أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنها ستسمح للاسرائيليين بالدخول بدون تأشيرات، في قرار كانت تنتظره الدولة العبرية منذ فترة طويلة، لكنه واجه انتقادات من برلمانيين ديموقراطيين ومنظمات مؤيدة للفلسطينيين.
وبحلول نهاية تشرين الثاني المقبل، سيتمكن الإسرائيليون من السفر إلى الولايات المتحدة بدون الحاجة إلى تأشيرة دخول لرحلات تستمر 90 يوما على الأقل.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا القرار قائلا "عملنا على هذا لسنوات، نحو عقد".
وقال "أود أن اعرب عن تقديرنا للرئيس الاميركي جو بايدن لدعمه هذه المبادرة التي ستعزز العلاقات بين الشعبين".
يأتي القرار بعد اتفاق مبادلة بشأن الإعفاء من التأشيرات ابرم بين الولايات المتحدة وإسرائيل في تموز الماضي وكان قيد الاختبار لعدة أشهر. وتعهدت إسرائيل بسلسلة خطوات للامتثال لمطالب أميركية بمعاملتها جميع حاملي جوازات السفر الاميركية على قدم المساواة دون تمييز ضد اميركيين من أصول فلسطينية أو عربية أو من المسلمين.
وأكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في بيان أن الاعفاء من التأشيرات يشكل "خطوة هامة إلى الامام في شراكتنا الاستراتيجية مع إسرائيل والتي ستزيد من تعزيز المشاركة بين الناس والتعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني".
وبحسب بلينكن، فإن الجهود ستزيد من "حرية الحركة" للمواطنين الاميركيين المقيمين أو الذين يزورون الأراضي الفلسطينية.
وأصر مسؤول أميركي تحدث مع الصحافيين على أن القرار لا يعد "خدمة" لإسرائيل بل نتيجة لتقدم تم إحرازه.
على الجانب الفلسطيني، قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لفرانس برس إن القرار الاميركي " يبدو أنه الثمن الذي تلقته اسرائيل لقاء سماحها للاميركيين من أصول فلسطينية وعربية بالدخول لاسرائيل".
وبحسب مجدلاني فإن القرار يؤكد أن "اميركا تقف إلى جانب إسرائيل كل الوقت".
وفي واشنطن، دعا نواب من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، وزير الخارجية بلينكن الى عدم المضي في ذلك.
وجاء في رسالة وقعها 15 عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي بينهم كريس فان هولين وبريان شاتز وبيرني ساندرز "من الواضح أن إسرائيل لا تلتزم بهذا القانون في ما يتعلق بالمعاملة بالمثل لجميع المواطنين الاميركيين".
- تقدم كاف؟ -
تتفاوض إسرائيل منذ سنوات عدّة للانضمام إلى هذا البرنامج.
لكن معاملة الاميركيين من أصل فلسطيني شكلت عائقا رئيسيا أمام ذلك.
مهّد الاتفاق في تموز الطريق لبعض الأميركيين من أصول فلسطينية للوصول عبر مطار بن غوريون في إسرائيل بعدما بقي هذا المنفذ محظورا لسنوات على الغالبية العظمى منهم، بدلاً من السفر براً من الأردن.
وبحسب النواب الديموقراطيين ، فإن الوضع بحاجة لمزيد من الإجراءات اذ لا يستطيع الاميركيون الذين يحملون بطاقات هوية فلسطينية استئجار سيارات في مطار بن غوريون وليس بإمكانهم المرور عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية التي تحظر عبور الفلسطينيين.
وأعلنت اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز الثلاثاء تقديمها شكوى ضد الحكومة الأميركية، تعترض فيها على سياسات إسرائيل التمييزية تجاه الفلسطينيين.
وبحسب بيان، فإن الشكوى تقول إن إن إدراج إسرائيل في برنامج الاعفاء من التأشيرات، يعني أن الولايات المتحدة "تدعم صراحة ممارسات إسرائيل التمييزية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم مواطنون اميركيون، في انتهاك لقوانينها".
واعتبرت منظمة "جي ستريت" التقدمية المؤيدة لإسرائيل والتي تنتقد نتنياهو أنها ترحب بتسهيل السفر أمام الإسرائيليين، لكنها أشارت الى أن المتطلبات الاميركية "يتم تعديلها لاستيعاب إسرائيل بطريقة لم تكن موجودة لدول اخرى".
لكن مسؤولا اميركيا آخر أوضح أن اسرائيل وفت بالمتطلبات عبر ابقائها نسبة رفض الدخول للاميركيين كغير مهاجرين عند 2,27 بالمئة في السنة المالية الماضية، ضمن هدف بحد أقصى قدره 3%.
وأكد مسؤولون اميركيون أنه بالإمكان إلغاء الاعفاء من التأشيرات في حال حدوث تراجع.
وأخيرا، اشتكى أميركيون من أصول فلسطينية من تعرضهم لمعاملة غير متكافئة، في سلسلة من المقابلات أجرتها معهم وكالة فرانس برس في الولايات المتحدة والأراضي الفلسطينية.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
