الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

تنافس في ميدان الذكاء التوليدي يعقّد العلاقات بين شركات التكنولوجيا العملاقة

المصدر: النهار
تعبيرية: الشراكة والمنافسة في عالم التكنولوجيا
تعبيرية: الشراكة والمنافسة في عالم التكنولوجيا
A+ A-
في رحلة الابتكار المتسارعة للذكاء الاصطناعي التوليدي، تتشكّل تحالفات ومنافسات تتخطّى حدود التوقعات. "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي"، عملاقان في هذا المجال، يجسّدان هذا التحوّل في علاقة تتسم بالتعقيد المتزايد. مع استمرار شراكتهما الراسخة، تثير التطورات الأخيرة تساؤلات حول الديناميكيات التنافسية الجديدة التي تبرز بينهما.
 
تعود جذور هذه الشراكة إلى عام 2019، حينما قامت "مايكروسوفت" بضخ مليار دولار في "أوبن إيه آي". وقد تعمّقت هذه العلاقة في كانون الثاني (يناير)  2023، بالتزام "مايكروسوفت" بمبلغ 10 مليارات دولار، ما جعلها الداعم الأكبر والمزود السحابي الحصري لـ"أوبن إيه آي".
 
كانت الشراكة مثمرة لكلا الطرفين. إذ حصلت "أوبن إيه آي" على الدعم المالي والموارد الحسابية الهائلة من "مايكروسوفت"، بينما استفادت "مايكروسوفت" من دمج تقنيات الذكاء التوليدي المتقدّمة من "أوبن إيه آي" في منتجاتها، مثل GitHub Copilot وخدمات Azure السحابية.
 
لكن الخطوات الأخيرة لكلتا الشركتين أدّت إلى طمس الحدود بين التعاون والمنافسة.
 
في البداية، أتاح دمج تقنيات "أوبن إيه آي" في منتجات "مايكروسوفت" ميزة تنافسية في السوق. لكن عندما بدأت "أوبن إيه آي" في تقديم خدماتها للشركات، بدأت "مايكروسوفت" تظهر كمنافس مباشر.
 
وكذلك، تمثّلت خطوة "مايكروسوفت" في تحديث محرك البحث "بينغ" Bing باستخدام تقنية "شات جي بي تي"  في تحدٍ لسيطرة "غوغل"  على البحث. ومع إطلاق "أوبن إيه آي"لمكونات "شات جي بي تي"  الجديدة، بما في ذلك تصفّح الويب، أصبحت منافسًا محتملًا في مجال البحث، وهو مجال كانت"مايكروسوفت" تسعى للتميّز فيه.
 
التنافس الأكبر يأتي من مشاريع الشركتين في مجال الأخبار والإعلانات المدعومة بالذكاء التوليدي . يشير دمج "مايكروسوفت" للذكاء التوليدي في منصة Start وتجارب "أوبن إيه آي" مع DALL-E لإنشاء الإعلانات إلى تداخل طموحاتهما في هذه الأسواق الواعدة.
 
ويمكن تفسير هذا التنافس من خلال عوامل عدة:
 
•فرص السوق: مع تطور تكنولوجيا الذكاء التوليدي، تسعى كل شركة لتوسيع نطاق عروضها للحصول على حصة أكبر في السوق.
 
•التمايز: تحاول "أوبن إيه آي" تأكيد هويتها كمزود مستقل للتكنولوجيا، بتطوير منتجات مباشرة للمستهلك.
 
•الاستقلال الاستراتيجي: ترغب كل شركة في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي لتحقيق أهدافها طويلة الأجل.
 
أمام "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" قرارات استراتيجية مهمّة. يرى الخبراء بأنّه يجب على "مايكروسوفت" التوازن بين الاستفادة من تكنولوجيا "أوبن إيه آي" وتجنّب الاعتماد المفرط على شريك واحد، بينما يجب على "أوبن إيه آي" التحرّك بحذر لتطوير منتجاتها دون إغضاب أكبر مستثمر وشريك لها.
 
مع استمرار تطور الذكاء التوليدي، من المتوقع أن تبقى علاقة الشركتين معقّدة. قدرتهما على الموازنة بين المنافسة والتعاون قد تكون نموذجًا لتطور الشراكات في صناعة التكنولوجيا، حيث تصبح التطورات السريعة وتغيّرات السوق هي القاعدة. ومع استمرار هاتين القوتين في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، ستكون قدرتهما على التعامل مع هذا التوازن الدقيق حاسمة لنجاحهما ولتقدّم الذكاء التوليدي بشكل عام.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم