برشونة دعّم وسطه بـ"رجل المناسبات الكبرى"... غوندوغان يلتحق بـ"حلم الطفولة"

من يمكنه ان يقهر خط وسط نادي برشلونة في الموسم المقبل؟

انضم "رجل المناسبات الكبرى" الألماني إلكاي غوندوغان الى الفريق الكاتالوني بعدما قاد مانشستر سيتي الانكليزي الى الثلاثية التاريخية الدوري الإنكليزي الممتاز وكأس إنكلترا ولقب دوري أبطال أوروبا، ليصبح بمثابة "حبة الكرز" فوق خط وسطه يضم بيدري والهولندي فرنكي دي يونغ، هذا الثلاثي سيكون هو حجر البناء وهو مصدر القوة، إذ يصعب افتكاك الكرة منه لاعبين مهاريين، ويستطيع أن يتحكم في إيقاع المباراة مع امتلاك الرؤية الكافية والحلول الحاسمة.

وصول غوندوغان سيعزز طموحات الفريق بمواصلة الهيمنة المحلية ضد غريمه الأزلي ريال مدريد، والبحث عن استعادة "الهيبة" قارياً بعد مواسم "صفرية".

وأعلن "بلاوغرانا" أمس تعاقده مع لاعب الوسط الالماني الدولي بصفقة حرة، بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي الانكليزي. وقال في بيان "توصل برشلونة وإلكاي غوندوغان الى اتفاق يقضي بانتقال الالماني الدولي الى النادي الكاتالوني بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي. سيعلن النادي قريبًا تفاصيل تقديمه رسميًا".

وتابع "سينضم لموسمين حتى 30 حزيران 2025 مع امكانية التجديد لموسم اضافي. اما البند الجزائي الذي يتضمنه العقد فقيمته 400 مليون يورو". وتألق غوندوغان (32 سنة) بشكل لافت مع مانشستر سيتي الموسم المنصرم واحرز في صفوفه ثلاثية نادرة (الدوري والكأس المحليان ودوري ابطال اوروبا)، وخاض معه 51 مباراة في مختلف المسابقات مسجلا 11 هدفًا. وحاول سيتي تمديد عقد غوندوغان لكن عرضه كان لموسم واحد مع امكانية اضافة موسم جديد، لكن الالماني فضل عقدًا اطول مع برشلونة.

ويملك غوندوغان سجلا ذهبيًا منذ انتقاله الى سيتي قادمًا من بوروسيا دروتموند الالماني قبل 7 اعوام في صفقة بلغت 20 مليون جنيه استرليني، اذ توج في صفوفه بطلا للدوري المحلي 5 مرات، وكأس انكلترا مرتين، وكأس الرابطة 4 مرات ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة. وعلى العموم، خاض غوندوغان 304 مباريات مع سيتي وسجل 60 هدفًا.

وقد يرى مدرب برشلونة تشافي هرنانديس في غوندوغان خير بديل لسيرجيو بوسكيتس الذي قرر الرحيل في نهاية الموسم المنصرم والانتقال الى إنتر ميامي الاميركي الى جانب الارجنتيني ليونيل ميسي زميله السابق في النادي الكاتالوني.

يمتلك غوندوغان القدرة على اللعب في أكثر من مركز في خط الوسط، من بينها لاعب الوسط المهاجم أو اللعب على الطرفين، لكنه لا يؤدي الدور الذي كان يقوم به بوسكيتس.

ويتوقع أن يتولى الهولندي فرينكي دي يونغ مركز لاعب الوسط الارتكاز، على أن يحل محله غوندوغان المنوط به أكثر أداء الأدوار الهجومية.

وودّع غوندوغان"سيتيزنس" بكثير من المحبة والتأثر، مؤكدا أن انتماءه للفريق الإنكليزي سيبقى للأبد. وقال "سأحمل دائما السيتي في قلبي"، وذلك في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام النادي الإنكليزي، الذي فاز معه بكل شيء هذا الموسم وكان يرتدي شارة قائده.

وتابع غوندوغان: "لقد حقق هذا النادي كل أحلامي، وسأكون دائما ممتنا لهذه الفرصة"، معتبرا أنها "كانت ميزة ومتعة كبيرة أن أكون جزءا من مانشستر سيتي على مدى السنوات السبع الماضية"، ومؤكدا أنه" شعر بأنه فرد في عائلة مميزة جدا".

وأضاف "لقد كنت محظوظا لأنني مررت بالعديد من اللحظات التي لا تنسى في الفترة التي قضيتها هنا، ولأنني كنت قائدا في هذ الموسم المميز للغاية وهو أفضل تجربة في مسيرتي".

وخلال وداعه وجه اللاعب الألماني كلمات شكر للمدرب بيب جوارديولا، مذكرا بأن تعاقد السيتي معه كان أول صفقة للفريق عقب تولي الإسباني تدريبه، ومؤكدا أن "القدرة على اللعب والتعلم منه لفترة طويلة كان شيئًا لن أنساه أبدا".

وكشف غوندوغان عن عديد الأسباب التي جعلته يختار برشلونة على حساب الفرق الأخرى التي سعت لضمه ومن بينها الهلال السعودي.

وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "أعلم أنه سيكون هناك الكثير من الضغط في برشلونة، ولكني أحب هذا، أحب الخروج من منطقة الراحة، لم أبحث عن نهاية سهلة لمسيرتي، ولكن تحدياً جديداً وهذا هو الفصل الجديد في مسيرتي".

وواصل: "حين أقرر الرحيل عن مانشستر سيتي، فإن هناك نادٍ وحيد في العالم الذي يكون منطقياً أن ألعب له، إنه برشلونة وليس أي فريق آخر، لقد حلمت بإرتداء قميص البارسا منذ طفولتي".

وتطرق غوندوغان للحديث عن دور البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة وزميله السابق في بوروسيا دورتموند في قراره: "سألتقي مجدداً مع صديقي القديم ليفا، بالإضافة إلى أني متحمس للعمل تحت قيادة مدرب أنا معجب به كثيراً"، في إِشارة لتشافي هيرنانديز مدرب النادي الكتالوني.

وبات غوندوغان أحدث لاعب ألماني ينضم لصفوف النادي الكتالوني، والأول منذ انتقال مواطنه الحارس اندريه تير شتيغن الذي انضم للفريق في صيف 2014، وعموماً هو ثامن ألماني يرتدي قميص الكاتالوني بعد أوتو مايير (عام 1899)، أودو شتينبرغ (1901)، والتر روسيتسكي (1911)، إيميل فالتر (1923)، بيرند شوستر (1980)، روبرت إنكه (2002) وتير شتيغن.