قوّات "دلتا" تصل إسرائيل... الأسباب والمهام وحقائق تاريخية عن قوّة النخبة الأميركية

في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول 2023، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر، عن وصول قوة "دلتا فورس" إلى إسرائيل. وهي فرقة عمليات خاصّة تعمل ضمن الجيش الأميركي، توكل إليها مهام تنفّذ غالباً بشكل سرّي. إذ تناط بعناصرها مهام حساسة ومعقدة، فهي صاحبة الفضل في القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.
 
 
قوة "دلتا"، نشأتها ومهامها
تعتبر "قوة دلتا"، الأكثر تدريباً في الجيش الأميركي والعالم، وهي وحدة انتقائية وسرية تعمل تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، وفقا لموقع Military العسكري.
 
تُعرف بأنّها "نخبة القوات الخاصة" وهي مختصّة في "مكافحة الإرهاب" وتحرير الرهائن والتدخل السريع، وتنفذ غالبيّة مهامها بشكل سريّ، وتعتمد في ذلك بشكل رئيس على الإنزال الجوي.
 
وتتألف القوة الخاصة دلتا من ثلاث وحدات رئيسة، الأولى هي وحدة العمليات الخاصة الأميركية، والثانية وحدة العمليات الخاصة المشتركة، والثالثة وحدة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي.
 
تتبع من الناحية التنظيمية لقيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي، وتقبل في صفوفها مقاتلين من النخبة.
 
هدف إنشائها كان تشكيل فرق عسكرية محدودة العدد بكفاءة ومهارات عالية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ولديها قدرة على التأقلم مع الظروف الصعبة والدقيقة.
 
بالمقارنة مع التاريخ العسكري للولايات المتحدة، تعتبر فرقة "دلتا" حديثة نسبيا، بحسب ما ذكر الموقع العسكري، إذ تأسست عام 1977، على يد قائدها الأول العقيد تشارلز بيكويث.
 
 
ومع تزايد التهديدات الإرهابية في العالم، اعتبر بيكويث أن هناك حاجة إلى قوة هجومية دقيقة داخل الجيش الأميركي، فتم تكليف بيكويث بتشكيل هذه الوحدة.
وتجري هذه القوة الأميركية تدريبات مشتركة مع قوات نظيرة لها من بلدان حليفة لواشنطن، منها قوة الخدمة الجوية الخاصة البريطانية، ومجموعة التدخل السريع التابعة للدرك الوطني الفرنسي (GIGN)، والقوات الخاصة الألمانية (KSK)، والقوات الخاصة الكندية (JTF2)، والوحدة الإسرائيلية الخاصة (SAYERET MATKAL).
 
وتُزوّد "دلتا فورس" بأحدث الأساليب التكنولوجية التي توفَّرُ لها القدرة على حماية عناصرها والعمل الفعّال، مثل منظومات تنصّت ميدانية وأنظمة حماية، ومناظر مراقبة دقيقة تعمل ليلاً ونهاراً.
 
وفقا لموقع Military العسكري، تم تصنيف أنواع المهام التي شاركت فيها الفرقة على مدى العقود الماضية بالسرية، إلا أنه تم رفع هذه السرية عن بعضها وترويجها إعلامياً لأهداف عسكرية ونفسية.
 
شاركت دلتا فورس خلال العقدين الماضيين بعمليات نوعية، أبرزها اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مطلع عام 2020.
تولت عمليات إنقاذ عدد لا يحصى من الرهائن في جميع أنحاء العالم.
 
 
شاركت في عدة عمليات في الشرق الأوسط وتحديدا خلال حرب الخليج، وإبان الغزو العراقي للكويت، والتدخل الأميركي في أفغانستان والعراق، ونفذت العديد من العمليات السرية في هذه الحروب.
 
وفي أعقاب هجمات 11 أيلول 2001، ساعدت عناصر قوات "دلتا" في هزيمة حركة طالبان وتفكيكها في أفغانستان.
 
كما نفذت معركة تورا بورا، وهو اشتباك مشترك ضخم لقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أو القبض عليه. وشاركت في عملية "الفجر الأحمر" في العراق، حيث تم تحديد موقع صدام حسين والقبض عليه.
 
وانسحبت دلتا من العراق عندما غادرت القوات الأميركية في عام 2011، لكنها كانت ذات حضور ثابت في القتال ضد "داعش" في البلاد، كما كتب، ويسلي مورغان، في صحيفة واشنطن بوست في عام 2015.
 
وخلال عملية "درع العرعر" أثناء هجوم بنغازي عام 2012، ساعدت قوة دلتا في إخلاء السفارة الأميركية في طرابلس في ليبيا.
 
ونفذت دلتا عملية "كايلا مولر"، وهي الغارة في سوريا التي أسفرت عن مقتل، أبو بكر البغدادي، زعيم داعش.
 
 
وأشار الموقع العسكري إلى أن دلتا شاركت أيضا في تنفيذ عملية "مخلب النسر" التي وقعت خلال أزمة الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في السفارة الأميركية بطهران في إيران عام 1980، حيث فشلت محاولة الإنقاذ بسبب خطأ في معدات الطيران/المشغل وأدت إلى مقتل ثمانية أميركيين. ونتيجة لذلك، تم إرسال فوج الطيران التابع لدلتا والذي نجح في إنقاذ الرهائن.
 
وفي ما يُعرف بعملية "الغضب العاجل"، أنقذت دلتا سجناء غرينادا من سجن ريتشموند هيل، وتم تحرير السجناء السياسيين المحتجزين هناك.
 
ونفذت دلتا عملية "السبب العادل"، وغزت خلالها بنما للقبض على الجنرال مانويل نورييغا وحماية حوالي 35 ألف أميركي يعيشون في بنما.
 
 
عن أسباب وجودها في إسرائيل!
بحسب مجلة "ذا ناشيونال انترست"، تملك قوة "دلتا" مهماً تاريخاً في تقديم المشورة للوحدات المحلية والأجنبية أثناء الأزمات ومكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن، وهو ما تحتاجه إسرائيل حاليا بعد هجوم السابع من تشرين الأول.
 
وأوضحت المجلة أن دلتا ستقوم بشكل أساسي بتقديم المشورة لوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة أو "سايريت ماتكال" بشأن مسألة الرهائن، وهذه هي وحدة المستوى الأول التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تحافظ على علاقة وثيقة جدا مع قوة دلتا.
 
وأشارت المجلة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هو من قدامى المحاربين في وحدة "سايريت ماتكال"، وكذلك شقيقه يوناتان "يوني" نتانياهو، الذي قاد وحدة العمليات الخاصة وقُتل خلال عملية إنقاذ الرهائن الشهيرة عنتيبي في عام 1976.