نظرات من قلب

مشهد أوّل: اقترب اليها وعانقها بشدّة وبكى.. فتح لها قلبه لكي تدخل وتغرق في مشاعره..
فدخلت..
مشهد ثانٍ: ارتجفت يدها اليمنى ونظرت في عينيه وبدت بقربه مثل حلم لا يفوت ولا ينتهي...
مشهد ثالث: ضمّت أحرفه في هواها..
وألقت رأسها على كتفه..
فباهت بنظرها إليه بطيب وحبّ...
مشهد رابع: أراد أن يبتسم ويرسم قلباً على خدّيها..
فشاهد جروحاً تزرف على خمرة ثغرها..
فشعر بحروقها تلامس يديه..
والدمعة تعبق بالصمت صمتاً...
مشهد خامس: لا كلام ... لا صمت
وقف أمامها ومسك بيدها وقال:
إن مات الحبّ في القلب..
سيموت الضمير الحيّ..
وإن مات الحبّ على يد ما أو في فكر ما..
سيبقى القلب للأيام ...السنين ذكرى جميلة...
للحبّ أبواب تفتح لنا..
وأبواب تغلق أمامنا...
فأرادت من هنا أن تعانقه فقالت:
إن وجد الحبّ في قلبي ...
سأعيده للقلب الثاني ...
وإن وجد في وجداني
ستقدّمه الأمواج لجناحيك..
قم واعطني قبلة الأمل...
قم واعطني حبّاً تتقاسم على اجزائه آفاق..
مشهد سادس: يداك احببتهما منذ أربع سنوات
وقدرك أعجب به البدر المشيب...
فأنتِ بلادي وأرضي ووطني وترابي وسجني وجراحي وثلجي وأمطاري.
لا ترحلي ثانية...
دعِ قلبك يختبئ بين همسات البهاء والضياء..
فقالت: وأنتَ دعني افتقدك حين أشتاق الى بريق الجفاء...
مشهد سابع: أعطني جنونك...
فقطرات الخمر زادت ظنوني بك انتظار
مشهد ثامن: أين تلك السنين؟
أين تلك الليالي؟
أين ذلك السكون؟
أين تلك الرؤية؟
مشهد تاسع: أين البكاء والأنين؟
هل هي بين جدران القمم؟
هل هي مختبئة بين الزهور؟
أم بين المبخرة والمشاعل؟
مشهد عاشر: سأعانق بحور الأمس...
سأعانق غروب الشمس...
سأعانق ذكراك الساحرة...
سأعانقك حين تعشق نفسي بك ثانية..
مشهد أخير: اقتربت إليه وأشارت إلى الشمال: هل ترى هذا الكتاب الصغير الجالس على صخرتي... فلنذهب ونعيش سوياً هناك.. فلنذهب ونجلس على التراب.
فكتابنا شربت منه خطوات الغد..
وأزيلت منه فصول العتاب...
وبقي الحبّ حباًّ سحره الحسن...
وبلّلته أمطار الخير...
فبقي فينا حياًّ لا يزول...