الصين تنشر وثيقة بشأن موقفها من النزاع في أوكرانيا... 12 نقطة رئيسيّة

أصدرت الصين الجمعة وثيقة من 12 نقطة تتضمن موقفها من النزاع في أوكرانيا بعد مرور عام على بدء الغزو الروسي. 

تؤكد الوثيقة موقف بيجينغ الحالي من النزاع وتصور بيجينغ على أنها طرف محايد وتحث الجانبين على الدخول في مفاوضات سلام. 

لكن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لأوكرانيا يشككون في حياد الصين مع تأكيد موسكو وبيجينغ أن العلاقات بينهما "لا حدود لها" قبل أسابيع فقط من الغزو.

ونفت بيجينغ الاتهامات الأخيرة من دول غربية بأنها تفكر في تسليح روسيا ووصفتها بأنها "معلومات كاذبة". 

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية في ورقة الموقف الجديد للصين:

- احترام السيادة -
تركز النقطة الأولى في الوثيقة على ضرورة "التمسك بشكل فعال بسيادة جميع البلدان واستقلالها وسلامتها الإقليمية". لكن الصين رفضت باستمرار التوسع في كيفية ارتباط ذلك بتفاصيل حرب أوكرانيا التي اندلعت عندما غزت القوات الروسية جارتها.

وقال جيك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن إن رده الأول على الوثيقة هو "أنها يمكن أن تتوقف عند النقطة الأولى". وأوضح أن "أوكرانيا لم تهاجم روسيا. وحلف شمال الأطلسي لم يهاجم روسيا. والولايات المتحدة لم تهاجم روسيا".

- الدخول في مفاوضات -
دعت بيجينغ روسيا وأوكرانيا إلى استئناف محادثات السلام، مؤكدة أن "الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للتطبيق". 

وكتب في الوثيقة أن "المجتمع الدولي يجب أن يظل ملتزما النهج الصحيح لتعزيز المحادثات من أجل السلام ومساعدة أطراف النزاع على فتح الباب أمام تسوية سياسية في أسرع وقت ممكن وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات".

- لا حرب نووية -
نبذت الوثيقة التهديد باستخدام أسلحة نووية، مشيرة إلى أنه "يجب منع الانتشار النووي وتجنب حدوث أزمة نووية". 

ويأتي هذا التعليق في أعقاب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الثلثاء أن روسيا ستنسحب من معاهدة "نيو ستارت" وهي آخر اتفاقية حول الأسلحة النووية متبقية بين موسكو وواشنطن. 

وقالت الوثيقة أيضا إن الصين "تعارض البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف". 

وأضافت أنه يتعين على الجانبين "الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي (و)تجنب مهاجمة المدنيين أو المنشآت المدنية".

- التخلي عن "عقلية الحرب الباردة" -
أكدت الوثيقة أنه يتعين على جميع الأطراف "التخلي عن عقلية الحرب الباردة"، وهو موقف ثابت تكرره الديبلوماسية الصينية.

وفي انتقاد مبطّن لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، شددت الوثيقة على أن "أمن المنطقة لا ينبغي أن يتحقق من خلال تعزيز أو توسيع الكتل العسكرية" وأنه "يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد". 

وانتقدت وزارة الخارجية الصينية مرات عدة واشنطن وحلفاءها لتقديمهم أسلحة ومعدات لأوكرانيا، واتهمتهم بالعودة إلى صراعات بالوكالة كما في حقبة الحرب الباردة. 

كما انتقدت ورقة العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على روسيا من قبل القوى الغربية بحجة أنها "لا تستطيع حل المشكلة بل تخلق مشاكل جديدة".

- الحد من التأثير الاقتصادي -
تتعلق بعض النقاط بحماية الاقتصاد العالمي من التداعيات الواسعة للحرب. 

دعت الصين جميع الأطراف إلى دعم مبادرة حبوب البحر الأسود التي تسمح بالشحن المستمر للسلع الحيوية اللازمة للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية المستمرة. 

والنقطة الثانية هي دعوة بيجينغ إلى "الحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل التوريد" وحثها جميع الأطراف على "معارضة استخدام الاقتصاد العالمي أداة أو سلاح لأغراض سياسية".

- رد فعل دولي - 
قوبلت الوثيقة بتشكيك من قبل أوكرانيا وحلفائها. 

ففي حديث بعد نشر الوثيقة، قال ممثل للسفارة الأوكرانية في الصين "إذا كانت الصين محايدة، فعليها أن تتحدث مع الجانبين"، مشيرا إلى أنه "الآن نرى الجانب الصيني يتحدث في الغالب مع روسيا ولكن ليس مع أوكرانيا". 

أما خورخي توليدو سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، فقد رأى أن بيجينغ تتحمل "مسؤولية خاصة" لدعم أهداف وقيم الأمم المتحدة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحرب والسلام. وقال "لست متأكدًا مما إذا كان هذا يتوافق مع الحياد، فهذا يعتمد على ما يعنيه الحياد".

وشكك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في إمكانية أن تلعب الصين "دورا بناء" من أجل السلام في أوكرانيا. وقال إن "أي اقتراح بناء يقربنا من سلام عادل هو موضع ترحيب" لكنه أضاف "لا يزال من المشكوك به أن تكون الصين، القوة العالمية، ترغب في لعب مثل هذا الدور البناء".