هاريس تصل إلى شيكاغو لحضور مؤتمر الحزب الديموقراطي... وتصف ترامب بـ"الجبن"

وصلت كامالا هاريس، الأحد، إلى شيكاغو عشية انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي أحيت آماله بإمكان الفوز على الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات تشرين الثاني.

وسيتيح مؤتمر الحزب لهاريس منصة لتعرض رؤيتها أمام جمهور أميركي ما زال يحاول فهم توجهاتها، على أن تلقي كلمتها في آخر أيام المؤتمر الخميس. ونائبة الرئيس التي دخلت السباق الرئاسي بعد انسحاب جو بايدن منه، باتت متأكدة من نيل بطاقة ترشيح الحزب الديموقراطي.

وأجرت هاريس جولة انتخابية متنقّلة في حافلة في ولاية بنسيلفانيا، عشية انطلاق المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي الذي سيسمّيها رسميّاً مرشحته الى الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويُتوقّع أن تُقام على هامشه تظاهرات ضد الحرب في قطاع غزة.

وخلال إحدى محطات جولتها توجهت هاريس إلى إحدى الناخبات بالقول: "نحن جميعنا في المركب نفسه"، مضيفة: "علينا أن نستحق كل صوت وهذا يعني أن نكون على الطريق وأن نلتقي الناس".

وأمام مجموعة من المتطوّعين، قالت هاريس إنّ "الذين يفكرون فقط في سحق الآخرين هم جبناء"، في إشارة ضمنية إلى الخطاب العدائي لمنافسها ترامب.

ومنحت هاريس زخماً لحملة الحزب منذ إعلان بايدن أواخر تموز انسحابه من السباق الى البيت الأبيض. وتأمل في تعزيز هذا الزخم بجولتها التي أجرتها الأحد في إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في نتيجة الانتخابات التي ستواجه فيها ترامب.

وبعد هذه الجولة، توجّهت هاريس (59 عاماً) إلى شيكاغو حيث يتوقّع أن تلقى ترحيباّ حارّاً من الديموقراطيين المستبشرين بالتقدم الذي تحققه في استطلاعات الرأي، بعدما كان الإحباط يطغى عليهم في الأسابيع التي سبقت قرار بايدن (81 عاماً) سحب ترشحه ودعم ترشيح هاريس.

وأظهر استطلاع لصحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "إيه بي سي" ومركز "إيبسوس"، نُشرت نتائجه الأحد تقدّماً ضئيلاً لهاريس على ترامب في صفوف الناخبين المسجلين، على مستوى البلاد، في حين كان استطلاع أجرته الجهات نفسها قبل شهر يشير إلى تنافس على أشده بين الرئيسين الحالي والسابق.
 


تدابير أمنية مشدّدة

تم تشديد التدابير الأمنية تحضيراً لمؤتمر الحزب في شيكاغو، حيث يتوقّع نزول عشرات الآلاف الى شوارع شيكاغو احتجاجاً على موقف الإدارة الديموقراطية الداعم لإسرائيل في الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تسبّبت بأزمة إنسانية كارثية في غزة.

ويتوقّع أن تبدأ التحركات الأحد وتستمر حتى الخميس، مع تجمعات حاشدة مرجحة الإثنين والأربعاء خصوصاً.

وقال رئيس بلدية شيكاغو براندون جونسون، في تصريح لمحطة "إيه بي سي"، الأحد: "نحن جاهزون"، مشيراً إلى أنّ شرطة المدينة تنسّق مع جهاز الخدمة السرية وغيره من الوكالات لضمان "سلامة وسلمية وحيوية" المؤتمر.

أما حاكم ولاية إيلينوي جاي بي بريتزكر، فقال إنّ الاحتجاجات المخطط لها سيسمح بها شرط أن تبقى سلمية.

وحذّر في تصريح لمحطة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية من أن "مثيري الاضطرابات في حال وجدوا سيتم توقيفهم وسيُدانون".

وينعقد مؤتمر الحزب في خضم حملة انتخابية حافلة بالأحداث تعدّ من الأكثر اضطراباً في التاريخ الحديث، تخللتها محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب وانسحاب بايدن (81 عاماً) المفاجئ.

ويواجه ترامب (78 عاماً) صعوبة في التأقلم مع انسحاب بايدن، بعدما تمحورت استراتيجية حملته حول تقدّم سن الرئيس الديموقراطي وتراجع قدراته الذهنية. الا أن اختيار هاريس (59 عاماً) جعل ترامب بين ليلة وضحاها، أكبر المرشحين سنّاً في تاريخ الانتخابات الأميركية.

وكثّف الملياردير الساعي للعودة الى البيت الأبيض بعد ولاية أولى بين العامين 2017 و2021، من انتقاداته الشخصية لهاريس، على رغم مناشدة الجمهوريين له التركيز على العناوين الانتخابية لا الهجمات الشخصية.

وخلال مهرجان انتخابي في بنسيلفانيا السبت، سخر ترامب من ضحكة هاريس ووصفها بأنها "شيوعية" و"مجنونة". كذلك، انتقد صورة لها على غلاف مجلة "تايم"، وأصرّ على أنه "يبدو أفضل منها بكثير".

وتُعَدّ بنسيلفانيا الأبرز بين الولايات المتأرجحة ويرجح أن تكون نتيجتها حاسمة في انتخابات 2024، وهو ما يفسّر خصّها بجولات متكررة من كلا المرشحَين.

وأجرت هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز جولة في حافلة في الولاية الأحد انطلاقا من بيتسبرغ سعياً لاستقطاب الناخبين من الطبقة العاملة.
 


بايدن سيسلم الشعلة

إلّا أنّ الأنظار تتجه الى مدينة شيكاغو اعتباراً من الاثنين، مع انطلاق أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب.

وتلقي هاريس كلمتها في آخر أيام المؤتمر الخميس. لكن شبكة "سي أن أن" التلفزيونية أشارت الى أنها ستكون حاضرة أيضاً الى جانب بايدن لدى إلقائه كلمته الإثنين.

وتشير تقارير الى أنّ بايدن لا يخفي امتعاضه المتواصل من الطريقة التي دفعه بها الديموقراطيون للانسحاب من السباق الرئاسي بعد أدائه الكارثي خلال المناظرة التلفزيونية الأولى مع ترامب في أواخر حزيران.

لكن يتوقّع أن يركز الرئيس في خطابه على تسليم هاريس الشعلة، وتكرار التحذير من الخطر الذي يمثّله ترامب على الديموقراطية الأميركية، وتعزيز إرثه في تاريخ الحزب عبر مساعدة نائبته على الفوز بالانتخابات.

وأشارت الحملة الديموقراطية الى أن بايدن سيقدم الدعم إلى هاريس ويعرض الرهانات في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وسيعتلي منبر المؤتمر في مراحل لاحقة الرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

والأربعاء يلقي والز، حاكم مينيسوتا، كلمته، وقد دأب على وصف ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس بأنهما "غريبا الأطوار".

وفيما يعقد الديموقراطيون مؤتمرهم في شيكاغو، يجول ترامب في أرجاء البلاد مع مهرجانات انتخابية في بنسيلفانيا وميشيغن وكارولاينا الشمالية وأريزونا، خلال الأسبوع.