت روسيا أكثر ثراء واستقراراً مما كانت عليه في سنوات ما قبل رئاسته، إلى جانب عدد من المناورات الناجحة في السياسة الخارجية. لكن الآن جاء الاختبار، المناورة التي لم يستطع أداءها بنجاح، طيف الهزيمة، وعلامَ بإمكانه الاعتماد؟

ليس على سلطة القيصر: هو لا يستطيع تعبئة الشعب الروسي كأغراض إقطاعية ودعوتهم إلى التعامل مع المشاريع الكبيرة لروسيا الإمبريالية كأنها مشاريعهم الخاصة. وهو لا يتمتع بسلطة زعيم وطني في نضال لتحديد المصير. إنه غازٍ؛ هي أوكرانيا التي تقاتل من أجل أمة. ولا يتمتع بسلطة زعيم ديموقراطي إذ لا يستطيع إضفاء الشرعية على سياسته الحربية من خلال انتخابات كما فعل أبراهام لينكولن سنة 1864، لأن أي انتخابات ستكون خداعاً وفقاً للكاتب.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم