تتطلع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم إلى نموّ عالمي برؤية جديدة، وفقاً لدراسة Visa's Global Back to Business. وقد تناولت الدراسة المستهلكين والشركات الصغيرة في 10 أسواق دولية: أستراليا، والبرازيل، وكندا، وألمانيا، وهونغ كونغ، وإيرلندا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة.
ويعتمد هذا التحرّك العالمي جزئياً على اعتماد رواد الأعمال لتقنيات جديدة، بما في ذلك حلول الدفع الرقمية مثل المعاملات غير النقدية. وهذا أمر بالغ الأهمية لأنّ الاستطلاع يكشف أن 55 في المئة من المستهلكين يتوقّعون زيادة استخدامهم للمدفوعات الرقمية هذا العام.
وبحسب ما نشر موقع All business، تقول جيني موندي، الرئيس العالمي لمبيعات التجار والاستحواذ في Visa، إنّهم "يشهدون تحولاً في عقلية الشركات الصغيرة، من وضع البقاء إلى وضع النموّ، بحيث تقوم الشركات الصغيرة والمتوسطة بتسخير قوة المدفوعات الرقمية لتحسين الكفاءة والوصول إلى جماهير جديدة والازدهار".
وتضيف موندي: "كانت الشركات الكبيرة فقط هي التي يمكنها التوسّع للوصول إلى العملاء في جميع أنحاء البلاد أو حول العالم، لكن يمكن لمالك الأعمال الصغيرة اليوم أن يتجاوز كل الحدود تقريباً".
وتُظهر الدراسة عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تغيّر عقلياتها، أنّها على استعداد لاستكشاف العالم، إذ يقول 79 بالمئة من أصحاب الأعمال الذين شملهم الاستطلاع إنهم يركزون استراتيجيات النموّ الخاصة بهم على "التوسّع في مناطق جغرافية جديدة". ويُعدّ تجار التجزئة الصغار داخل المتاجر وعبر الإنترنت أكثر طموحاً، بحيث يقول 90 في المئة منهم إنهم يعتبرون المبيعات عبر الحدود فرصة للنموّ.
ويقول 72 في المئة من المستهلكين إنّهم مرتاحون بالفعل لإجراء عمليات شراء عالمية. وفيما لا يزال بعضهم متردّدين بشأن التسوّق عالمياً، قالوا إن حماية البطاقة (50 في المئة)، والمراجعات الإيجابية (43 في المئة)، وضمانات الشحن (34 في المئة) ستزيد من مستوى راحتهم وتشجعهم على إجراء عمليات شراء عالمية.
وتطمح جميع الشركات الصغيرة التي شملتها الدراسة تقريباً، للذهاب إلى خطة غير نقدية، بحيث يقول 95 في المئة من رواد الأعمال إنّهم يخططون للتحوّل إلى التعاملات النقدية "في يوم من الأيام". لكن بعض الشركات الصغيرة لديها المزيد من التحفيز، بحيث تعترف 35 في المئة منها بأنّ قبول أشكال جديدة للدفع يمثل فرصة للوصول إلى عملاء جدد.
وتخطّط 51 في المئة منها للتحوّل إلى "التعامل غير النقدي" في العامين المقبلين من خلال قبول استخدام الدفع عبر الهاتف المحمول التطبيقات (55 في المئة)، محافظ الهاتف المحمول (50 في المئة)، والبطاقات اللا تلامسية (36 في المئة).
المزيد من التسويق
للوصول إلى عملاء جدد، يخطّط أصحاب الأعمال الذين شملهم الاستطلاع لزيادة نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي (44 في المئة)، وتقديم منتجات أو خدمات جديدة (41 في المئة)، والاستثمار أكثر في التسويق عموماً (40 في المئة).
عقلية المستهلك الجديدة
بغضّ النظر عن هوية عملائك أو مكان وجودهم، فمن المهم أن تفهم عقلية المستهلك الحالية. ويقول 82 في المئة من المتسوّقين إنهم استخدموا بالفعل المدفوعات الرقمية لمتوسّط 58 في المئة من تسوّقهم، ويخطط 55 في المئة من المستهلكين لزيادة استخدامهم لأدوات الدفع الرقمية، ويخطط 40 في المئة منهم للتحوّل إلى الدفع غير النقدي. بالإضافة إلى ذلك، تخلى 59 في المئة من المستهلكين عن عربة التسوّق بمجرد أن أدركوا أنّ المدفوعات الرقمية غير متاحة.
هناك عامل آخر يدفع مبيعات العملاء وهو الاستدامة، إذ يقول 68 في المئة من المستهلكين إنّ ممارسات الاستدامة في الشركة لها "تأثير إلى حدّ ما" على قرارهم بالشراء منها. ويقول 77 في المئة إنهم سيدفعون أكثر مقابل المنتجات والخدمات المستدامة.
ويخطط المستهلكون الذين شملهم الاستطلاع لاستثمار وقتهم وأموالهم محلياً، إذ يقول ما يقرب من النصف (49 في المئة) إنهم سيدعمون اقتصاداتهم المحلية ويتسوّقون أكثر في الشركات المحلية في العام المقبل، ويخطط 44 في المئة لإجراء اتصالات شخصية في مجتمعاتهم.
الأعمال الصغيرة والتقنيات الجديدة
بالإضافة إلى حلول الدفع الرقمية، فإن 91 في المئة من الشركات الصغيرة "من المرجّح إلى حد ما أن تفكّر في استخدام خدمات الأتمتة والذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT خلال الأشهر الـ12 المقبلة "للمساعدة في رفع مستوى أعمالها ضد المنافسين".
ويُعدّ اعتماد حلول تقنية جديدة مفهوماً مخيفاً إلى حدّ ما بالنسبة لمعظم أصحاب الأعمال الذين شملهم الاستطلاع، إذ قال 33 في المئة فقط إنهم "واثقون تماماً" بقدرتهم على تطوير أعمالهم و"مواكبة التغيّرات في التكنولوجيا وتفضيلات المستهلكين". ويقول عدد أكبر بكثير (67 في المئة) إنهم أقل ثقة بشأن التعامل مع هذه المهام.