أعلنت الحكومة السويسرية، الأربعاء، أنها تعتزم تقديم مشروع قانون بنهاية شباط يحظر أنشطة حركة حماس وأنصارها المحتملين داخل سويسرا، معتبرة أن الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية يمثل "نقطة تحول في التاريخ".
وقالت وزيرة العدل والشرطة إليزابيت بوم-شنايدر خلال مؤتمر صحافي "الهدف الوحيد للحظر هو منع الأنشطة الإرهابية لهذه المنظمة والأفراد الذين يدعمونها".
وأوضحت أن حظرًا لأنشطة حماس من شأنه أن يسهّل طرد "الأشخاص الخطرين" ويسرع الإجراءات الجنائية ضد "إرهابيين محتملين".
ولا تترك مواقف الأحزاب الرئيسية في البلاد مجالًا للشك بشأن نتيجة التصويت.
وكان حزب الشعب السويسري (يمين متطرف) الذي عزز مكانته في الانتخابات البرلمانية في 22 تشرين الاول، طالب بذلك بقوة، تمامًا كالمنظمات اليهودية في البلاد.
- مكافحة "تمويل الإرهاب" -
يعتبر البعض في سويسرا التي تفتخر بجهودها في الوساطات، أن مثل هذا الحظر قد يعرّض مكانتها في مجال المساعي الحميدة للخطر.
وقالت بوم-شنايدر "إن المجلس الفدرالي (أي الحكومة) يُدرك أن حظر منظمة ما يشكل اعتداءً كبيرًا على الحقوق الأساسية ويمكن أن يؤثر على مجال المناورة المتاح لسويسرا في السياسة الخارجية".
غير أن المجلس الفدرالي يعتبر أن مصالح الأمن الداخلي وضرورة مكافحة "تمويل الإرهاب" تعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى.
وقال وزير الخارجية السويسرية إغنازيو كاسيس خلال المؤتمر الصحافي نفسه "إن السابع من تشرين الأول يمثل نقطة تحول في التاريخ".
وصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى حماس على أنها "منظمة إرهابية".
وعلى أجهزة الوزارات السويسرية المختلفة المعنية تقديم مشروع قانون اتحادي بحلول نهاية شباط 2024. ومن المفترض أن يستمر الإجراء لمدة عام، وفقًا للسلطات الفدرالية.
- تدفقات مالية -
لفتت بوم-شنايدر إلى أن البنوك والوسطاء الماليين الآخرين سيكونون ملزمين بالكشف والإبلاغ عن الأنشطة المحتملة في سويسرا لحركة حماس والمنظمات التابعة لها.
وشددت الوزيرة على أنه "ينبغي للمنظمات غير الحكومية ألا تستخدم أي تمويل سويسري لدعم أعمال حماس".
وفي الوقت الراهن، "ليست (السلطات) على علم بوجود أموال سويسرية استفادت منها حماس وأنشطتها"، حسبما قال كاسيس.
وذكّر كاسيس بأنها ليست المرة الأولى التي يحظر فيها المجلس الفدرالي في سويسرا أنشطة منظمة، اذ سبق أن حظر أنشطة تنظيمَي القاعدة والدولة الإسلامية.
واندلعت الحرب في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة. وتؤكد الأخيرة أن نحو 240 شخصا بينهم أجانب، أخذوا رهائن في هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.
وتوعّدت الدولة العبريّة حركة حماس بـ"القضاء" عليها، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليّات برّية اعتبارا من 27 تشرين الأول، أوقعت 14128 قتيلا بينهم 5840 طفلا، وفق حكومة حماس.
وبعد أربعة أيام من هجوم حماس، اعتبر المجلس الفدرالي في سويسرا أنه "يجب تصنيف حركة حماس منظمة إرهابية".