ساحرة الدراما ماغي بوغصن... درامية بامتياز

ماغي بوغصن فنانة قديرة ومتميزة ومتعددة المواهب الفنية في أكثر من مجال (التمثيل في المسلسلات، والأفلام السينمائية، والغناء)، وتتجلى موهبتها التمثيلية في أنها تؤدي بامتياز أدوار شخصيات مختلفة (كوميدية ودرامية). واستطاعت أن تثبت قدرتها الفنية من خلال الكثير من الأعمال التي شاركت فيها.
وها هي تتألق مؤخراً في مهرجان (الموريكس دور) الفني السنوي 22 للدراما العربية، وذلك بحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها المهم في مسلسل (للموت)، والذي حصد بدوره جائزة أفضل مسلسل درامي عربي للعام 2022.
لقد تميزت بوغصن بأدوار مختلفة ومتجددة، استطاعت من خلالها رسم البهجة على الوجوه، بملامحها الطفولية وحضورها الملفت، وتمكنت بجدارة، من نقش بصمات واضحة على صفحة مسيرة أعمالها الفنية، وهي بصمات نجاح باهرة، من خلال الشخصيات المتنوعة التي قدمتها، سواءً في مسلسل (جوليا) ضمن إطار كوميدي رومانسي، كفنانة طموحة تسعى إلى إثبات نفسها، حيث تبدأ من خلال الحلقات بتقمص عدة شخصيات وتعيشها، أو في مسلسل (كاراميل) الذي قامت فيه بدور (كاميليا) تلك الفتاة الطيبة التي تقرأ الأفكار، بعد ابتلاعها حبة الكاراميل، فتعرف نوايا الرجال. وصولاً إلى الدور الذي قامت به في مسلسل الأكشن والرومانسية؛ مسلسل "للموت"، حيث نجدها قد أثبتت قدرتها حقاً، بشخصية (سحر) الانتقامية والقوية، صاحبة الماضي التعيس، والتي تعرضت لصعوبات كثيرة في حياتها، بعيداً عن الكوميديا التي تفوقت فيها وعُرفت بها، إذ تأثر الجمهور بشخصيتها في هذا المسلسل، الذي أحدث لها نقلة نوعية وبصمة كبيرة في الدراما اللبنانية والعربية؛ وذلك لأنها جسدت الشخصية ببراعة.
وفي الذاكرة دور ماغي في بداياتها عبر مسلسل (أسرار المدينة) حيث كانت الفتاة التي تصارع الحياة وحدها بزواجها سراً، تلك هي الأعمال الدرامية والكوميدية التي وصلت الفنانة المبدعة من خلالها إلى قلوب محبيها، ليس في لبنان فقط، وإنما في الوطن العربي الكبير أيضاً، وإن تفوُّق بو غصن بشخصية (سحر) في مسلسلها الأخير (للموت) جعلها "ساحرة الدراما العربية" بامتياز، لأنها سحرت جمهورها حقاً وجعلتهم يتأثرون بتلقائية أدائها الرائع والمتفرِّد.
ولا شك أن ملامح بوغصن الطفولية قد ساعدتها في تجسيد شخصية الطالبة الجامعية، أو حديثة التخرج، وتلك الأدوار المزدوجة المرحة والمريحة؛ ولكنني أرى أنها تمتلك موهبة وثقافة فنية تمكنانها من التحكم بتعابير وجهها باحترافية عالية.
وتذكرني بوغصن بالممثلة الأميركية (melissa joan) التي اشتهرت بدورها في المسلسل الشهير (sabrina the teenage witch) لأن بينهما عنصراً مشتركاً وهو خفة الظل والروح المرحة، وعليه فأنا كمشاهدة، أعتقد أنه إذا عُرض على ماغي دور مماثل أو فيلم خيالي فمؤكد أنها ستتقنه.
الدراما العربية بشكل عام، تنقصها النصوص التي تخاطب الطفل؛ وهذه برأيي فرصة حقيقية لفنانة تتألق مرحاً مثل بو غصن، وأعتقد أنها إذا أعطيت دوراً يليق بها في فيلم خيالي للأطفال، ووافقت عليه، فلا شك أن الفيلم سينجح نجاحاً باهراً، لا سيما إن وجد النص الجيد، ومع العلم أن كتابة فيلم خاص بالطفل ليس بالأمر السهل؛ إلا أنني أتمنى أن أرى الفنانة المبدعة بوغصن في فيلم "فنتازي" خاص بالطفل.
واليوم، بعد أن تمكنت من قلوب مشاهديها ومحبيها وأسرتهم كباراً وصغاراً، بالأدوار التي قدمتها، أعتقد أنها لن تَغفل عن الأدوار الخاصة بالأطفال الذين أحبوها أيضاً.
فالتنوع كما هو معروف، مطلوب للممثل، وأرى أن الألوان أو الأدوار التي اختارتها بوغصن كانت منوَّعة وناجحة؛ وأتمنى أن نرى هذه الفنانة الساحرة دائما في قمة نجاحها وأوجّ تألقها.