الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

هجمات روسيّة دامية على كريمينتشوك وليسيتشانسك الأوكرانيّتين: "جريمة حرب"... والماراتون الديبلوماسي للحلفاء مستمرّ

المصدر: أ ف ب
رجال انقاذ انتشروا بين انقاض مركز تجاري في كريمينتشوك استهدفته ضربة صاروخية روسية (28 حزيران 2022، أ ف ب).
رجال انقاذ انتشروا بين انقاض مركز تجاري في كريمينتشوك استهدفته ضربة صاروخية روسية (28 حزيران 2022، أ ف ب).
A+ A-
أسفر قصف صاروخي روسي على مركز تسوّق في مدينة كريمينتشوك في وسط أوكرانيا عن مقتل 18 شخصاً على الأقل، ما استدعى إدانة شديدة الثلثاء من مجموعة السبع التي تعقد قمة في ألمانيا والمصممة على تحديد سقف لسعر النفط الروسي.

وقال دميتري لونين الذي يرأس بالوكالة ادارة منطقة بولتافا صباح الثلثاء "18 قتيلاً... خالص التعازي للعائلات والأقارب. عناصر الإنقاذ يواصلون العمل". وتقع مدينة كريمينتشوك على بعد 330 كيلومترًا جنوب شرق كييف، وتبعد أكثر من 200 كلم عن خط الجبهة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان أنه انهار القسم الأكبر من المبنى واحترق.

تم نصب أربع رافعات عملاقة في الموقع لنقل الحطام. وجرى تحويل موقف سيارات المركز التجاري ساحة اسعافات حيث كان يعمل رجال الانقاذ والاطفاء. وبقيت بضعة أحرف خضراء من اسم المركز التجاري فوق المبنى مع قطع من البلاستيك المحترق، معلقة.

من جهته أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذه "إحدى أكبر الأعمال الإرهابية السافرة في تاريخ أوروبا"، داعيا الى تصنيف روسيا "دولة راعية للارهاب" بعد هذه الضربة على "بلدة مسالمة ومركز تسوق عادياً في داخله نساء وأطفال ومدنيون عاديون".

لكن الجيش الروسي أكد الثلثاء أنه قصف مستودعاً للأسلحة في كريمينتشوك، ما تسبّب في انفجارات أدت، على قوله، إلى اندلاع النيران في مركز تجاري مهجور. وأكد الجيش الروسي أن "انفجارات الذخيرة التابعة لأسلحة غربية تسببت في اندلاع حريق (...) في مركز تجاري كان خارج الخدمة". 

وقال الكرملين الثلثاء إن هجومه في أوكرانيا سينتهي عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيين.

- "جريمة حرب"-
وأوقع قصف روسي على شرق أوكرانيا ثمانية مدنيين في وقت سابق عند نقطة توزيع مياه، وفق كييف التي دعت مجموعة السبع إلى إنهاء الحرب.

وقال قادة دول مجموعة السبع مساء الإثنين خلال قمّة في جنوب ألمانيا في بيان مشترك إنّ "الهجمات العشوائية ضدّ مدنيين أبرياء تشكّل جريمة حرب"، مؤكّدين أنّ مجموعة السبع "تدين بشدّة الهجوم الشنيع" وتؤكّد وجوب "محاسبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الهجوم الروسي على مركز تسوق في أوكرانيا "جريمة حرب"، مؤكدا أن فرنسا ستواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.

وتابع ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا "لا يمكن روسيا ويجب الا تكسب هذه الحرب".

وأكد سلاح الجو الأوكراني أن المركز التجاري أصيب بصواريخ مضادة للسفن من نوع "كي اتش 22" أطلقتها قاذفات تعمل من مسافة بعيدة من نوع تو-22 من منطقة كورسك الروسية.

وعد الغربيون، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، بتضييق الخناق على موسكو عبر استهداف صناعة الدفاع الروسية، بحسب ما قال مسؤول كبير في البيت الابيض.

وأضاف المسؤول نفسه الذي طلب عدم كشف هويته أن قادة الدول والحكومات المجتمعين في بافاريا في جنوب ألمانيا "قريبون جدا من قرار يطلبون فيه من وزرائهم وضع آليات عاجلة من أجل وضع سقف لسعر النفط الروسي على المستوى العالمي".

وتابع المصدر نفسه أن مجموعة الدول الصناعية السبع "ستنسق أيضا لاستخدام الرسوم الجمركية على المنتجات الروسية بهدف مساعدة أوكرانيا". كما وعدت بالمساهمة في إعادة إعمار البلاد عبر مؤتمر وخطة دولية بحسب مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

من جهتها منعت روسيا 25 أميركيا، بينهم زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن وابنه، من دخول البلاد.

رغم ثقل العقوبات على الاقتصاد الروسي، أكد الكرملين انه ليس هناك "أي داع" للحديث عن تخلف روسيا عن سداد ديونها.

لكن السلطات الروسية أقرت بأنه بسبب العقوبات، لم تصل دفعتان الى الجهات الدائنة قبل الموعد المقرر الأحد. واعتبرت وكالة موديز ان هذا يشكل تخلفا عن سداد الديون.

وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمره الصحافي اليومي إن الضربة الروسية على المركز التجاري "مؤسفة جداً". وأضاف "نشير مرة جديدة إلى أن كل الأطراف مطالبة، بموجب القانون الإنساني الدولي، بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية".

ومن المقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن القصف الروسي الأخير على أهداف مدنية في أوكرانيا الثلثاء الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش، حسبما علم فريق وكالة فرانس برس من الرئاسة الألبانية للأمم المتحدة.

- دمار -
بعد ساعات قليلة من الإعلان عن القصف في كريمينتشوك، أعلنت السلطات الأوكرانية عن هجوم روسي دامٍ آخر ضد مدنيين في ليسيتشانسك، الجيب الاستراتيجي في حوض دونباس (شرقًا).

وقُتل ما لا يقلّ عن ثمانية مدنيين وأُصيب أكثر من 20 آخرين بينهم طفلان من جراء قصف روسي على المدينة الأوكرانية المجاورة لسيفيرودونيتسك التي سيطرت عليها القوات الروسية مؤخرًا، وفق ما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي.

وأوضح أن "الروس استهدفوا حشدًا من الناس براجمات صواريخ من نوع أوراغان، في وقت كان مدنيون يتزودون بالمياه من صهريج".

وتشكل مدينة ليسيتشانسك الهدف المقبل للقوات الروسية بعد بسط سيطرتهم الكاملة على سيفيرودونيتسك، إثر معارك استمرّت أسابيع عدة ودمّرت المدينتين وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

وسيسمح الاستيلاء على المدينتين لروسيا بالسيطرة على كامل منطقة لوغانسك في حوض دونباس الغني بالمناجم.

وأضاف غايداي "المدافعون عنا يحافظون على الخطوط، لكن الروس يحولون المدينة أنقاضا بالمدفعية والطيران... البنية التحتية دمرت بالكامل". 

أطلقت روسيا ليلا أيضا 11 صاروخا على ميكولاييف (جنوب) بحسب رئيس منطقة هذه المدينة. تم اعتراض قسم منها لكن ثلاثة أشخاص قتلوا في اوشاكيف بينهم فتاة في السادسة من العمر.

- ماراتون ديبلوماسي-
وفيما تطالب كييف باستمرار بالمزيد من الاسلحة، تخطط الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بنظام صاروخي أرض-جو متطور "متوسط وبعيد المدى".

يختتم قادة مجموعة السبع قمتهم الثلثاء، اليوم الذي يقوم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأول زيارة له الى الخارج منذ بدء الهجوم على أوكرانيا حيث يتوجه الى طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة وحليفته في آسيا الوسطى.

ويتواصل الماراتون الديبلوماسي للحلفاء الثلثاء خلال قمة الدول الاعضاء ال30 في حلف شمال الأطلسي في مدريد، وهو لقاء سيشارك فيه زيلينسكي أيضا عن بعد.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الحلف إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، معتبرًا أن هذه الأخيرة تواجه "وحشيةً" لم تشهدها أوروبا "منذ الحرب العالمية الثانية" من جراء الغزو الروسي.

وصرّح قبل بضع ساعات من افتتاح قمة الحلف في مدريد، "سنتفق على برنامج دعم كامل لأوكرانيا لمساعدتها في ضمان احترام حقها في الدفاع المشروع عن النفس. من المهمّ للغاية أن نكون مستعدّين لمواصلة تقديم دعمنا" لكييف.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم