تن هاغ: هذه مجرّد البداية

تنفس المدرب الهولندي إريك تن هاغ الصعداء، بعدما حقق الاثنين فوزه الأول مع فريقه الجديد مانشستر يونايتد في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وكان غالباً جداً ومهماً على الصعيد المعنوي لأنه جاء على حساب الغريم ليفربول (2-1).
 
لكن هذه "مجرد البداية" كما أطلق المدرب السابق لأياكس أمستردام بعد مباراة "أولد ترافورد" التي أعادت بعض الروح للفريق المتخبط منذ اعتزال المدرب الأسطوري الاسكتلندي أليكس فيرغسون عام 2013 بعد منحه لقبه العشرين والأخير في الدوري.
 
اصطدم تن هاغ بالواقع المرير الذي يعيشه يونايتد بعد خسارته المباراتين الأوليين للموسم الجديد من "بريميرليغ"، الأولى على أرضه ضد برايتون 1-2 والثانية في ملعب برنتفورد برباعية نظيفة سجلها الأخير في الدقائق الـ36 الأولى.
 
وبذلك، بات تن هاغ صاحب أسوأ بداية لمدرب جديد في يونايتد منذ أكثر من مئة عام، فيما تذيل يونايتد ترتيب الدوري لأول مرة منذ 30 عاماً.
 
لكن فوز الاثنين قد يمنح "الشياطين الحمر" الدفع اللازم لإطلاق موسمهم، لا سيما إذا ما واصل اللاعبون تطبيق تعليمات مدربهم الهولندي الذي أخرج القائد المدافع هاري ماغواير من التشكيلة وأبقى على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأربع الأخيرة.
 
"الأمر برمته يتعلق بالسلوك"
وضرب يونايتد باكراً بفضل جايدون سانشو، الذي وضعه في المقدمة بعد قرابة ربع ساعة على البداية، قبل أن يسجل ماركوس راشفورد في بداية الشوط الثاني هدفه الأول منذ كانون الثاني، ممهداً الطريق لفريقه من أجل حصد نقاطه الثلاث الأولى.
 
بالنسبة لتن هاغ "يمكننا الحديث عن التكتيك، لكن الأمر برمته يتعلق بالسلوك"، مضيفاً: "أنا سعيد بالأداء لكن علينا تقديمه في كل مباراة. لا يجب الاكتفاء بتقديمه أمام ليفربول فقط. كل مباراة في الدوري الممتاز صعبة، ونحن بحاجة إلى تقديم هذا الأداء في كل مباراة. أكرر أن الأمر برمته يتعلق بالروح المعنوية".
 
وبعدما اجتاز لاعبو برنتفورد اجمالي 13.8 كيلومتراً في مباراتهم أمام يونايتد، نقلت تقارير صحافية أن تن هاغ عمد إلى الغاء يوم عطلة مخصص لراحة اللاعبين من أجل أن يفرض عليهم ركض هذه المسافة غداة هزيمتهم.
 
ويبدو أن هذا "القصاص" أثمر في مباراة الاثنين التي أرضت الهولندي تماماً في كافة النواحي، منها الدفاعية وفق ما أفاد بالقول: "رباعي الدفاع وحارس المرمى قدموا أيضاً أداءً جيداً للغاية، وهذا ما أردت رؤيته على أرض الملعب".
 
تابع: "كانت هذه هي المرة الأولى التي نبدأ فيها بالرباعي الذي بدأ اليوم (الهولندي تيريل مالاسيا والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز والفرنسي رافاييل فاران والبرتغالي ديوغو دالوت)، لكني واثق من أن المدافعين الآخرين كانوا ليقدموا أداءً رائعاً أيضاً".
 
"لكنها مجرد البداية"
وفي رده على سؤال حول إذا كان الأداء قريباً مما أراد رؤيته، أجاب الهولندي: "بكل تأكيد. لقد رأينا فريقاً متحداً. اللاعبون لعبوا بروح عالية وكانت هناك درجة مرتفعة من التفاهم بينهم، وهذا يصعّب الأمور على الفرق المنافسة ويساعدك على تحقيق الفوز، كما حدث اليوم (الاثنين). رغم كل ذلك، أرى أنه لا يزال هناك مجال للتطور".
 
وتابع: "أردت نهجاً مختلفاً وأردت أن أرى أداءً مغايراً، وهذا ما قدمه اللاعبون في أرض الملعب. هذا ما يجعلني راضياً. لكنها مجرد البداية. علينا أن نبقى متواضعين، وأعتقد أنه بوسعنا اللعب بشكل أفضل وبإمكاننا أن نصبح أكثر خطورة لأننا نملك لاعبين جيدين بجودة عالية وشخصية رائعة".
 
وكانت مباراة الاثنين مناسبة لتقديم لاعب معروف بجودته العالية وشخصيته الرائعة بشخص لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو المنضم إلى "الشياطين الحمر" من ريال مدريد الإسباني بعقد حتى حزيران 2026 مع خيار التمديد لعام إضافي.
 
وألمح تن هاغ الى إمكانية إجراء المزيد من التعاقدات في الأيام العشرة الأخيرة من فترة الانتقالات، لكنه قال إن هناك أيضاً طريقاً لعودة ماغواير ورونالدو إلى التشكيلة الأساسية. وقال بهذا الصدد "لست مضطراً للحديث عن ماغواير ورونالدو. إنهما لاعبان رائعان وسيلعبان دوراً في المستقبل وفي المدى القصير أيضاً".
 
وتابع: "لدينا اللاعبين المناسبين، أنا مقتنع بذلك. نافذة الانتقالات لم تُقفل بعد، وأنت بحاجة الى المال والجودة أيضاً".
 
وشدد: "هناك متطلبات من الجميع، ومن المدرب أيضاً. علينا الظهور بمستوى جيد، وهناك التزام تجاه النادي وقاعدته الجماهيرية الهائلة. علينا أن نلعب كفريق واحد، ويتعين على كل لاعب تقديم كل ما في وسعه كل يوم".