بدء المفاوضات الروسية-الأوكرانية في بيلاروسيا... احتجاجات مندّدة بالغزو

بدأ الوفدان الروسي والأوكراني أول محادثات بينهما منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواته بغزو أوكرانيا الأسبوع الماضي كما أفادت وكالة الانباء البيلاروسية "بلتا".
 
وقالت الوكالة إن "روسيا وأوكرانيا تجريان أولى المحادثات".
 
وكانت الرئاسة الأوكرانية طلبت قبل بدء المحادثات، وقفاً فورياً لإطلاق النار وسحب القوات.
 
ويرأس مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي الوفد الروسي فيما يرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف الذي حضر بلباسه العسكري.
 
وقال وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكيي عند استقبالهما "يمكنكما أن تشعرا بالأمان بالكامل".
 
وكان الكرملين قال عبر الناطق باسمه دميتري بيسكوف إنه لا يريد "الكشف" عن موقفه خلال هذه المفاوضات التي "يجب أن تجري بصمت".
 
وقالت الرئاسة الأوكرانية إنه بالنسبة لكييف فان "المسألة الأساسية هي التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية".
 
تجري المحادثات في أحد مقار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية في منطقة غوميل بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية الواقعة في الأراضي الأوكرانية والتي شهدت حادثاً في الماضي.
 
كما تجري فيما يواجه الهجوم الروسي الذي أطلق في 24 شباط بمقاومة من الجيش الأوكراني وفي وقت فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي.
 
 
اقرأ أيضاً: توقيف بحار أوكراني لإغراقه جزئياً يختاً يملكه ثري روسي "يصنع أسلحة لبوتين"
 
 

وتحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هاتفيا الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لنحو ساعة ونصف ساعة، طالبا منه وقف الضربات التي تستهدف المدنيين وتأمين الطرق في اوكرانيا، وقد "اكد بوتين انه عازم على ذلك"، بحسب ما اعلن الاليزيه. 

كذلك، تشاور ماكرون مع نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي "مرارا في الساعات الاخيرة" بحسب الرئاسة الفرنسية.

 
العقوبات
انخفض الروبل الروسي بنحو 30 بالمئة مقابل الدولار اليوم بعد أن كشفت دول غربية يوم السبت عن عقوبات شاملة تتضمن عزل بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت الدولي للمدفوعات.
 
وسارع البنك المركزي الروسي لإدارة تداعيات العقوبات الموسعة، قائلاً إنه سيستأنف شراء الذهب في السوق المحلية وإطلاق مزاد لإعادة الشراء بلا حدود وتخفيف القيود على المراكز المفتوحة لدى البنوك بالعملات الأجنبية.
 
كما أمر البنك التجار في السوق برفض عروض العملاء الأجانب لبيع الأوراق المالية الروسية.
 
وجدّدت الصين معارضتها للعقوبات. ورفضت الصين التنديد بهجوم روسيا على أوكرانيا أو وصفه بأنه غزو، ودعت مراراً إلى إجراء مفاوضات.
 
وقالت اليابان وكوريا الجنوبية إنهما ستشاركان في إجراءات عزل بعض البنوك عن نظام سويفت. وقالت كوريا الجنوبية، وهي مُصدر رئيسي لأشباه الموصلات، إنها ستحظر أيضاً تصدير السلع الاستراتيجية إلى روسيا.
 
 
وقال البنك المركزي الأوروبي إن عدة فروع لسبير بنك الروسي و معظمها مملوكة للحكومة الروسية تتداعي أو من المرجح أن تتداعي بسبب ما لحق بسمعتها من أضرار نتيجة للحرب في أوكرانيا.
 
وقالت بريطانيا اليوم إنها بصدد اتخاذ المزيد من الإجراءات ضدّ روسيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ممّا يعزل فعلياً المؤسّسات المالية الكبرى في موسكو عن الأسواق الغربية.
 
كما اتخذت شركات عملاقة إجراءات، إذ أعلنت شركة النفط البريطانية بي.بي، وهي أكبر مستثمر أجنبي في روسيا، تخارجها من شركة النفط الحكومية روسنفت بتكلفة تصل إلى 25 مليار دولار.
 
اقرأ أيضاً: مترجمة ألمانية تجهش بالبكاء أثناء نقل خطاب الرئيس الأوكراني (فيديو)
 
احتجاجات
نُظمت مظاهرات في مختلف أرجاء العالم احتجاجاً على الغزو بما في ذلك في روسيا حيث اعتقل ستة آلاف شخص في احتجاجات مناهضة للحرب منذ يوم الخميس وفقاً لمنظمة أو.في.دي-إنفو لرصد الاحتجاجات.
 
وفي حين حشدت الحكومات الغربية المزيد من التأييد للعقوبات على موسكو استمرت المناورات الديبلوماسية وانضم الفاتيكان للجهود بعرض "حوار تيسيري" بين روسيا وأوكرانيا.
 
ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم على طلب أوكرانيا عقد مناقشة عاجلة هذا الأسبوع بشأن غزو روسيا، بعد دقائق من تصريح مبعوث كييف لمنتدى جنيف أن بعض أعمال موسكو العسكرية "قد تصل إلى جرائم حرب".
 
واعتمد المجلس المكون من 47 عضواً الاقتراح، إذ صوّت 29 عضوا لصالح القرار (منهم الولايات المتحدة)، مقابل خمسة أعضاء ضدّ الاقتراح (منهم روسيا والصين)، بينما امتنع 13 عضواً عن التصويت بعد أن دعا سفير روسيا جينادي غاتيلوف إلى التصويت بالرفض.
 
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الاتحاد الأوروبي السماح لأوكرانيا بالانضمام لعضويته على الفور.
 
وقال في تسجيل مصور بثته مواقع التواصل الاجتماعي "هدفنا أن نكون مع جميع الأوروبيين وبخاصة أن نتمتع بالمساواة. أنا واثق من أن هذا هو العدل. وواثق من أننا نستحقه".
 
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستضيف اتصالاً مع حلفائه وشركائه لتنسيق ردّ موحد.
 
وقالت الولايات المتحدة إن بوتين يصعد الحرب "بأسلوب خطابي خطر" عن وضع روسيا النووي وسط إشارات على أن القوات الروسية تستعد لحصار مدن رئيسية في أوكرانيا الجمهورية الديموقراطية التي يقطنها 44 مليون نسمة.
 
 
اقرأ أيضاً: الرئيس الأوكراني للجيش الروسيّ: لا تصدّقوا رؤساءكم ولا القادة العسكريين
 
وقالت منظمة إغاثة تابعة للأمم المتحدة إنه في حين تنهمر الصواريخ فر نحو 400 ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال إلى دول مجاورة.
 
وتصف روسيا ما تقوم به بأنه "عملية خاصة" لا تهدف إلي احتلال أراض بل إلى تدمير القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقبض على مواطنين تعتبرهم خطيرين.
 
قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في تغريدة إن "أعضاء الحلف يزودون أوكرانيا بصواريخ دفاع جويّ وأسلحة مضادة للدبابات".
 
وقالت ألمانيا، التي جمدت بالفعل مشروع خط أنابيب غاز من روسيا، إنها ستزيد الإنفاق الدفاعي بدرجة كبيرة منهية عقوداً من الإحجام عن مضاهاة قوتها الاقتصادية بثقلها العسكري.
 
ومنع الاتحاد الأوروبي جميع الطائرات الروسية من عبور مجاله الجويّ وكذلك كندا ممّا أجبر شركة الطيران الروسية أيروفلوت على إلغاء جميع رحلاتها المتجهة إلى أوروبا لحين إشعار آخر.
 
وحظر الاتحاد الأوروبي كذلك وسيلتي الإعلام الروسيتين "أر.تي" و"سبوتنيك".