ذكرت صحيفة "فايننشال تايمس" البريطانية في تقرير أن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه صعوبات كبيرة قبل الانتخابات النصفية بفعل تراجع شعبيته بشكل هائل. خلال 17 شهراً على وصوله إلى البيت الأبيض، استهلك بايدن الكثير من الرأسمال السياسي. وفقاً لمعدل "ريل كلير بوليتيكس" يوافق 39.6% من الأميركيين على أدائه مقابل اعتراض 54.9%.
لا خوف فقط على بايدن من فقدان الغالبية التشريعية في الخريف بل ايضاً من فقدان حظوظه في انتخابات 2024. كذلك، لا يواجه بايدن استقطاباً سياسياً وحسب بل ركود قد يضرب البلاد مع بدء حملته الانتخابية.
يقول محرر كبير في مجموعة "مورنينغ مونسالت" إن ترامب كان أفضل شعبية من بايدن في هذا الوقت. وخسر كلينتون وأوباما انتخابات 1994 و 2010 النصفية بعد انخفاض شعبيتيهما. لكنهما تمكنا من الفوز بولاية ثانية وهذا الأمر غير مؤكد لبايدن. يعتقد اليسار في حزبه أنه فشل في إدخال تغييرات اقتصادية واجتماعية جذرية بينما يقول المعتدلون في الحزب نفسه إنه يصغي كثيراً للتقدميين في الأهداف السياسية والخيارات الشخصية.
حقق بايدن تعافياً سريعاً من كورونا، وعودة سريعة إلى خفض البطالة، لكن التضخم حجب هذا الإنجاز ووصل إلى مستوى تاريخي هو الأعلى في 40 عاماً. ويقول محللون ومستطلعو رأي إن غياب السرور يتخطى مسألة التضخم ويصل إلى الفشل في العودة إلى الحالة الطبيعية.
وتدخلُ الاحتياطي الفيديرالي لرفع الفائدة بقوة أكبر خلال الأشهر المقبلة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو ورفع احتمالات الركود. واحترام بايدن استقلالية الاحتياطي الفيديرالي يعني أنه لن يستطيع السيطرة على مسار البلاد الاقتصادي وسيتذكر الرؤساء الذين فشلوا بالفوز بولاية ثانية بسبب سوء الأداء الاقتصادي مثل جيمي كارتر وبوش الأب.
وعارض الجمهوريون بشدة الكثير من النقاط الواردة على أجندة بايدن كما خسر دعم الكثير من المستقلين بعد عودة كورونا الصيف الماضي والانسحاب الفوضوي من أفغانستان بينما تسبب الصراع الدخلي الديموقراطي بالضرر للقاعدة الحزبية.
ويقول المحلل في مجموعة "لونغول بارتنرز" المناهضة لترامب غانر رامر إن الذين صوتوا لبايدن في 2020 فقدوا حماستهم له أو على الأقل حماستهم لترشحه مجدداً ويقولون إنه مسنّ للغاية وهو إما متشدد أو معتدل كثيراً بحسب هوية المستطلع.
وأوضح التقرير أن بايدن وعد بأن يشكل جسراً مع الجيل الجديد من القادة في الحزب الديموقراطي مما يعني أنه قد لا يترشح لولاية ثانية. ويرى بعض الشبان ان بايدن يمثل الماضي لا المستقبل. لكن المقربين من بايدن متفائلون لأن الجمهوريين المتطرفين قد يمثلون فرصة للديموقراطيين المعتدلين.
وقد يتمكن بايدن من رفع الضريبة على الثروة الشركات الكبيرة وتخفيض سعر الدواء وضخ استثمارات جديدة في مكافحة التغير المناخي. وكان مسؤولون في الإدارة يدرسون خطوات أخرى مثل خفض الرسوم على واردات صينية وإعفاء الطلاب من بعض الديون وإلغاء الضريبة على البنزين ولو موقتاً.
وقدرة بايدن على حشد الدول الغربية لمواجهة أوكرانيا لم تثمر سياسياً بالنسبة إلى الديموقراطيين لأن الاهتمام الأول للمواطن الأميركي هو أسعار الغذاء وفقاً للتقرير نفسه.