النهار

للوهلة الأولى، قد تعتقد أن هذه الصورة هي لضبع واحد، فمه مفتوح على مصراعيه، ولكن إذا أمعنت النظر مرة أخرى، فستجد مفاجأة، إذ يوجد ضبع أصغر يقف إلى جانب الأول.

 

ويبدو أن مصورة الحياة البرية، ليزل مولمان، كانت تتواجد في المكان والوقت المناسبين حتى نجحت بالتقاط هذه الصورة المذهلة.

وتعيش مولمان في بلدة صغيرة تُسمى فالابوروا، والتي تقع بجوار متنزه كروغر الوطني بجنوب أفريقيا.

وتقول المصورة الجنوب أفريقية لموقع CNN بالعربية: "لدي فرصة ثمينة لزيارة المتتزه بانتظام، وخلال رحلة بالسيارة إلى ليتابا، أي مخيم الاستراحة الأقرب إلى بلدتنا، توقفت عند وكر الضباع حيث تعيش مختلف الضباع الكبيرة".

وتشير مولمان إلى أن الضباع تُعد حيوانات ذكية للغاية واجتماعية، ونظراً لكونها مصورة للحياة البرية، فإن توثيق سلوك مثل تلك الحيوانات يُعد شغفًا بالنسبة إليها.

وتتذكر مولمان تفاصيل هذه الصورة قائلة: "كان شبل الضبع يتفاعل في شكل هزلي مع آخر أكبر منه بالقطيع ذاته، عندما تمكنت من التقاط هذه اللحظة الفريدة".

وتؤكد مولمان أنّها لم تكن تخطط لالتقاط هذه الصورة، إذ من المستحيل التنبؤ بسلوك الحيوانات، موضحة أنّها قد التقطت سلسلة من الصور، وأثناء معالجتها للصور، أدركت أنّها حازت على اللقطة الثمينة.

وبالطبع التقاط مثل هذه الصور للحياة البرية لا يخلو من التحديات، فمن الناحية التصويرية، يفضّل اتخاذ زاوية منخفضة عند التقاط الصور، وهو أمر غير ممكن عند التصوير داخل المتنزه.

أما من ناحية الأمان، فتوضح مولمان أن البقاء داخل السيارة المخصصة يضمن سلامة المصور طالما أنه يحافظ على قواعد السلامة التي يشترط على الزوار تطبيقها لسلامتهم وسلامة الحيوانات أيضاً.

وتضيف: "من الحكمة الاحتفاظ بمسافة آمنة، ليس فقط من أجل سلامتك، ولكن حتى لا تزعج الحيوانات التي تقوم بتصويرها".

 

وعادةً ما تسعى المصورة الجنوب أفريقية إلى تقديم صور مختلفة عن المعتاد، أي صورة تجعلك تنظر مرتين.

ويبدو أنّها نجحت في ذلك، إذ أن التعليقات التي تلقتها من مشاهدي الصورة أكدت أنها أصابتهم بالارتباك والحيرة لمعرفة ما يحدث بالضبط في الصورة.

والجدير بالذكر أن مولمان صادفت العديد من المواجهات الشيقة أثناء توثيقها للحياة البرية، وعلى سبيل المثال، وثقت المصورة الجنوب أفريقية شبلين من الأسود الذكور يتشاجران بصمت في ما بينهما.

 

وتذكر مولمان لحظة مهمة استطاعت توثيقها متمثلة في خنزير بري متمدد وكأنه يستريح، حينما شرع نمر بالاقتراب منه، ولم يدرك الخنزير الخطر إلا عندما لمسه النمر بمخلبه.

 

وبالنسبة إلى مولمان، تتمثل القاعدة الأساسية لأي مصور مهتم بالحياة البرية في احترام جميع الحيوانات ومنحها مساحة، بحيث لا تشعر أنّها مهددة وأن هناك خطر يحدق بها كي لا تشرع في الانتقام.