الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

مستشفى عجلتون وحيداً في وجه الإقفال... هل ينقذ الاستثمار مصير المرضى؟

المصدر: النهار
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
يبدو أنّ الاتّصالات والجهود المكثّفة لتفادي نهاية مأساوية لمستشفى عجلتون قد أثمرت حلولاً بنّاءة، ولن يكون على مستشفى عجلتون أن يقفل أقسامه أو حتى أبوابه، خصوصاً أنّه المستشفى الوحيد العامل في وسط كسروان، حيث سنكون أمام الحلّ الأنجع، والمتمثّل باستثماره وإنقاذ ما تبقّى من القطاع الاستشفائيّ الذي يحتضر في هذه الأزمة.

لكن هل سيكون السيناريو المأساوي الذي يواجه مستشفى عجلتون الأخير في ظلّ الأزمة المستشرية التي تزداد سوءاً؟
تتراكم الكوارث التي تلحق بالقطاع الاستشفائيّ، ومن كان مهدّداً بات اليوم يواجه خطر الإقفال حقيقة، ممّا يجعل مصير عشرات المرضى معلّقاً في المجهول؟ فهل من وضع أسوأ من الذي وصلنا إليه؟

هذا المستشفى، الذي يتبع للرهبانيّة، يحاول إيجاد الحلّ بعيداً من الإعلام. تكتّم واضح يلفّ ملفّ المستشفى، لاسيّما أنّه لم يُبلغ وزارة
الصحّة بما يمرّ به وبالخطر المحدق بأقسامه التي تواجه خطر الإقفال؛ وهو إجراء بديهيّ على كلّ مستشفى اللجوء إليه في ما يتعلّق بمرضاه الذين يتعالجون على حساب الوزارة (خصوصاً مرضى الكلى)، حتى تتمكّن من إيجاد بديل لهم. ومع ذلك، ما سمعته الوزارة من صعوبات ومشكلات لم تعرف به سوى من الإعلام، وممّا يُحكى في الصالونات؛ وعليه أرسلت اليوم فريق التفتيش للوقوف على ما يجري ومعرفة حقيقة الوضع.

لم تنجح محاولات "النهار" المتكرّرة في الحديث مع إدارة المستشفى. لكنّه وفق ما أكّده مدير العناية في وزارة الصحة العامة جوزف حلو "الأمور متّجهة إلى الحلحلة من خلال الاستثمار في المستشفى، وبالتالي لن يكون هناك إقفال كما كان البعض متخوّفاً. وسيصدر المستشفى بياناً يشرح فيه كلّ المستجدّات الحديثة، علماً بأنّنا لم نتبلّغ منه أيّ قرار بإقفال قسم أو أقسام في الفترة الماضية، خصوصاً أنّ هناك قسماً لغسيل الكلى، ومن الواجب إبلاغنا قبل شهر أو شهرين حتى تتمكّن الوزارة من إيجاد بديل لهؤلاء المرضى الذين هم على حساب الوزارة".

صحيح أنّ الوضع مأساويّ في كلّ لبنان، ولكن هناك بعض المستشفيات مثل "سان لويس" و"سان جورج" و"سانت تريز" تعاني من أزمات، ومن وضع سيّئ، منذ فترة طويلة. كذلك هناك المستشفيات الخاصّة التي تتّخذ قراراتها من دون العودة إلى الوزارة من ناحية بيع المستشفى أو استثماره أو تأجيره، بل يتمّ إبلاغنا بالمسألة بعد التوصّل إلى اتّفاق، وفق ما حصل مع مستشفى "سيّدة لبنان"، إذ تبلّغنا بأنّها باتت في عهدة الدكتور فادي سعد، وهو في صدد تغيير اسمها".
 

في الإطار، رفع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصّة سليمان هارون الصوت مؤكّداً أنّه "سبق ونبّهنا مراراً من مستشفيات كبرى وعديدة، بحجم "مستشفى عجلتون"، مهدّدة بالإقفال. ووصلنا فعلياً إلى هذا الواقع، فنحن اليوم أمام مثل حسّيّ لما كنّا نبّهنا إليه".
 
هذا الواقع ليس إلّا بداية الطريق، وفق هارون، إذ إنّ غيره من المستشفيات مهدّد أيضاً بالتوقّف عن استقبال المرضى قريباً.
 
ويفنّد هارون الأسباب الأساسيّة التي أدّت إلى عدم قدرة المستشفى على مواصلة تقديم خدماته، وأبرزها: "عجزه عن تأمين المازوت بالأسعار الحاليّة، في حين أنّ حاجات المستشفى كلّها تُدفع نقداً بالدولار. ونجد المصارف تحجز على أموال المستشفى وسائر المستشفيات التي لم يعد بوسعها التصرّف بودائعها، حتّى أنّها وصلت إلى مرحلة لا يُمكن فيها دفع أجور الموظّفين بسبب عدم قدرتها على تأمين السيولة للرواتب".

ويوضح هارون بأنّ "إدارة "مستشفى عجلتون" أبلغتني أنّها لا يمكنها فتح الأبواب أمام الناس. لكنّ الأخطر أنّه يعالج نحو 80 حالة غسيل كلى، ويستقبل نحو 50 مريضاً بحاجة إلى علاج كيميائيّ، فأين يذهب هؤلاء في حين لا يُمكن لأيّ مستشفى أن يستوعبهم؟".
 
وفي الوقت الذي وضع هذه القضية برسم المسؤولين لحلّ الموضوع بشكل عاجل، والبحث عن سبل لتأمين استمراريّة المستشفى وتأمين مادّة المازوت والسيولة اللازمة من المصارف، يبقى السؤال الأهمّ حول من يضمن عدم تكرار هذا السيناريو مع مستشفى آخر؟
وماذا لو تأمّن المازوت لفترة، ثمّ وقعنا في المأزق نفسه نتيجة انقطاع المحروقات وتهديد المصارف؟
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم