الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

مدير وكالة الطاقة الذريّة يحذّر من خطر القتال قرب محطة كورسك النوويّة الروسيّة

المصدر: أ ف ب
غروسي (في الوسط) بعد الادلاء ببيان صحافي في كورشاتوف بالقرب من كورسك غرب روسيا (27 آب 2024، أ ف ب).
غروسي (في الوسط) بعد الادلاء ببيان صحافي في كورشاتوف بالقرب من كورسك غرب روسيا (27 آب 2024، أ ف ب).
A+ A-
حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، خلال زيارة الثلثاء إلى محطة كورسك النووية الروسية، من أن قربها من المنطقة حيث تدور المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية "خطير للغاية".

وأفاد غروسي أن زيارته إلى المنطقة أتاحت له "تفقّد الأجزاء الأهم" في المحطة الواقعة على بعد أقل من 50 كيلومترا عن المعارك التي اندلعت في المنطقة منذ العملية الأوكرانية غير المسبوقة عبر الحدود.

وقال بعد زيارتها إن "محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية أمر خطير للغاية".

وأضاف "وجود عمليات عسكرية على بعد بضعة كيلومترات من هنا.. تجعلها محط اهتمام مباشر".

وتابع "في نهاية المطاف، قد يبدو ذلك بسيطا ومجرد حسّ سليم: لا تهاجموا محطة للطاقة النووية".

وأكّد بأنه "يتواصل عن قرب" مع السلطات الروسية وسيزور كييف الأسبوع المقبل لعقد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشددا على أهمية مواصلة الحوار.

وأوضح أن محطة كورسك تعمل حاليا في ظل "ظروف قريبة جدا من الطبيعية".

حذّرت الوكالة الدولية مرارا من خطورة القتال حول المحطات النووية بعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في شباط 2022.

وفي الأيام الأولى للنزاع، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا كما سيطرت لمدة وجيزة على محطة تشرنوبيل الخارجة عن الخدمة شمالا.

أطلقت أوكرانيا عمليتها المباغتة في كورسك في السادس من آب وأفادت بأنها تحقق تقدّما، في وقت تتقدّم القوات الروسية من جانبها في شرق أوكرانيا.

اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أوكرانيا بمحاولة شن هجوم على محطة كورسك حيث عُثر على شظايا مسيّرة قرب منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابعة للمحطة.

وقال غروسي الثلثاء "تم إبلاغي بتأثير المسيّرات وعُرضت عليّ بعض بقاياها والآثار التي خلّفتها".

- "عواقب خطيرة" -
وقبل الزيارة، لفت غروسي إلى أنه "سيقيّم ما يحصل (في المحطة) بشكل مستقل... نظرا إلى خطورة الوضع".

تقع المحطة على بعد حوالى 60 كلم عن الحدود الروسية الأوكرانية، قرب نهر سيم، وعلى بعد أقل من 50 كلم عن مدينة كورسك، عاصمة المنطقة التي تعد حوالى 440 ألف نسمة.

وتضم المحطة أربعة مفاعلات، بالإضافة إلى مفاعلين قيد الإنشاء، رغم أن اثنين فقط يعملان. وأُغلق مفاعلان آخران.

وتشبه جميع المفاعلات الأربعة تلك التي في محطة تشرنوبيل النووية، أي لا توجد قبّة واقية في محيطها.

وقال غروسي إن "المقارنة بين تشرنوبيل وكورسك مبالغ بها. لكنه نفس نوع المفاعل ولا توجد حماية خاصة".

وأضاف أن "ذلك مختلف عن باقي المفاعلات في العالم حيث توجد القبّة المعهودة. إنها مختلفة تماما. إنها أشبه بمبنى في الطرف الآخر من الشارع يضم كل هذه المواد النووية".

كما حذّر من أنه عندما تعمل المحطة، "تكون الحرارة أعلى بكثير. وفي حال وقوع تصادم أو أمر يمكن أن يؤثر عليها، فيمكن أن تنجم عنه عواقب خطيرة".

عام 1986، انفجر مفاعل في تشرنوبيل أثناء اختبار للسلامة ما أسفر عن أسوأ كارثة نووية في العالم وصلت الإشعاعات على إثرها إلى أجزاء كبيرة من أوروبا ودفعت الآلاف لإخلاء المنطقة.

وقال المسؤول السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية طارق رؤوف إن هذا النوع من المفاعلات خضع منذ مدة طويلة إلى عمليات "تطوير كبيرة لمعايير السلامة".

وأوضح مدير عمليات التفتيش السابق لدى الوكالة الدولية روبرت كيلي أن "احتمال وقوع حادث مشابه لتشرنوبيل ينفجر فيه المفاعل ويحترق على مدى أيام هو صفر".

لكنه أضاف بأنه بإمكان قنبلة طائشة أو ضربة مدفعية كبيرة على برك تخزين الوقود المستهلك أن تلحق أضرارا بالوقود وتؤدي إلى انبعاث غازات وجزيئات مشعّة.

- "أعلى درجات ضبط النفس" -
حذّرت روسيا مرارا من إمكانية تعرّض المحطة إلى القصف منذ اقتحمت القوات والدبابات الأوكرانية كورسك.

وحضّت الوكالة الدولية للطاقة الذريّة كلا من روسيا وأوكرانيا على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس.. لتجنّب حادث نووي قد يأتي بعواقب إشعاعية خطيرة".

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أن قوات بلاده سيطرت على عشرات البلدات وتواصل التقدّم في كورسك. ونزح أكثر من 130 ألف شخص إلى الآن.

وأفادت كييف أن الهجوم عل كورسك يهدف لمنع روسيا من تنفيذ ضربات على منطقة سومي وإجبارها على التفاوض "بشروطنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم