الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

عطاء الحياة أعلى مراتب العطاء

المصدر: "النهار"
Bookmark
الدكتور فيليب سالم.
الدكتور فيليب سالم.
A+ A-
الدكتور فيليب سالم تعود بي الذاكرة الى اليوم الأول الذي دخلت فيه كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت. كان ذلك منذ ثلاث وستين سنة. يومها لم أكن اعرف شيئا عن هذه الطريق الذي سأسلكها والى اين ستأخذني. كل ما اعرفه أنني كنت قد وعدت والدتي بان ادرس الطب لأعالجها، حيث كانت تشكو من آلام كبيرة نتيجة وجود حصى في الكلى. يومها كانت والدتي العالم كله بالنسبة لي. كان العالم يبدأ عند قدميها وينتهي هناك. كنت طفلا في أحلامي. وكان والدي يعظنا كل يوم ويردد: اذا كنت قديرا في العلم تدرس الطب؛ وان لم تكن على مستوى هذا التحدي؛ تدرس الهندسة؛ وان لم تكن سعيد الحظ عندذاك يمكنك دراسة المحاماة. هذه كانت التراتبية في العلم عنده. تراتبية واضحة المعالم. وكان والدي يعتقد ان الله يستجيب دائما لصلواته، فأعطاه في أولاده أطباء ومهندسين ومحامين. وكم فخور انا لأنني ابن هذا الاب وابن هذه الام. وكم فخور أيضا لأنني ولدت في لبنان. وأود في هذا اليوم ان انحني امام امي وابي اللذان يرقدان في الأرض على رجاء القيامة. اقبلهما، وأقول لهما، انني ما زلت على عهدي، وما زلت اطلب رضاهما صباح كل يوم. منذ ثمانيةٍ وخمسين عامًا كُنْتُ متخرجا أُنتظرُ استلامَ شهادتي. منذُ ذلك اليّومِ إلى يومِنا هذا كانَتْ رِحلةٌ طويلةٌ امتزجَ فيها الفرحُ معَ الألم كما امتزجَ فيها النجاحُ معَ الفشل. بَدأتُ رِحلتي مع الأمراضِ السرطانية في مدينة نيويورك إذ التحقتُ في سنة 1968 بمؤسسةMemorial Sloan Kettering Cancer Center. وبعدَ ثلاثِ سَنَوات وفي سنة 1971 عُدْتُ إلى بيروت والتحقتَ بالجامعةِ الأميركية وكُنْتُ أوّلَ أستاذٍ متفرّغٍ لعلمِ السرطان ومعالجةِ الأمراضِ السرطانيةِ فيها. لقد جئْتُ اليومَ لا لأسديَ المتخرجين النّصح، بل لأُخبِرَكم بما تَعلَّمْتُهُ من النجاحِ ومِنَ الفشل، لَعلَّ في ذلكَ ما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم