يدرك رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) البروفيسور توني تشان أن الذكاء الاصطناعي هو الرياضيات الجديدة في العالم، التي ستُمكّن البشر من أن يُصبحوا أكثر كفاءة، ويتمتعوا بالتالي بنوعيّة حياة أفضل بشكل عام.
وفي تصريح له في أولى حلقات برنامج "بودكاست قمة الذكاء الاصطناعي"، الذي أطلقته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" أمس، قال البروفيسور تشان: "في المدرسة نقوم بتدريس الرياضيات لكلّ طالب، ليس لأننا نعتقد أن كل واحد منهم سيكبر ليُصبح عالمًا في الرياضيات، ولكن لأن الرياضيات ستساعدهم على القيام بالعديد من الأشياء الأخرى في الحياة، وعلى تطبيق المعرفة بشكل أفضل، وهذه هي نقطة الشبه المشتركة بين الذكاء الاصطناعي والرياضيات".
واعتبر البروفيسور تشان أنه "في المستقبل، سيحلّ الذكاء الاصطناعي محلّ الجوانب العادية والمملّة من عملنا، لكنه لن يحلّ محلّ البشر تمامًا. الذكاء الاصطناعي سيجعل البشر أكثر كفاءة في وظائفهم، وسيوفر لهم الوقت من الدنيوية، ويجعلهم يستمتعون بحياتهم بشكل أفضل، لكنني لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ محلّ البشر تمامًا. الكثير من الناس يخافون من هذا الاحتمال، لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث أبدًا".
وأكد البروفيسور تشان كذلك على أهمية الذكاء الاصطناعي للتطور التكنولوجي من خلال تأثيره على مجالات العلوم والتكنولوجيا الأخرى، وقال: "إذا كانت البيانات هي الثروة الجديدة، فإن الذكاء الاصطناعي هو تقنية البيانات. عندما يكون لدى الشركات والمؤسسات كميات كبيرة من البيانات، عندها يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين وزيادة كفاءة أيّ مهمة متعلّقة بالعمل".
وأضاف: "بدءًا من تقنيات التعرّف على الوجه، الذي يتعرف على وجوه الأشخاص فوراً في الصور المخزّنة على هاتفك الذكي إلى شركات مثل أرامكو السعودية، التي لديها الكثير من البيانات حول حقول النفط والموادّ الكيميائية، إلى تحسين جهود التنقيب عن النفط، يؤثر الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات الآن".
وأردف: "إذا نظرت إلى بعض أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة مثل القضاء على الفقر وعدم الجوع وتوافر المياه للجميع وما إلى ذلك، فكلّ هذه أمور يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدّي دورًا كبيرًا في تحقيقها".
واعتبر أن "معظم دول العالم فقيرة جدًا، ولا تستطيع تحمل الكثير من الأدوات والأجهزة، ويُمكن للذكاء الاصطناعي فقط تطوير وتغليف أشكال جديدة من التطبيقات التكنولوجية التي يمكن أن تفيد الجميع وتساعد في تحقيق العدالة العالمية".
وختم البروفيسور تشان بالقول: "هذا هو نوع تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي تركّز المملكة العربية السعودية وجامعة الملك عبد الله جهودهما بشكل متزايد على تطويره من أجل الخير، الذي يمكن أن يكون له تأثير هائل على نطاق واسع. نريد أن نكون روادًا في مجال التكنولوجيا الحديثة، ولا نريد شراء التكنولوجيا فحسب، بل أن نبتكرها".