الإثنين - 01 تموز 2024

إعلان

لصقات على البطن يُزعم أنها تمتص الدهون... تفاصيل مقلقة!

المصدر: "النهار"
لصقات لخسارة الوزن.
لصقات لخسارة الوزن.
A+ A-
 تجتاح لصقات امتصاص الدهون المتراكمة تحت الجلد Liposuction patches مواقع التواصل الاجتماعي، وتوصف بأنها اتجاه جديد في عالم الحمية، إذ يدّعي مصنّعوها بأن مكوناتها تساعد الناس على فقدان الوزن بمجرد وضعها في المناطق التي يُراد إنقاص الوزن فيها. لكن -للأسف- معظم هذه الوعود المفترضة بفقدان الوزن لا تعطي نتائجها المرجوّة.
 
تحتوي اللصقات على مكونات لحرق الدهون أو لتعزيز التمثيل الغذائي، وقد يبدو لك ذلك أشبه بالسحر. لكن عليك توخي الحذر فهي ليست كما يُروّج لها، وفق ما نشر موقع "وومن هيلث" Women health.

لا تخضع هذه اللصقات للقواعد القانونية والعلمية المتضمة في تنظيمات "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية FDA. لذلك، لا توجد طريقة لمعرفة ما تحتويه هذه اللصقات.
كذلك لم يدرس الباحثون فاعلية وأمان لصقات امتصاص الدهون، وفق ما نشر موقع "مديكال هيلث توداي" Medical Health Today. مع ذلك، هناك أدلة محدودة تؤكد فاعلية بعض المكوّنات حين يجري تناولها من طريق الفم.
 
توضع هذه اللصقات على الجزء الذي تأمل في إنقاصه، كالبطن أو الذراعين أو الفخذين، في حين تستخدم بعض اللصقات أسلوب "امتصاص المواد عبر الجلد"، مما يعني أنها تضخ مواد إلى الجسم عبر الجلد، يفترض أنها تساعد في حرق الدهون بشكل عام، وفي تسريع عملية التمثيل الغذائي، وفق شرح من دينا بيرلاتا- ريش، الدكتورة في الطب، والاختصاصية في طب السمنة، والتي تعمل في مؤسسة "نيويورك ويت ويلنس مديسين" New York Weight Wellness Medicine.
 
تحتوي المكمّلات الغذائية المدرجة في لصقات فقدانِ الوزن على مكوّنات مختلفة، يُدّعى أنها طبيعية ومستمدّة من النباتات. نحن نتحدث عن أنواع مختلفة وعديدة. وبما أن المكملات الغذائية لا تخضع لمعايير الفاعلية نفسها التي تُطبّق على الأدوية، فإن الأدلة تبقى ناقصة وغير متوفرة لإثبات فاعلية لصقات فقدان الوزن.
 
 
هل هذه اللصقات فعالة؟
 
يؤكد جراح التجميل والترميم الدكتور رامي شقير في حديثه لـ"النهار" أن "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية "لم تعطِ الموافقة على استخدام لصقات امتصاص الدهون لعدم توفر أيّ أدلة حاليًا على فاعليتها وسلامتها. ويعتبر ذلك أهم نقطة يجب التركيز عليها، لأن استخدام منتج غير موافق عليه مغامرة غير مأمونة العواقب. نفتقر أيضاً، في الوقت الحالي، لأيّ دراسات تتناول مدى مأمومنيّة وسلامة هذه اللصقات واعتمادها كعلاج لخسارة الوزن".
 
يشرح شقير عن مكونات اللصقات فيشير إلى أنها "تحتوي على مادة حمضيّة تسمّى "ديوكسيكوليك" Deoxycholic، التي يُعرف عنها أنها تذوّب الدهون بكميات قليلة، ومادة "أل- كارنيتين" الـ L-carnitine، التي كانت تُعطى للأحصنة، ثم بدأ استخدامها على البشر لخسارة الوزن. يدخل هذان المكوّنان إلى الدهون لتذويب جزء منها قبل أن يمتصّها الجسم. هذه التقنيات، سواء أكانت الحقن أو اللصقات، ليست فعالة، فهي تحرق بعض الدهون، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن الطريقة التقليدية التي تتمثل بعملية شفط الدهون. وقد شهد طب التجميل تطوراً في عمليات خسارة الوزن واستخدام أجهزة متطورة وحديثة، إذ أعطت نتائج جيّدة، وحصلت على موافقة الـ"أف دي إيه" FDA، وبالتالي لا يمكن استبدالها بطرق أخرى سواء من ناحية سلامتها أو فاعليتها.
 
وعن الطريقة الفضلى لخسارة الوزن من الناحية الطبية، ينصح شقير باتباع نمط حياة صحيّة، وممارسة الرياضة، والتخلي عن التدخين كخطوة أوّليّة. وفي حال فشلت هذه الطريقة نلجأ عندها إلى طرق أخرى لخسارة الوزن، معترف بها من المرجعيات العلمية المتخصصة. ويُقرّر نوع العلاج بحسب كل حالة، ولا يمكننا تعميم أيّ طريقة بشكل عام.
 
لا يخفي شقير أن عوامل كثيرة أدّت دوراً في زيادة ظاهرة الوزن والسمنة في السنوات الأخيرة، أهمّها نمط الحياة السريعة، واستهلاك الأطعمة الجاهزة Fast Foods والمصنعة، واختلاف نوعية الأكل، وقلّة الحركة وغير ذلك. وتعتبر الأطعمة السريعة سبباً رئيسياً للإفراط في الوزن وزيادة السمنة في مجتمعات كثيرة.
 
 
في سياق متصل، ظهرت دراسات عن تأثيرات أخذ بعض الموادّ التي تحتويها لصقات امتصاص الدهون عن طريق الفم، مما يعني أنها تمرّ بالجهاز الهضمي، ثم تنتقل إلى الدورة الدموية، وتمرّ بتغيرات عدّة حينما يتعامل معها الكبد والكلي. وبالتالي، لا يمكن القول إن المكونات ستحقّق نفس النتائج عند استخدامها كلصقة، وفق ما نشر موقع "مديكال نيوز توداي" Medical News Today.
 
واستكمالاً، ثمة دراسات تجريها شركات تصنيع المنتجات، تكون صغيرة في أغلب الأحيان، ولا تستوفي المعايير العادية للبحث العلمي. وقد يكون لبعض لصقات امتصاص الدهون تأثير طفيف على فقدان الوزن، ولكن آثاراً جانبية قد تظهر، وتفوق هذه النتيجة البسيطة.

ويشرح الاختصاصي الأميركي تشارلي سيلتزر، طبيب إنقاص الوزن واختصاصي فيزيولوجيا التمارين الرياضية، بأن هذه اللصقات تعمل عبر الجلد، مما يعني أن المكوّنات النشطة تدخل مباشرة إلى الجلد، وتتجاوزة الجهاز الهضميّ. وعليه، هذا هو الفرق الرئيسيّ بين اللصقات والمكمّلات الغذائية التي نتناولها عن طريق الفم.


الآثار الجانبية للصقات إنقاص الوزن

لا تتوفر معلومات كافية عن الآثار الجانبية لتلك اللصقات التي لا تخضع لمعايير "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية، وفق ما يفيد موقع "هيلث لاين" Healthline.
 
يضاف إلى ذلك أن مكونات اللصقات تختلف بين نوع وآخر، مما يجعل الآثار الجانبية تتفاوت بينها أيضاً.
وبالرغم من أن بعض الأشخاص قد فقدوا الوزن أثناء استخدام لصقات فقدان الوزن، فإن الباحثين لم يدرسوا آثارها بدقة في التجارب السريرية. وبالتالي ينصح بعدم اعتماد هذه اللصقات بهدف خسارة الوزن.
 
كذلك يتخوف شقير من عملية "تذويب الدهون" بسبب غياب المعلومات عن الكميات التي تذوب فعلياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى تأثيراتها على الجسم. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم