ما إن كشفت وكالات أنباء روسية عن تقارير تفيد بأن ساو تومي وبرينسيبي وروسيا وقعتا آواخر نيسان المنصرم، في سانت بطرسبرغ على اتفاق تعاون عسكريّ ينص على تدريبات لطائرات وسفن روسية أو تنقلها في هذا الأرخبيل الواقع في خليج غينيا، حتى سارعت البرتغال للتعبير عن "قلقها البالغ" من هذه الخطوة. مع الإشارة الى أن أرخبيل ساو تومي وبرينسيبي، كان إحدى مستعمراتها السابقة في إفريقيا، ولم تنل استقلالها إلّا عام 1975 على إثر الإنقلاب الذي نفذه الجيش البرتغالي على الحكم الديكتاتوري في البلاد.
وما آثار المزيد من هذا القلق، أن الإعلان عن التعاون العسكري المشترك، تزامن مع وجود رئيس غينيا بيساو، وهي أيضا مستعمرة برتغالية سابقة، في روسيا لحضور احتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.
وقال وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل في مقابلة تلفزيونيّة إنه "بمجرد الإعلان عن هذا الاتفاق، بدأنا المشاورات مع سلطات ساو تومي"، مشيراً الى أن بلاده هي "أولى الدول التي أعربت عن تخوفها وحيرتها إزاء هذا الاتفاق، تلتها دول أوروبية أخرى"، ومع تأكيده أن ساو تومي دولة "مستقلة ذات سيادة" ولديها "شرعية كاملة" لاتخاذ مثل هذا القرار، لكنه أكد على "القلق البالغ بما أننا في وضع دوليّ تتحمل فيه روسيا مسؤولية حرب عدوانية تشمل القارة الأوروبية".
وكان الاتحاد الأوروبي قد رأى في التحركات الروسيّة في القارة السمراء، سعي موسكو إلى كسر العزلة الديبلوماسية والاقتصادية التي يفرضها الغرب، وتعزيز طموحاتها الجيواستراتيجية في مجالات التعدين والطاقة.