النهار

بريطانيا تستدعي السفير الصيني للاحتجاج على توقيف صحافي في "بي بي سي" بشنغهاي
المصدر: أ ف ب
بريطانيا تستدعي السفير الصيني للاحتجاج على توقيف صحافي في "بي بي سي" بشنغهاي
عناصر من الشرطة يراقبون طريقًا على ضفاف نهر ليانغما في بيجينغ، حيث نظمت احتجاجات أخيرة ضد قيود كورونا (29 ت2 2022، أ ف ب).
A+   A-
استدعت بريطانيا الثلثاء السفير الصيني لدى لندن للاعتراض على توقيف صحافي في "بي بي سي" كان يغطي الاحتجاجات المرتبطة بقيود كوفيد والاعتداء المفترض عليه، وفق ما ذكرت مصادر حكومية.

واستُدعي جينغ زيغوانغ إلى وزارة الخارجية بعد الحادثة المرتبطة بالصحافي إد لورنس في شنغهاي، والتي وصفها وزير الخارجية جيمس كليفرلي الاثنين بأنها "مقلقة للغاية".

وقال كليفرلي للصحافيين خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، "من المهم للغاية أن نحمي حرية الإعلام"، مؤكداً أنه جرى استدعاء جينغ. 

وأضاف "إنه أمر يقع في صميم ما تؤمن به المملكة المتحدة".

كذلك أشار إلى أنه "من المهم للغاية أن يتمكّن الصحافيون من ممارسة أعمالهم من دون مضايقات ومن دون خوف من التعرّض للاعتداء". 

وأوقفت الشرطة لورنس في وقت متأخر الأحد أثناء تصويره تظاهرة احتجاج على قيود مكافحة كوفيد، من بين تظاهرات عدة هزّت الصين في الأيام الأخيرة.

وذكرت "بي بي سي" أنه تعرّض للضرب من الشرطة في شنغهاي قبل أن يفرج عنه بعد بضع ساعات.

وردّت الصين على القلق البريطاني بشأن معاملة الصحافي، وعلى حثّ داونينغ ستريت الشرطة على إظهار الاحترام تجاه المتظاهرين ضدّ قيود كوفيد.

وقال متحدث باسم السفارة قبل استدعاء جينغ إنّ "الجانب البريطاني ليس في وضع يسمح له بإصدار حكم بشأن سياسة كوفيد الصينية أو غيرها من الشؤون الداخلية"، مشيراً إلى ارتفاع معدّل الوفيات في بريطانيا في هذا المجال. 

وأعربت الحكومة البريطانية عن قلقها هذا الشهر بعدما وردت تقارير تفيد بأن بيجينغ تدير مراكز للشرطة غير معلنة في بلدان أجنبية تشمل بريطانيا.

- "نهاية العصر الذهبي" -
واستدعت الخارجية ديبلوماسياً صينياً رفيع المستوى الشهر الماضي بعدما اتُّهم زملاؤه في القنصلية في مانشستر (شمال غرب انكلترا) بضرب متظاهر مؤيد للديموقراطية في هونغ كونغ. 

وفاقمت هذه الحوادث الضغوط السياسية على حكومة رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك لاتّخاذ موقف متشدد حيال الصين.

لكن سوناك يحاول الموازنة بين الدفاع عن الحريات ومعارضة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وبينما أشار في خطاب ليل الاثنين إلى أن "العصر الذهبي" للعلاقات البريطانية الصينية انتهى، دعا سوناك إلى التعامل "ببراغماتية" مع منافسي بريطانيا، وهو أمر خيب آمال البعض الذين يطالبونه بالذهاب أبعد في مواجهة بيجينغ.

بشكل منفصل الثلثاء، علّقت المملكة المتحدة مشاركة شركة الطاقة النووية الصينية "سي جي ان" (CGN) في بناء محطة الطاقة النووية الجديدة "سيزويل سي" (Sizewell C). بالتالي، سيتمّ بناؤها عبر الشريك التجاري الفرنسي "شركة كهرباء فرنسا" (EDF).

وجاء ذلك بعدما صدرت أوامر لوزارات بريطانية الأسبوع الماضي بوقف تركيب كاميرات مراقبة صينية الصنع في "مواقع حساسة".

وخلال الأسبوع السابق، اضطرّت شركة صينية للتخلّي عن جزء كبير من أسهمها في شركة لتصنيع أشباه الموصلات في بريطانيا.

ورفض المتحدث باسم سوناك القول ما إذا كانت عوامل متعلّقة بالأمن القومي تقف وراء اتخاذ القرار بشأن "سي جي ان".

لكنه قال للصحافيين "بالتأكيد نعتقد أنه من الصواب أنّ تتمتع المملكة المتحدة بقدر أكبر من أمن الطاقة واستقلالية الطاقة". 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium