السبت - 21 أيلول 2024
close menu

إعلان

قلب المغترب

المصدر: النهار - هديل المغربي - الأردن
يا لقلب المغترب فيه متسعٌ من الوحدة والمعاناة لكنه عاجزٌ عن التذمر ... غارقاً في المتاهات
يا لقلب المغترب فيه متسعٌ من الوحدة والمعاناة لكنه عاجزٌ عن التذمر ... غارقاً في المتاهات
A+ A-
يا لقلب المغترب
فيه متسعٌ من الوحدة والمعاناة
لكنه عاجزٌ عن التذمر ... غارقاً في المتاهات
ما به لا يحتمل كل تلك الآهات والتفاصيل؟!
هل فيه عِلّةٌ أم هو مريض؟
وكيف يستوعب كلّ ذلك وهو لا ينبض في مكانه
ويذرف دموعه في غير أوانه
فإذا رجع إلى وطنه بشوق، بعدما باغته الزمن
وتمكّن منه الألم
تراه قد نسي أسماء أروقة الشوارع وتاه في طريقها
يضع اللوم على كِبر سنه خشية الكشف عن ستار الحقيقة
فيخطئ بالمسار عن غير قصد
قائلاً متعجباً: كنت أسلك هذا الطريق في الماضي.
فيسألونه بسخرية: وكم سنةٍ مرَّت على ذلك؟
يشرد بذهنه متداركاً عدد السنين، وينظر بحزن قائلاً: بضع سنوات!
ثم تأخذه تلك التنهيده إلى حيث لا أحد
فكلّ جديد أصبح غريباً عليه
والمألوف غير موجودٍ أمامه
بل يركن فقط في ذاكرته الصماء
كيف يجاري هذا التغير وهو من أقسم أنه لن يتغير؟
كيف يخوض تلك المعارك الطاحنة
وهو من اختار بر الأمان وظفر بالسلام؟
منهكٌ هذا القلب
ينجز مهماتٍ مستحيلة في التأقلم على غربته وفكّ شيفراتها
فيصبح وطنه أحجية المساء
يصعب فهمها ويستعصي حلّها.
يُقلّب صور وطنه في ذهنه
حالماً باسترجاعها
ويمضي بعيدًا نحو ذلك الحلم،
و ما أن يصل
إلا وقد أدرك تمامًا أن
قلب المغترب سيبقى مشتتاً، مشرّداً، ومحكوماً بالانقسام المؤبد!



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم