"الريجي" وضع مفهوماً جديداً لعلاقات الشركات بالرياضة... بطل لبنان للمرة الثامنة!

قد يبدو غريباً في أن يحرز فريقاً تابعاً لشركة معينة لقباً رياضياً في إحدى الالعاب الجماعية، إلا أن هذا الامر قد يشكل مفهوماً ناجعاً للإرتقاء بالقطاع وينهي سيطرة "الشخص المموّل".

ومن المؤسسات التي تولي الرياضة أهمية في نشاطاتها ادارة حصر التبغ والتنباك "الريجي"، إذ توج فريقها بلقب بطولة لبنان لكرة القدم الشاطئية للموسم الرياضي 2021-2022 للمرة الثامنة في تاريخه، بعد حسمه لسلسلة الدور النهائي 2-0 امام فريق شباب الجناح.

وكان الريجي قد حسم اللقب بعد فوزه في المباراة الثانية من الدور النهائي اثر انسحاب فريق شباب الجناح حيث كان الريجي متقدّمًا 1-0 بهدف حسن القاضي، فيما فاز في المباراة الأولى بنتيجة 4-3.

وسلّم رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر كأس البطولة لقائد الفريق محمد مرعي بعد نهاية المباراة. وتألق الريجي في البطولة بحصده اللقب بعد فوزه بـ14 مباراة على التوالي بلا هزيمة.
 
 
احتفالات الفوز عكست إهتمام إدارة المؤسسة برعاية المدير العام ناصيف سقلاوي باللعبة الصيفية، جذبت لاعبين مميزين للدفاع عن ألوان الفريق ولا سيما الحارس الدولي محمد شكر والذي يعد من بين الأفضل في مركزه في القارة الآسيوية، الى محمد مطر وأحمد جرادة ومحمود مطر وحسين سلامة وحسين حيدر وحسن القاضي وغيرهم من لاعبي منتخب لبنان فضلاً عن القائد محمد مرعي.

وكشف رئيس الجمعية الرياضية في الريجي رفيق سبيتي ان المؤسسة هي مرفق عام، ونشاطاتها الرياضية انطلقت عام 1954 وتشمل ايضاً رياضات مختلفة بينها ألعاب القوى.

ويقول سبيتي لـ"النهار": "كل العالم تحذر من مضار التدخين على الصحة، لكننا في الريجي نحاول عكس هذه المقولة من خلال الاهتمام بالنشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية وخصوصاً ان المؤسسة تضم زهاء 1800 موظف".

وحول ظروف انشاء الفريق يضيف سبيتي "ثمة لاعب واحد موظف في الريجي هو القائد محمد مرعي، أما باقي اللاعبين فاستقدمناهم وهم من نخبة اللاعبين في لبنان وذلك وفق رؤية تجعلنا ننافس ونحصد الألقاب وشاركنا في بطولة لبنان 11 مرة وتوجنا أول من أمس باللقب الثامن".

ودعا سبيتي الى ضرورة إلتفات المؤسسات الرسمية والخاصة الى الشأن الرياضي ودعم الفرق وتاسيس فرق تخصها تنافس في البطولات على غرار الكثير من الدول لا سيما مصر، ويتابع "الشركات تدفع أموالاً كبيرة للحملات الإعلانية لتسويق منتجاتها، ولا يوجد اسهل من القطاع الرياضي للقيام بذلك وهذا الامر دأبت عليه الكثير من المؤسسات في بلدان متطورة مثل المانيا ومصر وإيطاليا وغيرها".

ورأى سبيتي ان البطولة هذا الموسم كانت قوية برغم تناقص عدد الأندية الى ستة فقط بسبب لظروف السائدة في البلاد، وتابع "هذه اللعبة قد تؤمن مورد إضافي للاعبين في ظل الأوضاع المعيشية صعبة"، مشيراً الى أنها لا تحتاج الى ميزانيات ضخمة إذ أن كلفتها زهيدة مقارنة بألعاب جماعية أخرى، كما أنها لعبة سياحية قادرة على الترويج السياحي للعديد من المنتجعات".

واشار سبيتي الى ن الكرة الشاطئية لعبة موسمية وبالتالي فإن اللاعب يمكن ان يوقع على كشوفات فرق أخرى في كرة القدم.

وأبدى سبيتي استعداد فريق الريجي للمشاركة الخارجية الرسمية قائلاً "هذا الامر مرهون بالاتحاد حيث ثمة بطولات عربية وقارية يمكن ان نشارك فيها".

واطلق سبيتي دعوة الى البلديات الساحلية للاهتمام بهذه اللعبة الموسمية والتي يمكن ان تنشط الدورة الإقتصادية، مطالباً بأن تؤسس هذه البلديات أو الشركات في البلدات الساحلية فرقها الخاصة وتركيب ملاعب "ولا سيما أنها كلفتها زهيدة".

ولفت سبيتي الى ان الكرة الشاطئية اللبنانية كانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات العالمية، مضيفاً "ينبغي ان نرتقي بالقطاع الرياضي ولا سيما بالكرة الشاطئية إذ تاخرنا في التصنيف العالمي بعدما كنا في المراكز المتقدمة وبالتالي إذا أعدنا الإهتمام بها يمكن ان نصل الى أهداف كبيرة".