قالت أوكرانيا إن روسيا قصفت مركزا لنقل الدم بالقرب من خط المواجهة في سلسلة من الضربات الجوية وقعت الليلة الماضية، بينما أشارت موسكو إلى أنها أسقطت طائرة مسيرة كانت في طريقها إلى العاصمة اليوم الأحد في ثالث هجوم من نوعه خلال أسبوع.
ويكثف كل من البلدين هجماته على قوات الآخر ومستودعات أسلحته وبنيته التحتية التي تدعمه في الحرب، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا لطرد القوات الروسية التي توغلت في مناطقها الجنوبية والشرقية منذ الغزو الذي بدأ العام الماضي.
وقال حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا إن جسر تشونهار المؤدي إلى شبه الجزيرة، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، تضرر من جراء هجوم صاروخي.
وقال مسؤول عينته موسكو إن طريقا آخر من أصل ثلاثة طرق تربط شبه جزيرة القرم بالأجزاء التي تحتلها روسيا في البر الرئيسي لأوكرانيا تعرض للقصف بالقرب من بلدة هينيتشيسك، مما أدى لإصابة سائق مدني.
وتوقفت حركة المرور على جسر ثالث يربط روسيا بشبه جزيرة القرم بعد أن قال الجانبان إن زورقا مسيرا تابعا للبحرية الأوكرانية يحمل متفجرات استهدف ناقلة وقود روسية يوم الجمعة ليلا في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة.
وتجعل هذه الهجمات من الصعب الدخول إلى شبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود والخروج منها. وتحظى شبه جزيرة القرم بأهمية عسكرية لموسكو بالإضافة إلى كونها مقصدا سياحيا محببا للروس.
وقرر المسؤولون في مطار فنوكوفو في موسكو تعليق الرحلات الجوية اليوم الأحد لأسباب غير محددة قالوا إنها خارجة عن إرادتهم.
وكان المطار قد اتخذ إجراء مماثلا عندما تعرضت موسكو لهجوم بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن طائرة مسيرة أُسقطت اليوم الأحد جنوب العاصمة.
واخترقت ما لا يقل عن عشرة صواريخ روسية الدفاعات الجوية الأوكرانية على ما يبدو في هجوم وقع الليلة الماضية، وقال سلاح الجو الأوكراني إن الهجوم استُخدم فيه 70 سلاحا للهجوم الجوي بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وقالت وسائل إعلام محلية إن عاملا في صومعة حبوب أصيب ولقي شخص آخر حتفه خلال عملية إنقاذ.
وجاءت الهجمات بعدما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هجوما بالقنابل استهدف مركزا لنقل الدم في بلدة كوبيانسك، وهي مركز للسكك الحديدية تقع على بعد نحو 16 كيلومترا من خط المواجهة في منطقة خاركيف الشرقية.
وقال زيلينسكي عبر قناته على تلغرام "سقط قتلى وجرحى"، مضيفا أن فرق الإنقاذ تعمل على إخماد حريق في مكان الحادث ووصف الهجوم بأنه "جريمة حرب".
ولم يذكر زيلينسكي عدد القتلى أو المصابين ولم يوضح ما إذا كانوا عسكريين أم مدنيين. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه التقارير حتى الآن.
وتنفي روسيا تعمد استهداف المدنيين أو المستشفيات العسكرية في غزوها الواسع النطاق على أوكرانيا، الذي أدى لمقتل الآلاف وتشريد الملايين وتدمير مدن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت ضربات ناجحة على قواعد جوية أوكرانية في منطقتي ريفني وخملنيتسكي الغربيتين ومنطقة زابوريجيا الجنوبية، من دون الخوض في تفاصيل.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه دمر 30 من أصل 40 صاروخ كروز وكل الطائرات المسيرة من طراز شاهد التي أطلقتها روسيا خلال الليل والتي بلغ عددها 27.
وذكر أن روسيا أطلقت ثلاثة صواريخ كينجال فرط صوتية من دون تقديم المزيد من المعلومات بشأنها.
ولم يتضح بعد ما الذي حدث لصواريخ كروز العشرة التي لم يتم إسقاطها.
وقال سيرهي تيورين، نائب حاكم منطقة خملنيتسكي، إن مطارا عسكريا في ستاروكوستيانتينيف كان من بين الأهداف.
وأضاف أن معظم الصواريخ أُسقطت لكن الانفجارات ألحقت أضرارا بعدة منازل ومؤسسة ثقافية ومحطة حافلات كما اندلعت النيران في صومعة للحبوب.
وقال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات "الآن مطار ستاروكوستيانتينيف هو الذي يؤرق العدو".
واستهدفت روسيا من قبل المطار العسكري في نهاية تموز.