طيف "أبو أيمن" يخيّم فوق "مونديال العرب"!

لبنانيو قطر ولا سيما المعنيين في تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، يشعرون بوجود طيف الراحل الدكتور محمد عواضة، ويرون بأنه "البصمة اللبنانية" في مونديال الشرق الأوسط.

الإعلامي المرموق الذي توفي قبل نحو عامين بسبب مضاعفات فيروس كورونا، كان من الذين أسهموا في فوز قطر بشرف إستضافة البطولة الرياضية الأهم على مستوى العالم، حيث كان واحداً من 22 شخصية "أختيرت بعناية ودقة" من قيادة الإمارة الخليجية للعمل في الملف.

الكثير من الأمور اللوجستية والإيجابية كان للراحل "أبو أيمن" بصمة فيها، ولا سيما بما يتعلق بالملاعب وموقعها، الشؤون التنظيمة والإعلامية حيث كان يشغل منصب المستشار لرئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن أحمد آل خليفة.

ورأت زوجته والإعلامية وفاء حمود في حديث لـ"النهار" بأن مونديال قطر "لا شك سيترك بصمة كبيرة إيجابياً في تاريخ الرياضة العربية، وسيغيّر النظرة الى الشعوب العربية"، وتابعت "شمس أبو أيمن لم تغيب عن سماء قطر وبصمته كانت واضحة في شتى المجالات، إذ كان ضمن الفريق الذي تم اختياره بدقة وبحساسية كبيرة، وهو اللبناني الوحيد الي كان في لجنة المشاريع والإرث، واستطاعوا تحقيق النجاح في الثاني من كانون الأول 2010 في زيوريخ في قيادة ملف قطر الى النجاح في استضافة المونديال لأول مرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط".

من زيوريخ انطلقت المسيرة، 12 عاماً من التعب والسهر للوصول الى "المونديال الأفضل في التاريخ" كما قال رئيس الفيفا جاني إنفانتينو، وتقول السيدة حمود "أبو أيمن كان من أكثر الأشخاص المؤمنين بأن المونديال سيقام في قطر مهما صار، برغم كل المشاكل الفائتة فضلاً عن تجني الصحف الغربية وافتراءاتها وتجنّدها للنيل من قطر، وللأسف بعض الدول العربية ساهمت في هذه الحملات المغرضة"، وتابعت "لكن فرسان الملف استطاعوا الحفاظ على هذه الإستضافة وكانوا على قدر المسؤولية التي تحملوها".

وتشرح حمود بأن لزوجها الراحل بعض الإسهامات في ملفات أخرى ولا سيما نهائيات كأس آسيا 2011 فضلاً عن التي ستسضيفها قطر في 2024 والتي كان قد بدأ التحضير لها سابقاً على أن تقام في 2027، وقد أسندت البطول الى "الإمارة العنابية" بعد اعتذار الصين بسبب الاجراءات ضد فيروس كورونا، وأضافت "الاتحاد القطري برئاسة الشيخ حمد أصدروا كتاب كان على غلافه صورة الدكتور عواضة نظراً لبصمته في الملفات المهمة، لكن للأسف الموت لم يمنحه الفرصة لمواصلة التحضير لهذه الملفات"، وأردفت "الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام بدا متأثراً لوفاة أبو أيمن ويعتبره في سفر، إذ كان رجلاً ذكياً ويمتلك سرعة البديهة إذ كان يستطيع ترتيب الجوانب لكل الأمور من دون إحداث أي جلبة"، وواصلت "خلال عمله كمدير للإعلام في الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور طيلة خمس سنوات، ترك بصماته أيضاً في كل اللجان التطويرية للكرة الآسيوية من خلال توجيهاته وهذا ما كشفه بن همام، وإرث الدكتور موجود في كل الملفات، ولا سيما المونديال الحالي الذي يبهر العالم والتي كان الراحل يشرف في بعض الأحيان على التفاصيل الدقيقة وهذا ما يجعلنا اليوم نعيش حلم أبو أيمن".

وأبدت "أم أيمن" اعتزازها بوصول منتخب عربي الى الدور ربع النهائي في البطولة الحالية التي تستمر الى 18 كانون الأول الجاري، وهو المغربي الذي سيواجه بعد غد نظيره البرتغالي، ولفتت الى ان عواضة كان لديه الإيمان بأن يصل منتخب من المنطقة الى مرحلة بعيدة في البطولة، وتابعت "أبو أيماً كان متشبثاً بمادئه الوطنية والعربية، فضلاً عن إلتزامه بالقضايا ولا سيما الفلسطينية التي كان يحمل لواءها في كل المحافل ولا سيما أنها جارته كونه ينحدر من قرية عيترون في جنوب لبنان".