ريال مدريد ماكينة لحصد الألقاب القارية

"كرة القدم لعبة بسيطة، 22 لاعباً يلهثون وراء الكرة على مدى 90 دقيقة وفي النهاية يفوز الألمان"، هذه المقولة الشهيرة لمهاجم إنكلترا السابق غاري لينيكر أطلقها بعد خسارة منتخب بلاده بركلات الترجح أمام ألمانيا الغربية في نصف نهائي مونديال 1990، تنطبق كثيراً على ريال مدريد الإسباني على صعيد الاندية بعد إحرازه دوري أبطال أوروبا بفوزه على بوروسيا دورتوند الألماني 2-صفر، السبت.
 
ذلك لأن فريق العاصمة الاسباني كان دائماً على الموعد في النهائي القاري بإحرازه اللقب 15 مرة ولم يخسر في اخر تسع مباريات نهائية توالياً في دوري أبطال أوروبا في إنجاز غير مسبوق.
 
وتعود الخسارة الأخيرة للنادي الملكي في نهائي المسابقة عندما سقط أمام ليفربول 0-1 بهدف الن كينيدي عام 1981 عندما كان يطلق على المسابقة مسمى كأس أبطال الأندية الأوروبية.
 
كما انه خاض المباراة النهائية 18 مرة وخسر 3 مرات فقط كانت أمام بنفيكا البرتغالي 3-5 موسم 1961-62 وأمام إنتر الإيطالي 1-3 موسم 1963-64 وأمام ليفربول موسم 1980-81.
 
علاقة استثنائية
نسج ريال مدريد علاقة استثنائية بالكأس القارية منذ انطلاقتها عام 1956 عندما أحرز لقب النسخ الخمس الأولى بوجود لاعبين نجوم في صفوفه أمثال المجري فيرينك بوشكاش والأرجنتيني-الإسباني الفريد ديي ستيفانو والفرنسي ريمون كوبا وكان له صولات وجولات فيها أبرزها فوزه العريض على اينتراخت فرانكفورت الألماني 7-3 عام 1960 في مباراة تاريخية لا زالت الأعلى تهديفاً في تاريخ النهائيات القارية سجل خلالها بوشكاش رباعية ودي ستيفانو ثلاثية على ملعب "هامبدون بارك" في مدينة غلاسغو الاسكتلندية أمام رقم قياسي من الجمهور في تاريخ المسابقة.
 
وبفضل لقبه الخامس عشر، يتقدم ريال مدريد بفارق شاسع عن أقرب مطارديه وهو ميلان الإيطالي مع 7 القاب ثم كل من بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنكليزي بست القاب.
 
لا يستسلم ريال مدريد أبداً في النهائيات فقد كان قاب قوسين أو أدنى من الخسارة في نهائي عام 2014 أمام جاره في العاصمة أتلتيكو مدريد الذي تقدم عليه حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن يدرك قطب دفاعه سيرخيو راموس التعادل في الرمق الأخير ويفرض التمديد الذي حسمه ريال مدريد 4-1.
 
وفي المباراتين النهائيتين الأخيرتين لم يكن ريال مدريد الأفضل خلال فترات طويلة فيهما، فقد تفوق عليه ليفربول عام 2022 على مدى ساعة تقريباً قبل أن يسجل البرازيلي فينيسيوس جونيور هدف المباراة الوحيد.
 
وفي مواجهة دورتموند بالأمس، كان الفريق الألماني الطرف الأفضل لا سيما في الشوط الأول وأضاع لاعبوه كما هائلاً من الفرص، لكن ريال مدريد حافظ على هدوئه ونجح في حسم النتيجة في ربع الساعة الأخير بهدفين لمدافعه داني كارباخال وفينيسيوس جونيور.
 
ولخص مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو انشيلوتي قدرة فريقه على تخطى الصعاب دائماً بقوله: "المقاومة ثم الفوز، انه تاريخ وتقليد رافق النادي طويلا".
 
وأوضح: "بطبيعة الحال، هناك نوعية اللاعبين، النادي بمثابة العائلة، لدينا اجواء رائعة، نعمل سويا من دون اي مشاكل".
 
وأوضح: "من السهل قيادة مجموعة من اللاعبين المتواضعين".
 
وكان لسان حال احد أنصار الفريق ويدعى فران اثر متابعة المباراة على شاشة عملاقة داخل ملعب "سانتياغو برنابيو" بقوله لوكالة "فرانس برس": "الفوز ثم الفوز، هذا هو ريال مدريد".
 
وأضاف: "لقد فعلناها مرة جديدة، من الصعب تصديق ما حصل، لقد عانينا في جميع الأدوار للوصول الى هنا".
 
وختم: "لن نتعب من تحقيق الانتصارات، هذا واجب فنحن ريال مدريد".
 
لن يكتفي ريال مدريد باللقب الخامس عشر وقد جسد ذلك كلام رئيسه فلورنتينو بيريز بقوله: "انه (التتويج) نقطة انطلاق نحو إحراز اللقب السادس عشر".