الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

ترشيح هاريس خلق نوعاً جديداً من المنافسة مع ترامب!

المصدر: "أ ف ب"
كامالا هاريس (أ ف ب).
كامالا هاريس (أ ف ب).
A+ A-
لطالما تميّزت التجمّعات الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب بحضور أعداد كبيرة من مناصريه مقارنة بالحشود الأصغر حجماً التي اجتذبها الرئيس جو بايدن قبل انسحابه من الانتخابات. غير أنّ ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي خلق نوعاً جديداً من المنافسة أمام المرشّح الجمهوري، في ظلّ حضور آلاف الأشخاص التجمّعات التي تشارك فيها.

الثلاثاء، احتشد حوالى 14 ألف ناخب متحمّس في ساحة فيلادلفيا لحضور تجمّع انتخابي لهاريس، كذلك الأمر في اليوم التالي عندما امتدّت طوابير من آلاف الأشخاص في مدينة أو كلير في ويسكونسن للمشاركة في تجمّع انتخابي آخر لكامالا هاريس.

وقبل أيام، حضر حشد ضخم إلى مطار في ديترويت في ولاية ميشيغان للقاء المرشّحة الديموقراطية للرئاسة وتيم وولز الذي اختارته ليكون نائبها. ومن هؤلاء، كينا جونسون (46 عاماً) التي تعمل في شركة ستيلانتيس لصناعة السيارات، والتي أكّدت لوكالة فرانس برس أنّ "الجميع متحمّسون" بانتظار وصول هاريس.

وفي إشارة إلى التجمّعات الانتخابية للديموقراطيين، قالت جونسون "أعتقد أنّها ستكون أكبر وأكثر إيجابية"، مضيفة أنّه "أمر جيّد بالنسبة للنساء في الوقت الحالي، إنّه يصنع التاريخ".

من جهته، بدا وولز حاكم مينيسوتا مذهولاً أمام حشد المؤيّدين في ميشيغان التي تعدّ ساحة حاسمة في المعركة الانتخابية. وفيما قدّر موظّفو الحملة عدد الحاضرين بحوالى 15 ألف شخص، قال وولز إنّ هذا "أكبر تجمّع للحملة" الانتخابية.

كان مشهد حضور هذا العدد الكبير من الأميركيين لحدث سياسي ديموقراطي أكثر شيوعاً خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كسر مرشّح شاب أسود يتمتّع بكاريزما عالية، الحواجز ليصبح رئيساً.

ولكن خلال الأعوام الـ12 التي تلت أوباما، بات هذا الأمر نادراً للغاية لدى الحزب الديموقراطي. وقد ساعد ذلك ترامب على أن يركّز على مسألة التفاوت في أرقام الحشود خلال حملته الانتخابية، بناء على إدراكه للعبة الأرقام وإصراره على أنّ الحشود الكبيرة ترتبط بالدعم الواسع.

ولكنّ هذه أفضلية ترامب في هذا المجال تبخّرت قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، في ظلّ ضخّ هاريس ووولز دفعة من الزخم عبر قاعدة الحزب الديموقراطي.

وقد انعكس ذلك في أعداد الحاضرين التي تجاوزت التوقعات مقارنة بالحشود الأصغر حجماً والأكثر هدوءاً التي شاركت في التجمّعات الانتخابية للرئيس جو بايدن قبل انسحابه، أو قبل أربع سنوات عندما فاز خلال جائحة كوفيد التي لم يتم خلالها تنظيم تجمّعات كبيرة.

على الرغم من كلّ ذلك، لم يتمكّن بايدن والمرشّحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية في العام 2016 هيلاري كلينتون، من منافسة العرض المتنقّل والذي غالباً ما اتّسم بالفوضى لحملة ترامب الانتخابية، والذي كان يتميّز بحشود خفيرة وأنصار متحمّسين كانوا يخيّمون طوال الليل لضمان مقاعد في الصف الأمامي للحدث الانتخابي.

ولكن مع انسحاب بايدن من السباق الانتخابي لهذا العام، أظهرت منافسة ترامب الجديدة بسرعة أنّها أكثر من قادرة على تحدّي المرشّح الجمهوري في لعبة حجم التجمّعات، الأمر الذي يبدو أنّه أثار غضب ترامب.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تمكّنت هاريس من جذب العدد الكافي من المناصرين الذين ملأوا ساحة تتسع لعشرة آلاف شخص في أتلانتا في ولاية جورجيا، في أول تجمّع كبير لها منذ أن أصبحت المرشّحة المفترضة للحزب الديموقراطي. وقد استعانت باثنين من نجوم الهيب هوب لإثارة حماس الجمهور.

بعد أربعة أيام، جمع ترامب العدد نفسه من المناصرين في الساحة ذاتها، حيث هاجم هاريس واصفاً إياها بـ"كامالا المجنونة" ومتحدّثاً عن "مقاعدها الكثيرة الفارغة".

وقال ترامب للحشد "لست بحاجة إلى فنانين. أنا أملأ الساحة لأنّني أعيد لأميركا عظمتها...".

لم يتوقّف ترامب عند هذا الحد، فقد بدا غاضباً أثناء اتهامه المضيفين بمنع ألف شخص إضافي من حضور الحدث الانتخابي.

أفضلية ترامب "تختفي" 
وقال باري بوردن أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن-ماديسون لوكالة فرانس برس، "كان من دواعي الفخر بين أنصار ترامب أنّ تجمّعاته اجتذبت حشوداً أكبر بكثير من تلك التي اجتذبها بايدن في العام 2020 أو كلينتون في العام 2016".

وقد أدى هذا الدعم الظاهر خلال تجمّعات ترامب الانتخابية إلى تأجيج شكوك ناخبيه بشأن صحّة نتائج انتخابات العام 2020.

وفي هذا الإطار، أضاف بوردن "الآن مع مخاطبة هاريس حشود كبيرة تنافس أو تتفوّق على (حشود) ترامب، يختفي الأساس المنطقي للاعتقاد بأنّ ترامب هو المرشّح المفضّل".

كان ترامب قد استغلّ هذه الأفضلية منذ بداية حياته السياسية. ففي العام 2015، ملأ ملعب كرة القدم في ألاباما بحوالى 30 ألف شخص.

وعندما كان رئيساً، كان يستخدم طائرة الرئاسة كدعامة أساسية لحملته الانتخابية، إذ كانت تحطّ على مرأى من مؤيّديه الذين كانوا يلتقطون له الصور عبر هواتفهم المحمولة أثناء نزوله منها.

غير أنّ هاريس استعانت بهذه الدعامة الانتخابية الأربعاء، عندما توجّهت إلى تجمّعها الانتخابي في ديترويت على متن الطائرة الرئاسية الثانية التي يستخدمها نائب الرئيس.

من جهة أخرى، غالباً ما يسعى ترامب إلى احتكار سوق الشعارات الوطنية، حيث لا تزال ظهوراته الانتخابية تُقابل بهتافات "الولايات المتحدة الأميركية! الولايات المتحدة الأميركية!".

لكنّ العبارة نفسها صدحت خلال تجمّع هاريس الصاخب في فيلادلفيا، وهو ما كان نادر الحدوث أثناء فعاليات بايدن.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم