كُشف المستور... رائحة كريهة وأشياء غريبة في نهر السين

أحرزت الفرنسية كاساندر بوغران ذهبية مسابقة الترياثلون للسيدات في أولمبياد باريس 2024 والتي بدأت سباحة في نهر السين بعدما كان الممر المائي محط شكوك بسبب نسبة التلوث.

واستناداً إلى الاختبارات التي أجريت في منتصف تموز الماضي، تبين أن نهر السين نظيف بما يكفي للسباحة، لكن الشكوك ظلت قائمة حول ما إذا كانت المياه ستكون مناسبة للمنافسة.

وأضاف البيان: "باريس 2024 والاتحاد الدولي للترايتلون يؤكدان أن الأولوية هي صحة الرياضيين. أظهر التحليل الذي أجري في نهر السين مستويات جودة المياه التي لا تقدم ضمانات كافية للسماح بإقامة الحدث".

وألقى المنظمون باللوم على الأمطار التي هطلت في الأيام الأخيرة، وقالوا إنهم "واثقون" من أن جودة المياه ستتحسن بما يكفي قبل بدء مسابقة الترياثلون.

وكشفت بوغران بعد الفوز: "تقيأت قبل البداية، وهو أمر لم يحدث لي مطلقاً. طوال بقية السباق، كنت في كامل تركيزي"، مضيفةً: "كانت أطول 1500 متر في حياتي (القسم الأخير من سباق الجري الذي يمتد لعشرة كيلومترات). صررت على أسناني حتى النهاية وأواجه صعوبة في استيعاب ذلك (الفوز)".

وأقيمت مسابقة الترياثلون الأربعاء بعد الحصول على الضوء الأخضر من المنظمين عقب التقارير الإيجابية عن تحاليل المياه.

واضطر المنظمون إلى إلغاء التمارين في النهر وتأجيل سباق الرجال، بسبب اعتبار المياه في نهر السين ملوثة للغاية.

وكان من المقرر في البداية إقامة منافسات السباحة للرجال، لكن تم تأجيلها "لأسباب صحية"، إذ أن مستويات البكتيريا المسجلة "في أماكن معينة" من النهر "لا تزال أعلى من الحدود المقبولة".

وفي 17 تموز الماضي، سبحت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو في السين برفقة كبير منظمي باريس 2024 توني إستانغيه للتأكيد أن النهر أصبح الآن نظيفاً بما فيه الكفاية لاستضافة منافسات السباحة في الهواء الطلق خلال الألعاب الأولمبية التي تحتضنها العاصمة الفرنسية حتى 11 آب الجاري.

وفي الرابع من الشهر الماضي، أفادت بلدية المدينة أن مستويات بكتيريا الإشريكية القولونية (إي كولاي) في منطقة السباحة الأولمبية بوسط باريس انخفضت إلى الحدود المقبولة لمدة أربعة أيام.

في إحدى الفترات، كانت مستويات الإشريكية القولونية أكثر بعشرة أضعاف من الحد المقبول بسبب هطول أمطار غزيرة خلال الشهرين السابقين ما أدى إلى مخاوف بشأن استضافة المسابقات الأولمبية.

وشاركت البلجيكية جوليان فيرميولين تجربتها المثيرة للاشمئزاز للسباحة في نهر السين، حيث انتقدت المسؤولين الذين زعموا أن النهر الملوث آمن بما يكفي للسباحة فيه.

ونقلت وسائل إعلام عالمية تصريحات اللاعبة، التي قالت: "أثناء طفوي تحت الجسر، شعرت ورأيت أشياء لا ينبغي أن نفكر فيها كثيراً"، مشيرةً إلى أنها شربت الكثير من الماء أثناء وجودها في نهر السين، وكانت قلقة بشأن مدى تأثير ذلك على جسدها.

وتابعت: "سنعرف في الساعات المقبلة ما إذا كنت مريضة أم لا".

وأضافت: "لقد كان نهر السين متسخاً لمدة مئة عام، لذلك لا يمكنهم القول إن سلامة الرياضيين هي الأولوية. هذا هراء!".

وفي وقت سابق، قامت لاعبة الترياتلون السويدية تيلدا مونسون بتقييم جودة المياه في نهر السين، وذكرت أن نوعية المياه لم تكن الأفضل: "إنها بنية اللون ورائحتها كريهة".

وأضافت الرياضية السويدية: "دعونا نرى ما إذا كنت سأمرض بعد ذلك".

وأنفقت السلطات الفرنسية 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) في العقد الماضي لمحاولة تنظيف النهر من خلال تحسين نظام الصرف الصحي في باريس، فضلاً عن بناء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها.