الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

نيجيريا: عودة متسرّعة لآلاف اللاجئين إلى أحد معاقل الجهاديّين... ومخاوف من خسائر بشريّة إضافيّة

المصدر: أ ف ب
جنود نيجيريون يجمعون أسلحة تم ضبطها خلال عملية الملاذ الآمن في جوس والمناطق المحيطة بها في ولاية بلاتو شمال وسط نيجيريا (21 نيسان 2022، أ ف ب).
جنود نيجيريون يجمعون أسلحة تم ضبطها خلال عملية الملاذ الآمن في جوس والمناطق المحيطة بها في ولاية بلاتو شمال وسط نيجيريا (21 نيسان 2022، أ ف ب).
A+ A-
عاد أكثر من 4000 نيجيري إلى بلادهم، رغم انعدام الأمن والخدمات شبه المعدومة، بعدما كانوا فروا إلى النيجر المجاورة، هرباً من الاعتداءات الجهادية في شمال شرق نيجيريا.  

يخشى عمال الإغاثة من أن عودة اللاجئين أواخر آذار إلى مالام فاتوري في ولاية بورنو، حيث ينشط تمرد جهادي منذ أكثر من 10 سنوات، ستؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والنزوح، إذ لا تزال المدينة المهجورة منذ نصف عقد، قريبة من مناطق سيطرة المتمردين. 

وقررت السلطات المحلية مؤخراً إغلاق مخيمات النازحين المكتظة ونقل الراغبين في العودة إلى ديارهم. 

الهدف المعلن: تشجيع السكان على تأمين احتياجاتهم من خلال العودة إلى العمل في الحقول. 

خلّف التمرد الجهادي الذي بدأ في 2009 في شمال شرق البلاد أكثر من 40 ألف قتيل و2,2 مليوني نازح.

وفر آلاف النيجيريين من أعمال العنف واستقروا في منطقة ديفا في جنوب شرق النيجر المجاورة. 

لكن منذ ذلك الحين انتشرت الجماعتان الجهاديتان بوكو حرام وخصمها تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (إيسواب) ما وراء الحدود، وشنّتا هجمات من معاقلهما الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد.

وأكد الباحث في معهد الدراسات الأمنية "اي اس اس"(ISS) مالك صموئيل لوكالة فرانس برس أن مسلحين هاجموا مطلع آذار ثلاث قرى في النيجر، حيث احتمى لاجئون نيجيريون.  

وقال "قتلوا 45 شخصاً واختطفوا 22 آخرين". وأضاف "يريد العديد من اللاجئين العودة إلى نيجيريا".

- ألغام وقذائف -
نفّذ جيش النيجر مؤخراً عمليات نزع ألغام ودوريات بالتعاون مع قوات نيجيريا. لكن لا تزال المنطقة معقلاً لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استعاد السيطرة عليها من بوكو حرام. 

ويزرع الجهاديون منذ سنوات عبوات ناسفة وينصبون كمائن على الطرق، وأطلقوا مؤخراً قذائف مورتر على مواقع عسكرية. 

وقال مصدر أمني في العاصمة الاقليمية مايدوغوري "حتى الجنود يتوخون الحذر عندما يذهبون في دورية." 

وأضاف "في مالام فاتوري، ينصب الاهتمام على تأمين القاعدة من الإرهابيين". 

في الماضي، كانت الهجمات في المنطقة توقع عدداً قليلاً من الإصابات لأنه لم يبق هناك مدنيون تقريباً. لكن أكدت "ايسواب" Iswap في شباط في بيان أنها قتلت ما لا يقل عن 30 جندياً في كمينين. 

في الأشهر الستة الماضية، وقع نحو 50 هجوماً بالقرب من الحدود مع النيجر، بينها 38 في مالام فاتوري، بحسب مصدر أمني آخر يجمع بيانات عن الصراع. 

وأكد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس أنه تم ارسال كتيبة من القوات المشتركة المتعددة الجنسيات تضم جنوداً من الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد الى المدينة. 

لكنه أوضح  طالباً عدم الكشف عن هويته أن "تفويضهم يمتد لشهرين فقط".

منذ عودة اللاجئين، لم ترد أنباء عن وقوع هجمات كبيرة في المدينة. لكن التحدي الحقيقي سيبدأ الشهر المقبل مع عودة الأمطار واستئناف الأنشطة الزراعية. 

وقد يخرج مدنيون حينها من الخنادق إلى الحقول، حيث سيكون خطر الدوس على لغم أو التعرّض للاختطاف مرتفعاً.

- مياه الشرب نادرة -
الوصول إلى الخدمات الأساسية في المدينة محدود. وترفض المنظمات غير الحكومية الانتشار هناك خوفاً من احتمال وقوع هجمات إرهابية. إلى ذلك، لا طريق آمنا للوصول إلى المدينة.

وقالت كاميلا كورادين، المتحدثة باسم المنتدى النيجيري للمنظمات غير الحكومية الدولية، الذي يمثل 54 منظمة غير حكومية دولية تقدم مساعدات إنسانية وتنموية في البلاد، "نحن قلقون بشأن عودة (اللاجئين) المتسرعة إلى موطنهم في مالام فاتوري". 

وحذرت من أن عودةٍ إلى الوطن "لا تتوافق مع الأطر القانونية الدولية"، "تنطوي على خطر عدم الاستدامة وإلحاق الضرر بالعائدين  بما في ذلك من خلال التسبب بمزيد من النزوح". 

وأشارت مسؤولة إنسانية رفيعة في المنطقة، فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن الوصول إلى مياه الشرب في مالام فاتوري محدود. 

وأوضحت أن "مصدر المياه الوحيد موجود في القاعدة العسكرية". 

وأعلنت سلطات ولاية بورنو في بيان أنها تبرعت بالمال والطعام للاجئين وبنت ملاجئ وصفوفاً دراسية ومركزاً صحياً. 

لكن مصدران إنسانيان اكدا أن لا معلمين في المدرسة بعد، والعيادة تفتقر إلى كل شيء وليس ثمة أي سوق في المدينة. 

وعلق المصدر الأمني الأول "الواقع أن اللاجئين يعيشون حرفياً في معسكر اعتقال". وقال "إنهم محتجزون في المدينة، بدون إمكان الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، ولا يمكنهم مغادرتها".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم