اتُّهم زعيم أكبر حزب معارض في بنغلادش ميرزا فخر الإسلام ألامجير وأكثر من 100 مسؤول في حزبه الأحد، بقتل شرطي خلال احتجاجات عنيفة ضد رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد قبل الانتخابات التشريعية.
وقال المسؤول في الشرطة صلاح الدين ميا إن "164 عضواً في حزب بنغلادش القومي، بينهم (زعيمه) ميرزا فخر الإسلام ألامجير، اتهموا بقتل الشرطي" ووجهت إليهم الاتهامات.
وكانت سلطات بنغلادش أوقفت ميرزا فخر الإسلام ألامجير الذي يقود أكبر حزب معارض في البلاد صباح الأحد، في اليوم الثاني من احتجاجات عنيفة ضد رئيسة الوزراء.
وأجرت الشرطة أيضًا عمليات تفتيش لمنازل عدد من كبار المسؤولين في حزب بنغلادش القومي حسب المتحدث باسم الحزب ظاهر الدين سوابان الذي قال إن نحو ثلاثة آلاف من أنصار التشكيل أوقفوا خلال الأسبوع الماضي.
ووقعت أعمال عنف السبت قُتل خلالها شرطي ومتظاهر، واحرقت أو تضررت 26 سيارة إسعاف على الأقل تابعة للشرطة.
ويقود ألامجير (75 عاماً) الأمين العام لحزب بنغلادش القومي، هذا التشكيل منذ توقيف خالدة ضياء زعيمة الحزب التي تولت رئاسة الحكومة مرتين، وانتقال ابنها إلى منفى في بريطانيا.
وتنظم المعارضة احتجاجات للضغط من أجل تلبية مطالبها منذ أشهر مع أن زعيمتها خالدة ضياء المريضة، تخضع للإقامة الجبرية بعد إدانتها بتهمة الفساد.
وكانت التظاهرات التي نظمها السبت حزب بنغلادش القومي والجماعة الإسلامية أهم حزب إسلامي في البلاد، الأكبر منذ بداية العام الحالي، حسبما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس في الموقع. وقد اكتسبت زخما جديدًا قبل ثلاثة أشهر من انتخابات عامة مقررة.
– رصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع –
وقالت الشرطة إن أكثر من مئة ألف من أنصار حزبي المعارضة الرئيسيين في البلاد شاركوا في مسيرات محظورة في العاصمة دكا للمطالبة باستقالة الشيخة حسينة لتحل محلها حكومة محايدة للإشراف على الانتخابات المقبلة.
وتصاعدت الاحتجاجات وتحولت إلى اشتباكات عنيفة استمرت ساعات في وسط دكا، بينما دعا كل من حزب بنغلادش القومي والجماعة الإسلامية إلى إضراب على مستوى البلاد الأحد للاحتجاج على أعمال العنف.
كذلك، اتهمت الشرطة المتظاهرين بإشعال النار في حافلة فجر الأحد مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة آخر بحروق خطيرة.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية الأحد في العاصمة حيث قام آلاف من أفراد الشرطة وقوات حرس الحدود بدوريات في الشوارع.
وفي منطقة لالمونيرات بشمال البلاد، قُتل زعيم شبابي من الحزب الحاكم، حسب الشرطة، وجرح عدد من الأشخاص خلال اشتباكات بين مئات من أنصار المعارضة ومؤيدي الحزب الحاكم. وقال قائد الشرطة المحلية إرشاد العالم لفرانس برس "تم نقله إلى المستشفى حيث توفي".
وقالت الشرطة إن اشتباكات جرت بين الشرطة وناشطي المعارضة في مدينة نارايانغانج الصناعية بوسط البلاد.
وأوضح قائد شرطة المنطقة غولان مصطفى راسل لوكالة فرانس برس إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بعدما أحرقوا إطارات على الطريق وحاولوا تخريب عدد من الآليات.
وذكرت الشرطة أيضا أن أحد ضباطها جرح بينما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن اثنين من المتظاهرين من حزب بنغلادش القومي جرحوا أيضا.
ودانت الولايات المتحدة الاشتباكات التي وقعت السبت ودعت جميع الأطراف إلى "الهدوء وضبط النفس"، مهددة بفرض قيود على التأشيرات.
وأكد الاتحاد الأوروبي في رسالة نشرت على موقع إكس الأحد ضرورة "إيجاد طريقة للمضي قدما في إجراء انتخابات سلمية تتسم بمشاركة واسعة".
وتتولى الشيخة حسينة واجد، ابنة أول رئيس للبلاد مجيب الرحمن، السلطة منذ 15 عاماً. وشهدت البلاد في عهدها نمواً اقتصادياً سريعاً سمح لها بتجاوز الهند المجاورة في حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي.
لكن حكومتها متهمة بالفساد وبانتهاكات لحقوق الإنسان. وقد عبر عدد من الحكومات الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها بشأن المناخ السياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 170 مليون نسمة.
وتُتهم قوات الأمن التابعة للشيخة حسينة باحتجاز عشرات الآلاف من ناشطي المعارضة وقتل المئات في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء.