الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"بياف" يعكس روح الحياة في بيروت... نايلة تويني: سندافع عن لبنان يشبهنا

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
مهرجان "بياف" وسط بيروت. (تصوير: نبيل إسماعيل)
مهرجان "بياف" وسط بيروت. (تصوير: نبيل إسماعيل)
A+ A-
قُرعت أجراس الحياة في بيروت مع بداية موسم الصيف، ورغم التهويل بسماء حمراء، عاد المغترب اللبناني لتستقبله أضواء المدينة بفعاليات فنية تحمل في عودتها رمزية مضاعفة، باستحضار رجالات كبار طعّموا تاريخنا الوطني بالمواقف المشرفة التي تليق بـ"لبنان يا قطعة سما". فمن بيروت وعند الحمامات الرومانية صدح صوت عميد الصحافة غسان تويني ومعه قسم "ديك" النهار وثورة الحلم اللبناني الشهيد جبران تويني، ضمن حفل "بياف" الذي حمل شعار "أنا لبناني".

في فعاليات المهرجان كانت الابنة والحفيدة نايلة تويني حاضرة لتكمل الوصية: "سنبقى ندافع عن لبنان... الذي يشبهنا. لبنان الثقافة والحرية والإعلام والرياضة"، مستلمة جائزة "بياف" على مسيرة واجهت كل الأزمات لتبقى وتستمر.

وبعد غياب قسري لأربع سنوات عاد مهرجان "بياف" لينضمّ إلى مسار الحياة في لبنان، حاملاً شعار "أنا لبناني" من منطقة أثرية وسط بيروت، شاهدة على انتفاضة هذه المدينة من تحت الغرق والردم.
 
(تصوير: نبيل إسماعيل)

بصوت عبير نعمة الملائكي ردّدت كلمات النشيد الوطني اللبناني، إحياءً لتلك اللحظة التاريخية التي حملت بصمة لبنانية بحتة، عبر الشاعر رشيد نخلة ووديع صبرا. وكان لا بدّ من التذكير بأنّ للبنان رجالات كانوا سبباً في نيله لقب "سويسرا الشرق" وبيروت عاصمة للفكر العربي. وعبر صوت الفنان الشاب الوليد الحلاني وجّهت التحيّة إلى فن الزمن الجميل فحضرت رائعة الراحل وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما".

كرّم المهرجان مساهمين لأجل لبنان من الغناء والتمثيل والإخراج والشعر والإعلام والطب والنحت بجائزة "بياف" بعيداً من الألقاب. يقول مدير مهرجان "بياف" ميشال ضاهر لـ"النهار": "أتت هذه الدورة عنواناً عريضاً غير مهداة إلى أحد... "أنا لبناني"، لأنني اعتبرت أن اللبناني سيشعر بجذوره بهذه الطريقة ومن هذا المكان".

جميلاً كان النفس اللبناني والأجمل كلمات بعض المكرّمين، التي شكّلت في جمعها خطاباً وطنياً صادقاً بعيداً من الكليشيات. لذلك صدح صوت عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني وقسم الصحافي الشهيد جبران تويني عبر فيديو تحيّةً إلى روحيهما.

نايلة تويني: مستمرون وسنبقى
وتسلّمت رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني جائزة "بياف" لمضيّها في المسيرة المهنية الوطنية وتحقيق الإنجازات رغم الصعاب. تسلّمت الجائزة التي قدّمها إليها وزير الإعلام زياد مكاري، وألقت كلمة مؤثرة عن رؤيتها للوطن. وقالت: "بعد كل ما سمعناه عن جدّي غسّان ووالدي، واليوم نحن واقفون في بيروت، بعد كل هذه المسيرة والدم والألم، نحن مستمرّون وسنبقى ندافع عن لبنان، الموجود في قلوبنا والذي نحلم به. لبنان الذي يشبهنا. لبنان الثقافة والحرّية والإعلام والرياضة. لبنان الذي يمثله كل واحد منا، هذا لبنان الذي نعرفه والذي نريده حتى آخر لحظة، آخر رمق، وآخر نفس، حتى لو كان علينا تقديم الدم مجدداً".
 

الحلّاني: أنا ابن مدرسة الإمام الصدر
الفنان عاصي الحلاني طعّم للمرّة الأولى كلمته بالسياسة مستعيناً بوطنية الإمام موسى الصدر واعتداله، فتمنّى "أن يكون لبنان الأولوية والهدف الرئيسي كمواطنين. وللأسف، في بعض الأحيان، نجد العديد من المواطنين من  دون وطنية. أتمنى أن نكون جميعنا وطنيين وأن ننتمي إلى هذه الأرض، لأن هذه الأرض بالتشرذم والتفكك والطائفية لن نستطيع أن نبنيها، فنحن نريد أن نبنيها بالمحبة". وختم كلمته: "أنا ابن مدرسة الإمام المغيّب موسى الصدر الذي قال عندما بدأت الحرب اللبنانية: الطوائف نعمة، والطائفية نقمة، فأتمنى أن نفكر مثله ويتمثل الزعماء به، لأنه إمام التعايش والعيش المشترك".

غبريال يمّين يصرخ
وخرجت صرخة فنية من قلب غبريال يمين المخضرم، فنطق باسم الممثل اللبناني ولم يجامل أحداً: "التقيت ببعض الأصدقاء من المجال المهني والدراما، وسألتهم عمّا يفعلون اليوم، فأجابوا لا شيء. لماذا؟". وتابع: "لست أعلم السبب، هل ينقصنا شيء؟ هل قصّرنا في شيء؟". وختم بالقول: "أحبّ أن أقول لكم إن مجد الدراما الذي يعيش فيه غيرنا حالياً، نحن من خلقناه من 1960. وهذا ليس تحدّياً، أو "حط على العين"، لكن تذكّروا أن من بدأ عملية الخلق، يستطيع الاستمرار بها".

فن وزجل
أما الممثل جورج خبّاز فاختار قصيدة ناجى فيها لبنان بأسماء أصحاب الإرث الفني العتيق، فجاء في المقطع الأخير: "... الحجر، البشر، التراب، الشجر وحتى المدافن فيك بتعنيلي، ليلك عنيد نهارك سعيد وجناحك مكسرة بطيّرها خليلي... مهما زعلت عالمعاصي عاصي ومن السما منصور عالمحنة الطويلة، وإذا عالقهر شي ليلة نسيت صلّيلك من جبل زيتونك إنت صلّيلي".
 
(تصوير: نبيل إسماعيل)

فنانون ولبنان الحياة
النفس الفني الذي قدّم على المسرح شكّل دعوة للتمسك بالجذور اللبنانية، وهو ما عبّر عنه الفنان رامي عيّاش بأغنية "أهلا بالجمال" مزج فيها بين إيقاعات البوب الحديثة والزجل اللبناني قدّمها مازن غنّام. يؤكد عياش في حديث لـ"النهار" التمسّك بروح لبنان الحياة: "الحقيقة تقول أنّ لبنان غير منفصم، وأنّ لبنان في العام الماضي حقق نسبة 7 مليارات دولار من السياحة والسهر والفنادق ومن فناني لبنان وممثليه، ورغم الطلعات والنزلات، يبقى  لبنان الأول عربياً مهما تعب".

وتعترف الممثلة نادين نسيب نجيم بأننا "نعيش في لبنانين ووجهين، وجميعنا نشعر بهذه المسؤولية وهذا الخوف، لأنه في النهاية الجنوب قطعة من لبنان، نحن بلد واحد". وتابعت: "نحاول أن نستمر ونؤكد أننا ما زلنا صامدين، فلبنان لا يحتمل هزّة جديدة".

أما المخرج سعيد الماروق، فاعتبر أننا "عندما نتّحد كلبنانيين، نصبح من طائفة الأربعة ملايين لبناني. نصبح أقوى على الفساد والتدخل الخارجي. وما يمحو نظرية الشعبين أن نصبح شعباً واحداً".

وقال الفنان جوزف عطية: "لبنان لن يستسلم يوماً، اتُّهمت بأنني تركت لبنان وهذا غير صحيح. عندما ألتقي الناس في الاغتراب وأرى هذا التكاتف أرى صورة لبنان الحقيقية الجميلة". وهو ما أكدته الممثلة نادين الراسي: "لبنان في عز الوجع يعيش وعز الفرح يعيش ويعلّم غيره كيف ينجو، بيكفي إنك لبناني".

أما رودج فتوجّه إلى بيروت قائلاً: "أقول: ابقي كما أنتِ نكاية بالجميع".
 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم