النهار

التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة العالم بكرة السلة... لبنان لتأكيد التفوّق وتجديد الفوز والفيليبين للثأر وردّ الاعتبار
نمر جبر
المصدر: "النهار"
التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة العالم بكرة السلة... لبنان لتأكيد التفوّق وتجديد الفوز والفيليبين للثأر وردّ الاعتبار
منتخب لبنان.
A+   A-
يترقّب اللبنانيون بمقيميهم ومغتربيهم، بفارغ الصبر، حلول يوم الخميس في الـ25 من آب، السّاعة 21:00، لمشاهدة منتخبهم الوطني وهو يواجه منتخب الفيليبين ضمن المرحلة الأولى من مواجهات "النافذة الرابعة" من التصفيات المؤهّلة إلى بطولة العالم 2023، والتي بات لبنان على بُعد انتصارين من أصل ستّ مباريات متبقّية من التصفيات لضمان تأهّله رسمياً للمرة الرابعة إلى البطولة العالمية.

الجميع في شوقٍ لإطلالة "كتيبة مغاوير كرة السلة اللبنانية" التي سرقت أنظارهم، وخطفت قلوبهم وعقولهم على مدى 10 أيام خلال نهائيات بطولة آسيا 2022، وقارعت "كبار" آسيا بكلّ ثقة، من دون خوف أو خجل، وأسقطتهم الواحد تلو الآخر بكلّ جدارة، بدءاً من منتخب الفيليبين، مروراً بمنتخبات نيوزيلندا، الهند، الصين والأردن، وصولاً إلى المباراة النهائية أمام أوستراليا (صاحب المركز الثالث في الترتيب العالمي)، والتي انتهت لصالح المنتخب الأوقياني الذي كاد يخسر اللقب الذي يحمله من البطولة السابقة.
 

عمليّاً، خسر المنتخب اللبنانيّ على أرض الملعب بصعوبة، وبفارق نقطتين أمام عمالقة المنتخب الأوستراليّ، لكنّه كسب في المقابل احترام وتقدير ومحبّة اللبنانيين المقيمين والمغتربين، بل كلّ المتابعين في القارة الآسيوية وخارجها، ولفت أنظار مختلف وسائل الإعلام العربية، القاريّة والعالميّة، وأبرزها محطة "سي أن أن" (CNN)  الأميركية التي أجرت تحقيقاً عن منتخب "تفوّق على نفسه، وعلى الأزمات في وطنه، قبل أن يتفوّق على منتخبات عريقة".

للثأر وردّ الاعتبار

بات واضحاً أن المنتخب الفيليبينيّ، الذي ضمن تأهّله إلى بطولة العالم 2023 للمرة السّابعة في تاريخه، على اعتبار أن الفيليبين واحدة من الدول الثلاث (إندونيسيا، اليابان والفيليبين) التي تستضيف البطولة العالمية، سيخوض المباراة تحت عنوانين: الثأر ورد الاعتبار. لماذا تولي الفيليبين المباراة أهمية قصوى؟ ولماذا تريد الثأر ورد الاعتبار؟ 
لا شكّ في أن المدير الفنّي للمنتخب المدرّب فانسان "شوت" رييس (59 عاماً) المدعوم من المسؤولين الكبار والاتحاد الفيليبيني لكرة السلة، والذي تعرض لانتقادات كثيرة وكبيرة وصلت إلى حدّ المطالبة بإقالته من منصبه بعد النتائج المخيّبة، وآخرها حلول الفيليبين في المركز التاسع ضمن الترتيب النهائي للبطولة القاريّة، يُدرك أن مباراته أمام المنتخب اللبناني مفصليّة في تحديد مصيره مع المنتخب، وبالتالي لم يعد يملك ترف المناورة، وهو بات على بعد ما يناهز الـ12 شهراً من البطولة العالميّة، التي سيستضيفها على أرضه، ومن غير اللائق أن لا يظهر بمستوى جيّد، خصوصاً أنّه سبق للفيليبين أن استضافت كأس العالم في العام 1978، وحلّت في المركز الثالث، وأحرزت الميدالية البرونزية في دورة العام 1954، وهي النتيجة الأبرز في تاريخ كرة السلة الفيليبينية التي أعطت دفعاً، وساهمت في الانتشار الواسع لكرة السلّة، وحوّلتها إلى اللعبة الجماعيّة الأولى في البلاد.
 
كلّ هذه العوامل دفعت لاستدعاء جميع اللاعبين المحليّين والمحترفين، حتى الذين يلعبون في الدوري الأميركي للمحترفين (NBA) ، أو في الدوري الياباني للمحترفين، وفي مقدّمهم جوردان كلاركسون (مواليد 7 حزيران 1992 - 1،98 متراً) صاحب العقد الذي يُقارب الـ51 مليون دولار أميركي لأربع سنوات مع نادي "يوتا جاز"، والذي يصطحب معه صديقته مارغاريت إليزابيت ليندرمان، بالإضافة إلى العملاق "كاي سوتو" (مواليد 11 ايار 2002 - 2،18 مترين) المحترف مع فريق أديلاييد في الدوري الأوسترالي منذ الموسم الماضي. وتضمّ التشكيلة - وفق البيانات التي أرسلها الاتحاد الفيليبيني إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" - كلّاً من: بوبي راي باركس جي ار، جامي جايمس مالينزو، كايفير إسحاق رافينا، كارل فانسان تمايو، إيرل سكوتي تومسون، كالفين جون أوفتانا، فرديناند رافينا، كاي زاكاري سوتو، دوايت راموس، جوزف إينريكي ايشوكو، راندولف مولو، رولي أرغيل وجومار ديكستير أسيرون.

في المقابل، سيغيب عن التشكيلة الفيليبينية كلٌّ من: كريستيان جايمار بيريز وجون مار سوتو فاجاردو بعد تأهّل فريقهما "سان ميغيل" إلى نهائي كأس الفيليبين، الذي ينطلق في 21 آب الجاري، ويستمرّ حتى الـ31 منه، إضافة إلى جابيت بول أغويلار الذي ثبتت إصابته بـ"كوفيد-19". 

وخلت لائحة الجهاز الفنيّ من المدرّب الصربيّ نيناد فوزينيتش، الذي ترك منصبه كمستشار للمدير الفنيّ المدرّب فانسان "شوت" رييس، بعد خلافات كبيرة في وجهات النظر وعدم رضاه عن طريقة عمل رييس وأسلوبه في إدارة المباراة. 

باختصار، منتخب الفيليبين دقّ ناقوس الخطر، وأجرى تغييراً واسعاً طال زهاء 6 أسماء. وهذا التغيير قد يكون فعّالاً، لكنه من دون أدنى شك سيكون أيضاً سلاحاً ذا حدّين!
 

 
لتأكيد التفوّق وتجديد الفوز

من جهتهم، يُدرك اللبنانيون، وفي مقدّمهم الاتحاد اللبناني لكرة السلة، أن المهمّة الأولى المطلوب إنجازها هي التأهّل إلى بطولة العالم للمرة الرابعة في تاريخ كرة السلة اللبنانية بعد أعوام 2001، 2005 و2007 (عبر شراء وايلد كارد). ولتحقيق الهدف يجب أوّلاً طيّ صفحة بطولة المنتخبات العربية التي أحرز لبنان لقبها للمرة الأولى في تاريخه، ولاحقاً الفوزين في "النافذة الثالثة" من التصفيات، وأخيراً الإنجاز غير المسبوق في نهائيات كاس آسيا في جاكرتا، ثمّ التركيز على الفوز بمباراتين من أصل 6 مباريات متبقّية من التصفيات لضمان التأهّل بشكل رسميّ إلى بطولة العالم، بل تحقيق أكبر عدد من الانتصارات لتحسين مركز لبنان وموقعه في الترتيب العالمي من جهة، وفي سحب قرعة بطولة العالم من جهة ثانية.

ويعلم الجهاز الفنيّ بقيادة المدرّب الوطني جاد الحاج (33 عاماً)، واللاعبون أيضاً أن الجمهور، الذي فَرِح وهلَّل واحتفل وكرَّم أبطاله، لن يقبل بأقلّ من الصورة التي شاهدها في جاكرتا: منتخب متماسك يلعب بتركيز عالٍ، وبروح قتاليّة وأداء جماعي.
ويعلم اللبنانيون (جهاز فنيّ ولاعبون) أن الجمهور الذي هرع إلى شراء بطاقات المباراة، التي نفدت بسرعة قياسية بعد ساعات قليلة على طرحها في الأسواق، ليؤازر أبطاله، وليكون اللاعب رقم واحد في 25 آب الجاري، ينتظر أن يشاهد، وهو يهتف على مدرجات "مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح" "كتيبة مغاوير كرة السلة اللبنانية" تقاتل برجولة غير آبهة بالأسماء التي ستضمّها تشكيلة منتخب الفيليبين، فتقدّم كرة سلة جميلة تتطابق مواصفاتها وتلك التي قدّمتها في جاكرتا. 

تغيير لبناني طفيف
لن يتردّد رجال المدرب جاد الحاج في بذل كّل ما في إمكاناتهم وقدراتهم لمواصلة التألّق، الذي أبهر الجميع، وفاق توقّعاتهم، وتوّج بإحراز الكابتن وائل عرقجي جائزة أفضل لاعب في آسيا ليُصبح أول لاعب لبنانيّ وعربيّ يُحرز هذه الجائزة.

وكان المنتخب اللبنانيّ بدأ تحضيراته اعتباراً من الثلثاء 16 آب الجاري بالتشكيلة نفسها، التي تضمّ علي حيدر، وائل عرقجي، إيلي شمعون، سيرجيو الدرويش، هايك غيوكجيان، علي مزهر، علي منصور، كريم زينون، كريم عز الدين، جيرارد حديديان وجوناثان الريدج، وغياب يوسف خياط (يويو) الذي التحق بجامعته "ميتشيغان" في الولايات المتحدة الأميركية، وعودة "البرنس" أمير سعود التي ستعطي المزيد من الخيارات الهجوميّة للجهاز الفني، علماً بأن الفريق اللبناني أثبت في جاكرتا أنه واحد من أفضل المنتخبات على الصعيد الهجومي، بل على الصعيد الدفاعي أيضاً، مع التأكيد أن جميع اللاعبين على أتمّ الاستعداد لتقديم أفضل ما لديهم لعلمهم بأن لبنان المقيم والمغترب والكثير من محبّي اللعبة في آسيا والعالم يُريدون مواصلة حلمهم وأملهم. 
وكان المنتخب دخل اعتباراً من الإثنين معسكراً مغلقاً، على أن يغادر المنتخب إلى مدينة بنغالور الهندية يوم الجمعة السّاعة 1:00 ظهراً، لمواجهة منتخب الهند الإثنين 29 آب الجاري الساعة 21:00 بتوقيت بيروت. 

المواجهات بالأرقام 
التقى المنتخبان 12 مرة، وآخر مباراة جمعت منتخبي لبنان والفيليبين كانت في 13 تموز الماضي في نهائيات بطولة كأس الأمم الآسيوية، وانتهت لبنانية بفارق 15 نقطة، وبنتيجة 95 -80. 

وللمفارقة تحمل المباراة المقبلة الرقم 13 أيضاً في تاريخ المواجهات بين المنتخبين في جميع المناسبات، وفي السجل 10 انتصارات للمنتخب اللبناني مقابل انتصارين لمنتخب الفيليبين.


اقرأ في النهار Premium