قوة الإعصار "إيداليا" تشتدّ مع اقترابه من فلوريدا... ومخاوف من تداعيات "كارثيّة"

اشتدّت قوة الإعصار إيداليا، صباح الأربعاء، ليصبح عاصفة من الفئة الرابعة مع تقدّمه باتّجاه فلوريدا، مهددا بتداعيات "كارثية" فيما يتوقّع مسؤولون بأن يضرب الساحل في غضون ساعات.

ووصفت سلطات الولاية الجنوبية إيداليا والرياح لمرافقة له التي قد تحصد أرواحا، بأنها ظاهرة نادرة الحدوث بالنسبة لساحل فلوريدا الشمالي الغربي، فيما أمرت بعمليات إجلاء واسعة وأصدرت تحذيرات من الفيضانات قبل وصوله المتوقع إلى البر صباح الأربعاء.

وأفاد المركز الوطني الأميركي للأعاصير بأن إيداليا الذي اجتاح غرب كوبا في وقت سابق اشتد ليصبح من الفئة الرابعة على مقياس من خمس فئات عند الساعة 05,00 بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية (09,00 ت غ) مع رياح عاتية تقترب سرعتها القصوى من 215 كيلومترا في الساعة.

وذكر المركز في توجيهاته "إيداليا إعصار من الفئة الرابعة.. يمكن أن تزداد قوّته قبل أن يصل إلى ساحل بيغ بيند في فلوريدا في غضون ساعات".

وأضاف "بينما يفترض بأن يضعف بعد وصوله إلى البر.. يرجّح بأن يبقى إعصارا مع تحرّكه في جنوب جورجيا وقرب ساحل جورجيا أو جنوب كارولاينا الجنوبية في وقت متأخر" الأربعاء.

ويتوقّع أن تشكّل المياه الدافئة في خليج المكسيك محرّكا إضافيا لإيداليا مع رياح تتجاوز سرعتها 241  كيلومترا في الساعة، وفق مركز الأعاصير.

وحذّر المركز من عواصف شديدة تتسبب بفيضانات يراوح ارتفاعها بين 3,5 إلى خمسة أمتار في بعض المناطق الساحلية.

وقالت رئيسة الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ ديان كريسويل "قلة من الناس يمكنهم النجاة إذا كانوا على مسار عاصفة كبيرة، وستكون هذه العاصفة مميتة ما لم نبتعد عن مسارها ونأخذها على محمل الجد".

وفي بلدة ستينهاتشي الساحلية الصغيرة، يعد روبرت براينت التحضيرات النهائية للمغادرة مع هرّتيه وكلبه باتّجاه المناطق الداخلية.

وقال الطالب البالغ 18 عاما الذي يقع منزله على مقربة من مصب نهر "نقطن قرب المياه، لذا سنكون من بين الأكثر تضررا".

وأفاد وكالة فرانس برس "نأمل أن تمر فوقنا وأن نشهد بعض الرياح فقط . لكن يجب الاستعداد للأسوأ وانتظار الأفضل".

وأكد شخص آخر يقطن ستينهاتشي ويدعى جون بول نوهيلج (71 عاما) لوكالة فرانس برس الثلثاء أنه سيلازم مكانه رغم أمر الإخلاء.

وقال "عندما يعيش المرء على مسافة قريبة من المياه، فعليه توقع أن تتعرّض للبلل من فترة إلى أخرى"، مقللا من أهمية المخاطر.

وتشدد السلطات على أن مدينتي تامبا وسانت بيترسبرغ القريبتين واللتين تعدان أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، تثيران القلق خصوصا.

وقال ماثيو باين من مكتب الاستجابة التابع للوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ "هناك خطر من ارتفاع منسوب المياه نتيجة العاصفة في أجزاء من ساحل خليج فلوريدا، من خليج تامبا وصولا إلى منطقة بيغ بيند".

وقد بدأ إيداليا يضرب أجزاء من فلوريدا مع تسجيل فيضانات في فورت مايرز بيتش جنوب تامبا.

- غادروا "حالا" -
حضّ حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الأشخاص المقيمين في المناطق المشمولة بأوامر الإخلاء في 23 مقاطعة على طول ساحل خليج فلوريدا على المغادرة "حالا" والتوجّه إلى الملاجئ أو الفنادق خارج مناطق الخطر.

يشير خبراء الأرصاد أيضا إلى ظاهرة "سوبرمون" أزرق نادر يمكن أن تؤدي إلى زيادة المد ليصبح فوق المعدلات الطبيعية في وقت يضرب إيداليا السواحل.

قُتل 150 شخصا على الأقل العام الماضي عندما ضرب الإعصار إيان ساحل فلوريدا الغربي كعاصفة مدمّرة من الفئة الرابعة، متسببا برفع منسوب مياه المحيط وبرياح عاتية أسقطت جسورا وجرفت أبنية.

يتوقع بأن يصل إيداليا إلى البر شمالا في منطقة بيغ بيند التي لا تضم جزرا تشكل حواجز، بخلاف معظم المناطق الساحلية الأخرى المحيطة بفلوريدا.

ويتوقع أن تؤدي العاصفة إلى هطول ما يصل إلى 30 سنتيمترا من الأمطار في أجزاء من فلوريدا، ما من شأنه أن يتسبب بفيضانات. وكان من المتوقع أن يشهد وسط غرب ساحل فلوريدا زوابع ليل الثلثاء إضافة إلى جنوب شرق جورجيا والمناطق الساحلية من كارولاينا الجنوبية والشمالية في وقت لاحق الأربعاء، وفق المركز الوطني للأعاصير.

وتحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن مع ديسانتيس الاثنين ووافق على إعلان حالة الطوارئ في فلوريدا ما يفسح المجال لتخصيص أموال وموارد فدرالية للولاية. وأرسلت الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ بالفعل مئات عناصر الطوارئ إلى منطقة العاصفة.

وأُغلق مطار تامبا الدولي قبيل وصول إيداليا بينما تعطّلت الرحلات الجوية على طول ساحل الولايات المتحدة الشرقي فيما يتشكّل الإعصار فرانكلين في المحيط الأطلسي.

- "موجة حر بحرية" -
ويتوقع أن يمر إيداليا من فلوريدا قبل أن يتجّه نحو المحيط الأطلسي.

ويمكن أن تشهد كل من جورجيا وكارولاينا الشمالية والجنوبية وفلوريدا فيضانات الأربعاء والخميس، وفق المركز الوطني للأعاصير.

وفي كوبا، أدت العواصف إلى فيضانات في عدة مناطق بما فيها أجزاء من العاصمة هافانا وأغرقت نحو 200 ألف شخص في الظلام لكن من دون تسجيل قتلى.

تحرّكت العاصفة بعد ذلك إلى الخليج الذي يقول علماء إنه يشهد "موجة حر بحرية" ما يفاقم حدة الرياح المصاحبة لإيداليا بينما يتحرّك سريعا باتّجاه فلوريدا.

وحذّر علماء من أن العواصف باتت أكثر قوّة فيما ترتفع درجات الحرارة في العالم نتيجة التغير المناخي.