كتبتُ على الريح المسافات
كتبتُ الهوى لحظات
والحياةَ همٌّ ثقيل
دون فرح.
كتبت العزَّ تلاويح
على خدود الريح
تصريحاً
بشذا الوردِ.
كتبتُ للغد أراجيح
على سطورٍ من وعدٍ
كتبتُ الثواني
في مرج الهوانِ
اسطورةً للريح
كتبتُ لكِ العمر سطراً
والهوى سَمَراً
والمسافةُ قَمَراً
كتبتُ فوق أنوفِ الحور
ضباباً
وعلى متون السحب سراباً
وفي بنان الأفكار رِضاباً
والمسك والعنبر
والياسمين في شذا الصعتر
محفوفاً بالصرصر.
رفعت كأسي بالحبر الأمَرّ
عنواناً لصيفٍ مستمِّر
وشتاءٍ حفى بالسير الأحرّ
على جزيئات المرمر.
كتبت لكِ في السنا عنواناً
بين رُبوعِ الأحلام والحلاّن
وشذاً من قنبر
كتبتكِ فوق أيامي
وما شاخَ من أقلامي
وما ضاع من أحلامي
كي تستفيق الى الأبد
وتبقى عالقةً في السرمد
بيني وبينَكِ
أكتبيني يوماً كجرحٍ قديم
في خطٍّ مستقيم
ودمٍ مستديم
نازفاً من الجرحِ.
أكتبيني في صفحة الجبين
فوق سحر العينين
في طلّة الوجنتين
آهات السنين
أكتبيني سطراً خالداً
بين أترابٍ شاردة
في غابة المرمر
اكتبي اسمي على الشروح
كي يبذلني في الشروق
عطرك المستديم
أطلقيني في رياح الزمن
حيث تستوي كوطن
خافق الجنين.
اكتبيني على يدكِ وشماً
مبين
زخرفاً من حنين
تكتبني بحبر غرف
من وريد شذف
عمر السنين.
اكتبيني يوماً كي أبقى متردّداً
الى لحظِ الوتين
وصوت السنا في الحنايا
والضنا
كالمتين.