ثمّة رهان روسيّ على فصل الشتاء من أجل وقف التقدّم الأوكرانيّ السريع في الشرق والجنوب كما من أجل وقف الدعم الغربيّ العسكريّ للجيش الأوكرانيّ. قد يصحّ أو يخيب هذا الرهان. لكن ما هو مؤكّد استعداد روسيا لخوض الحرب طوال أشهر عدّة.
في هذا السياق، توقّعت صحيفة "دونغ-أ إيلبو" الكوريّة الجنوبيّة أن يكون الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين قد حسم قراره لجهة مواصلة شنّ الحرب لفترة طويلة. ورأت أنّ الحرب افتقرت منذ البداية لثلاثة أمور: فرصة الفوز، واستراتيجية فعالة، ومخرج. لهذا السبب، يشتري بوتين الوقت.
لكنّ هذا لا يعني أنّ الحرب ستدوم لفترة طويلة. يعتمد مصير الحرب على ثلاث ركائز: الصناعة الدفاعيّة الروسيّة، الجيش الروسيّ، وطريقة تفكير الشعب الروسيّ. إنّ انكسار ركيزة واحدة قد يؤدي إلى سلسلة تفاعلات ووقف الاقتصاد الأمر الذي يمكن أن يهدّد سلطة بوتين وفقاً للصحيفة.
قالت روسيا إنّها ستجنّد 300 ألف جندي، لكن ليس مؤكداً ما إذا كان الجيش الروسيّ سيكون قادراً على إطعامهم وتوفير السلاح والذخيرة لهم. هؤلاء غير مدرّبين والقيادة العسكريّة سيّئة. ويمكن المجنّدين الاحتياطيّين القتال عند خطّ الدفاع، لكن احتمال الخسائر البشرية أو الوقوع في الأسر يصبح أعلى.
في المرحلة الأساسية من الحرب، روّجت روسيا للروح الوطنية، لكنّ الاقتصاد وظروف الناس تدهورت بشكل يومي مطلِقة رد فعل عنيفاً بحسب الصحيفة نفسها.
في الفصل الثاني من "فن الحرب" تحت عنوان "بدء المعركة"، كتب صن تزو أنّ إطالة الحرب لا تشكّل حلاً. عوضاً عن ذلك، إنّها كمراكمة البارود تحت قدميك: "إنّ حرباً مطوّلة تبطئ الجيش، قاتلة معنويات الجنود. إنّ مهاجمة قصر تستهلك قدرة جنودك القتالية. تستنزف عمليّة طويلة لأيّ جيش خزانة الأمّة. يتسبّب ضعف الجيش والمعنويّات وتضاؤل عدد الجنود بالإفلاس. في هذا الوضع، ينهض أمراء إقطاعيّون في الأمّة أو في الدول المجاورة إلى التحدّي. لا يستطيع حتى رجل حكيم التعامل مع ما يحصل خلف ظهرك".
بحسب الصحيفة، هذا ما يحصل بالضبط مع روسيا وبوتين الآن. وتسأل: إذا أصغى بوتين إلى نصيحة صن تزو، فهل سيوقف الحرب بشكل عجائبيّ؟ هل تظنّون أن بوتين لم يعلم بأنّ هذا سيحصل قبل شنّ الحرب؟
تجيب الصحيفة بأنّ الأوتوقراطيين يدمّرون أنفسهم دوماً. لكن في سياق التدمير الذاتي، يعاني شعب تلك الأمّة والدول المجاورة. "لهذا السبب تعتمد نهاية هذه الحرب على الشعب الروسيّ".