أعلنت ليز تراس اليوم أنّها ستستقيل من منصب رئيسة وزراء بريطانيا بعد ستة أسابيع فقط من تعيينها. وينتهي انتخاب زعيم جديد في غضون الأسبوع المقبل ليحلّ محلّ تراس التي قضت أقصر فترة ولاية لرئيس وزراء في تاريخ بريطانيا. وصاحب الرقم القياسي السابق هو جورج كانينغ الذي مكث في المنصب 119 يوماً فقط عام 1827 قبل وفاته.
حدّد غراهام برادي رئيس لجنة 1922 - الخاصة بالأعضاء المحافظين في البرلمان- بعض التفاصيل حول كيفية اختيار خليفة تراس، وقال إنّه سيقدّم مزيداً من المعلومات حول العملية في وقت لاحق اليوم.
ونظراً للانقسامات في الحزب، لا يوجد مرشح واضح. وأيّ بديل سيجد نفسه أمام دولة تتجه على الأرجح نحو ركود. وفي الآتي، الأسماء البارزة لخلافة تراس:
ريشي سوناك
كان وزير المال البريطاني السابق هو المرشح الأكثر شعبية بين المشرعين المحافظين في البرلمان في السباق على القيادة في وقت سابق من هذا العام، لكن بعد خوض جولة إعادة ضد تراس، خسر في تصويت شارك فيه نحو 170 ألف عضو من الحزب حسموا القرار النهائي.
غضب كثيرون من الأعضاء حين استقال سوناك في تموز، ممّا ساعد في إثارة تمرد أسقط بوريس جونسون في نهاية المطاف. وتجاهلوا أيضاً تحذيره من أن الأسواق قد تفقد الثقة في بريطانيا إذا نفذت تراس خفضها غير الممول للضرائب.
وقالت صحيفة "التليغراف" اليوم إنّ سوناك "من المؤكد" سيخوض السباق على الزعامة.
بيني موردنت
كانت موردنت، وزيرة الدفاع السابقة، من المؤيدين المتحمسين لمغادرة الاتحاد الأوروبي ولم يفصلها إلا فارق طفيف عن خوض انتخابات الإعادة في المرتين السابقتين لاختيار رئيس للحزب.
حظيت موردنت بالإشادة على أدائها في البرلمان يوم الاثنين الماضي، حين دافعت عن الحكومة رغم أنها غيرت معظم سياساتها. ووصفها أحد المشرعين بأنّها تتمتع "بجاذبية واسعة"، مشيراً إلى قدرتها على العثور على أصدقاء في صفوف الحزب المختلفة.
جيريمي هانت
بعد انهيار برنامج تراس الاقتصادي وطرد وزير مالها، لجأت رئيسة الوزراء إلى هانت، وزير الصحة والخارجية السابق، لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
قدّم هانت سلسلة من الأداء الذي يبعث على الثقة في التلفزيون ومجلس العموم عصف خلالها بالبيان الاقتصادي لتراس. وهذا جعل بعض المشرعين المحافظين يشيرون إلى هانت باعتباره "رئيس الوزراء الحقيقي".
ويصرّ هانت على أنّه لا يريد المنصب، على الرغم من خوضه سباقين من قبل على منصب رئيس الوزراء، بما في ذلك عام 2019 حين خسر في الجولة الأخيرة أمام رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون. ولا يحظى هانت بالدعم الواضح من مجموعة كبيرة من المشرعين في البرلمان.
بن والاس
وزير الدفاع البريطاني هو أحد الوزراء القلائل الذين خرجوا من الاضطرابات السياسية في الآونة الأخيرة وصدقيّته أقوى. ووالاس، الجندي السابق، شغل منصب وزير الدفاع في حكومتي جونسون وتراس، وقاد ردّ بريطانيا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويتمتّع والاس بشعبية وسط أعضاء الحزب. وفاجأ كثيرين في وقت سابق من هذا العام حين قال إنه لن يترشح للقيادة معبّراً عن رغبته في التركيز على وظيفته الحالية. وقال لصحيفة "التايمس" هذا الأسبوع إنّه ما زال يريد البقاء وزيراً للدفاع.
بوريس جونسون
لرئيس الوزراء السابق جونسون، وهو صحافي، حضور كبير في أفق السياسة البريطانية منذ أن أصبح رئيسا لبلدية لندن عام 2008. وبعد أن تسبب في مشكلات لزعماء مثل ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، أصبح أخيراً رئيساً للوزراء عام 2019 ومضى قدماً ليحقّق فوزاً انتخابياً بأغلبية ساحقة.
كان جونسون واجهة لتصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفاز بأصوات في أنحاء من البلاد لم تصوت للمحافظين من قبل قطّ. لكن سلسلة من الفضائح أجبرته على ترك المنصب. ويقول بعض المقربين منه إنّ اهتمامه حالياً بجني الأموال من إلقاء المحاضرات أكثر من اهتمامه بالعودة إلى الخطوط الأمامية في السياسة.
وقالت "التايمس" إنّه من المتوقع أن يخوض جونسون السباق على قيادة حزب المحافظين. وكتب ستيفن سوينفورد، محرر الشؤون السياسية في الصحيفة على "تويتر" أنّ جونسون "يستكشف، لكن قيل إنه يعتقد أنها مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية".